خطورة وباء كورونا … بقلم ناجي امهز

نحن لا نستحق وطن، اصلا نحن لسنا شعب ولا حتى طوائف وقبائل.
نحن مجموعة من الاحقاد الممزوجة بالكره والمغلفة بالكثير من الانتقام، ومصابين بداء الانا والفوقية الذي هو اخطر من وباء كورونا.
انا اتفهم ان يقوم سياسي بمواجهة سياسي او جهة تقف ضد جهة، باستغلال كافة الادعاءات والذرائع، للفوز بمعركة انتخابية او من اجل منصب سلطوي برلماني او حكومي، وتنتهي هذه المواجهة مع انتهاء هذه المعركة السلطوية.
ولكن ان نقوم بالمزايدة ومحاولة التشفي من بعضنا على حساب موجة وباء قد تحول لبنان الى مقبرة جماعية، فهذا شيء لا يمكن تصوره.
نحن نتكلم عن وباء يهدد العالم، وهناك دول تمتلك من التكنولوجيا والتطور الطبي وخطط الانقاذ، ما يفوق لبنان استعدادا ومواجهة بملايين المرات وهي تقف مذعورة امام هذا الوباء.
في كل دول العالم دقت الاجراس ورفع الاذان واشعل البخور وبسطت الاكف وبدأ الناس بالتضرع والدعاء والبكاء، لانهم يؤمنون بالله ويخافون غضبه، الا عنا بدأنا بالتنكيت والتشفي والفرح واستغلال الاوجاع والخوف من اجل مزايدة غير اخلاقية ولا منطقية.
بل لم نرحم انسانة كانت تقوم بطقوسها بعيدا ان كنت تؤمن بما تؤمن او تعبد ما تعبد حتى نشرت صورتها واشعنا اسمها، لم نفكر لحظة بعائلتها ودموع محبيها او ماذا يشعر اطفالها او منهم بقربها.
نحن نكاد نصبح مجرمون قتلى، نقارب الاوغاد بافعالهم، فقدنا الاحساس الانساني، وكل المقومات الاخلاقية، لم يعد بقلبنا ذرة من الرحمة، تحولنا الى وحوش مفترسة ضارية، نأكل لحوم بعضنا.
هل تعلمون ماذا يعني ان يكون في لبنان اصابة او حتى اصابتين، يعني ان في لبنان اصابات بالكورونا اكثر من الصين، لانه ان كان في الصين مائة الف اصابة نسبة الى عدد سكانها البالغ مليار ونصف وامكانياتها، يعني كأنك تقول في لبنان اصابة واحدة نسبة الى خمسة مليون مواطن.
تعلمون ماذا يعني ان يتفشى وباء كورونا في لبنان وتسعين بالمائة من الشعب اللبناني لا يمتلك ثمن رغيف خبز، ودولة تمر بأزمة اقتصادية خانقة.
هل فكرتم للحظة بظل عجز المواطن اللبناني عن علاج نفسه من “الكريب” ماذا سيفعل بحال اصيب بالكورونا واي مشفى سيستقبله ومن اين سياتي بالعلاج ومن سيدفع ثمنه.
ارحموا بعضكم، ليرحمكم من في السماء.
القليل من الحب يشفي ويعالج الكثير من الاحقاد.
نحن بحاجة ان نفكر كشعب واحد بعيدا عن الخلاف السياسي، وباننا سننتصر على هذا الوباء بوحدتنا وتعاوننا.
نحن بحاجة ان نؤمن باننا سنعيش معا وننهض معا، من اجل كل حلم شاب وشابة وضحكة طفل وابتسامة ام، وضعف العجائز.
نحن بحاجة للانسانية وان اتت من اي دين او علم اجتماع، لانه يكفينا كره، فالرب لم يعد يسمعنا بسبب افعالنا، ولا ينقصنا الا لعنة الطوفان حتى نصبح مثل قوم نوح او الدمار حتى يكتب عنا بالتاريخ اننا قوم سدوم وعمورة.
اتقوا الله اتقوا الله.
والله صدقوني، الضمير لا يرحم وسيجعلكم تندمون لان الدنيا تحاسب “وكما تدين تدان”، لا تتكلموا الا بما يرضي الله وضميركم وانسانيتكم، وحتى الكلمة التي تقال ليكن لها خير وفيها الخير ومنها الخير لاجل الخير.
وكلامي هذا للجميع، فان كانت مصيبة كهذه لم توحد بيننا، ووطننا يقارب ان يصبح وطنا منكوبا بسبب غياب رحمة القوي للضعيف وعطف الغني على الفقير، وانتشار الفقر والبطالة واليوم الكلام عن وباء كورونا، اذا لا شيء سيوحدنا.
وغياب الوحدة الوطنية هي اخطر من وباء كورونا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *