نفاق الولايات المتحدة في اليمن

اتهم الكاتب في مجلة “ذي أميريكان كونزيرفاتف” الولايات المتحدة الأميركية بمساعدة السعودية على ارتكاب جرائم حرب وذبح بحق المدنيين في اليمن.

وفي مقالة له، تحدث الكاتب عما وصفه بـ “خنوع” واشنطن أمام الأسرة الملكية السعودية، وقال إن النظام السعودي جعل الولايات المتحدة متورطة بالوقوف وراء عشرات آلاف القتلى في اليمن.

عقب ذلك، تحدث الكاتب عن “نفاق” إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال الفترة الأخيرة، مشيرا إلى الكلام الصادر عن وزارة الحرب “البنتاغون” حول اكتشاف تجهيزات للعبوات الناسفة ومعدات للصواريخ المضادة للدبابات والسفن والطائرات في اليمن.

كما لفت في هذا السياق إلى تصريحات المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية الذي زعم “”تهريب” هذه المعدات والتجهيزات بشكل غير قانوني إلى اليمن بهدف تقديم الدعم لجماعة أنصار الله”.

وعليه، قال الكاتب إن ذلك يعني أن الدعم الإيراني مكّن اليمنيين من الدفاع عن أنفسهم ضد عدو أكثر ثراء بكثير وأفضل تسليحا وهو السعودية، مذكّرًا في الوقت نفسه بأن الولايات المتحدة تساعد وتسلح الرياض.

وبحسب الكاتب، سمحت واشنطن على مدى عقود للسعودية بأن “تستأجر” الجيش الأميركي وكأنه حارس للأسرة الملكية، ووصف السعودية بأنها عبارة عن ملكيّة مطلقة لا يوجد فيها أية حريات دينية أو سياسيّة، مضيفا أن هامش المعارضة تقلّص أكثر تحت حكم ولي العهد محمد بن سلمان.

وعن الإمارات، قال الكاتب إنها تقصف بشكل عنيف اليمن، كما لفت إلى ما قالته منظمة العفو الدولية حول قيام الإمارات بسجن اليمنيين وأيضا بممارسة التعذيب بحق المواطنين اليمنيين بمختلف الأساليب.

ورأى الكاتب أن السعودية بدأت الحرب على اليمن من أجل إعادة شخص إلى الحكم تعتقد الرياض أنها تستطيع التحكم به، مضيفا أن أفراد الأسرة الملكية السعودية تنظر إلى الأمور من زاوية ذاتية بغض النظر عن الاثمان التي تدفعها أطراف اخرى.

الكاتب أضاف أن غالبية الضحايا المدنيين والأضرار المادية في اليمن ناتجة عن القصف السعودي والإماراتي، وأشار إلى أن إحدى النتائج الأخرى لدعم واشنطن للسعودية هي وصول الأسلحة الاميركية إلى أيدي من وصفهم بـ”الراديكاليين الإسلاميين”.

وحول هذا الموضوع، قال باندو إن التحالف السعودية الإماراتي تحالف مع “إسلاميين متطرفين”، بما في ذلك تنظيم “القاعدة” في شبه الجزيرة العربية، منبّها في الوقت نفسه من أن الأخير يصنّف كأخطر فروع تنظيم “القاعدة”.

ولفت الكاتب أيضا إلى التقارير الإعلامية التي أفادت أن السعوديين والإماراتيين أبرموا اتفاقات سرية مع عناصر تنظيم “القاعدة” وسمحوا للبعض منهم بالانسحاب من المناطق حاملين معهم الأسلحة والمعدات والمال، مشيرًا إلى قيام السعودية والإمارات بتجنيد عناصر تابعين للتنظيم.

وأضاف الكاتب أن “البنتاغون” يتحدث عن قيام إيران بنقل السلاح إلى “أنصار الله”، في حين تزود الرياض عناصر “القاعدة” بصواريخ مضادة للدابابات.

وتحدث الكاتب عن “حملة ضغوط قصوى فاشلة” من قبل إدارة ترامب حيال إيران، وقال إن ذلك أدى إلى ارتفاع حدة التوتر بينهما، وأضاف أن طهران بينت قدرتها على استهداف الاميركيين بواسطة الهجمات الصاروخية بعد إغتيال قائد قوة القدس السابق اللواء قاسم سليماني.

الكاتب شدد على ضرورة أن توقف الولايات المتحدة مشاركتها في الحرب على اليمن، وقال إن من شأن ذلك دفع الرياض إلى تسريع المحادثات مع “أنصار الله” بحثا عن تسوية دبلوماسية، غير أنه شدد في الوقت نفس على أن السياسة الأميركية يجب أن لا تعتمد على الموقف السعودي.

وفي الختام، قال باندو إن الأمر المفاجىء ليس قيام إيران بدعم اليمنيين، بل قيام واشنطن بدعم الأسرة الملكية السعودية “الفاسدة والقمعية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *