دخل الدين على خط أزمة انتشار فيروس كورونا، إذ أعلن شيخ موريتاني امتلاكه العلاج عبر «الرقية الشرعية»، كما برزت في لبنان أنباء عن أن القديس شربل، الذي تقدسه بعض الطوائف المسيحية، ظهر لامرأة في الرؤية وأخبرها بطريقة العلاج، في حين رفض سكان مدينة قم في إيران، إغلاق المرقد الذي يزوره سنوياً الآلاف من الشيعة.
وكانت البداية تدوينة نشرها شيخ موريتاني يسمى يحظيه ولد داهي، يسيّر مركزاً لعلاج السحر في نواكشوط، على صفحته يوم الأحد، إذ قال : «كورونا تعالج بالرقية الشرعية عند أحباب الرسول ولا داعي للقلق، ومستعدون للذهاب للصين».
وفي رد على «القدس العربي» حول طبيعة العلاج الذي تضمنته التدوينة، أوضح: «نعم نعالجه، بإذن الله تعالى، بالقرآن الكريم وعشبة أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أنها تعالج عدة أمراض مستعصية».
سكان مدينة قمّ في إيران يرفضون إغلاق المرقد الذي يشفي «أمراض الروح والجسد»
وعن استعداده للذهاب للصين من أجل معالجة الوباء، بين: «أنا مستعد للذهاب للبلدان الموبوءة ولقاء المرضى المصابين ورقيتهم حتى ولو في الصين وعلى الله التكلان؛ وأرى أن قياس وباء كورونا على الطاعون قياس مع وجود الفارق، وهو قياس مجانب للصواب فلا هو يشبه الطاعون لا من حيث الأعراض ولا من حيث الشكل وقياسه عليه لا يخلو من تكلف والأدلة لا تسعفه». وحول كلفة علاج المصابين قال: «تكاليف علاج هذا الوباء تختلف باختلاف المرضى وظروفهم وقدراتهم وهي تخضع لأحوال المرضى».
وبخصوص الأمراض المستعصية التي عالجها من قبل قال «عالجنا من قبل أمراضاً مستعصية منها سرطان الدماغ وسرطان الثدي والرقبة وحتى سرطان القولون وحالات من فقد المناعة «الإيدز»، وكلها شفاها الله بفضل وبركة القرآن الكريم، وبأعشاب ورد ذكر فوائدها الطبية في السنة النبوية، وهذه ليست فضيلة لنا بل هي معجزات القرآن ونبي الرحمة». في السياق، أثار فيروس كورونا جدلاً كبيراً في إيران بين رجال الدين والحكومة حول التدابير الواجب اعتمادها لمواجهة تفشي هذا الوباء في الجمهورية الإسلامية. وتثير المسألة انقسامات أيضاً في صفوف المراجع الدينية.
وفي شريط مصور يعود إلى 26 من الشهر الماضي، وتم تداوله بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي الإيرانية، أصرّ السيد محمد سعيدي، المسؤول عن مرقد فاطمة المعصومة في قم، الذي يزوره سنوياً الآلاف من الشيعة الإيرانيين والأجانب، على إبقاء المقام مفتوحاً أمام الزوار. وقال: «هذا المرقد باب الشفاء»، داعياً الحجاج إلى زيارته «للشفاء من أمراض الروح والجسد».
وقبل أيام، أمر المجلس الأمني لمحافظة قم بتعليق الصلوات الجماعية وبتطهير هذا المزار وإقامة سياج حوله لمنع الزوار من الاقتراب، لكن مذكرة نشرت في وقت لاحق على موقع المقام تجاهلت القرار، إذ أشارت إلى تأييد إبقاء الصلاة «نزولاً عند طلب سكان قم» ولإزالة السياج حول المرقد. ونشر المقام بياناً نقل على الوكالات الإيرانية وتم محوه لاحقاً، شدد على «الآثار المضادة للجراثيم».
أما في لبنان، فقد نشرت صحيفة «نداء الوطن» المحلية، خبراً حول ظهور القديس شربل الذي يقدسه عدد من الطوائف المسيحية، لامراة، إذ طلب منها أن «تأخذ تراباً من دير مار مارون في عنايا وتغليه وتصفيه، ثم تنقله إلى مستشفى رفيق الحريري في بيروت لمعالجة المصابين بفيروس كورونا»، طبقاً للصحيفة.