رفض رسمي وشعبي عراقي واسع لصفقة العار الاميركية

بغداد ـ عادل الجبوري

ما أن أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب ما بات يعرف بـ”صفقة القرن” في مراسم احتفالية صاخبة بالبيت الابيض وبحضور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حتى انهالت وتوالت ردود الافعال الدولية الغاضبة والمستهجنة لتلك الخطوة التي عدّها الكثيرون بداية للمزيد من التأزيم والتصعيد في المنطقة، وكذلك مرحلة جديدة للنضال الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني وداعميه ومسانديه.

ولم يكن العراق بعيدا عن اجواء ردود الفعل والمواقف المنددة باعلان ترامب، فقد عبرت أوساط دينية وسياسية وشعبية عراقية عن رفضها القاطع للمؤامرة الكبرى على القضية الفلسطينية التي تريد الولايات المتحدة الاميركية برئاسة ترامب تمريرها وفرضها بالقوة.

من جانبه اكد النائب الاول لرئيس مجلس النواب العراقي حسن كريم الكعبي، “ان اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع رئيس الكيان الاسرائيلي الغاصب بنيامين نتنياهو عن تفاصيل صفقة القرن في هذا التوقيت المشبوه سيؤدي الى اندلاع تصعيد جديد وانهيار كل مؤشرات السلام والامن في المنطقة”، معتبرا “ان ترامب استغل ضعف الحكومات العربية وعدم وحدة الموقف في شتى ارجاء الوطن العربي والاسلامي ازاء القضايا المصيرية التي تعصف بالمنطقة”.

وأعرب نائب رئيس البرلمان العراقي في بيان له بهذا الشأن عن بالغ أسفه لحضور سفراء دول الامارات وعمان والبحرين في مراسيم الكشف عن تفاصيل صفقة “اسرائيل ـ امريكا” في البيت الأبيض، في ذات الوقت الذي دعا فيه جميع القادة العرب والمسلمين وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي الى تبني موقف حازم وموحد ازاء هذه الصفقة وعدم القبول الا بنيل استقلال فلسطين بالكامل واقامة دولتها وعاصمتها القدس الشريف”.

أما رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والنائب الاول السابق لرئيس البرلمان الشيخ همام حمودي، فقد شدد في تغريدة له في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، على ان فلسطين قضية امة وليست صفقة في البورصة او الانتخابات الاميركية والاسرائيلية، علما انه كان قد حذر في وقت سابق من أي خطوة قد تقدم عليها الولايات المتحدة في الاعلان عن ما يسمى بصفقة القرن، وحمل إدارة ترامب مسؤولية كل ما سيترتب عن ذلك من تصعيد وأزمات وعواقب خطيرة قد تنعكس آثارها على حالة السلام والاستقرار التي تتطلع لها شعوب المنطقة وشعوب العالم أجمع.

في ذات السياق أصدرت جبهة الإنقاذ والتنمية التي يتزعمها رئيس مجلس النواب الأسبق أسامة النجيفي، بيانا قالت فيه “أن الصراع العربي الاسرائيلي يمتد لأكثر من سبعين سنة، وقد نال الشعب الفلسطيني من الظلم والتهجير والقتل والاستحواذ على أراضيه ما يشكل جرحا لا تداويه مجموعة وعود قائمة على معالجة أوضاع داخلية سواء في أميركا أو “إسرائيل”، لتشكل خريطة سلام يمكن أن تقنع أحدا بعدالتها”.

وأشارت جبهة الانقاذ والتنمية الى “ان اعلان ترامب جاء ليكون تأييدا حاسما لـ”إسرائيل”، مع تعتيم كامل لجرائمها، والهدف هو كسب أصوات اليهود ودعمهم في تأييده أو رغبته بولاية ثانية، لهذا لم يتردد الرئيس ترامب عن إعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، ولم يذكر شيئا عن المستوطنات التي بنيت على أراض فلسطينية ولم يشر إلى النازحين، أو السجناء أو الشهداء الذين استهدفتهم “إسرائيل بطريقة منظمة ومتواصلة، كل ما هناك وعود بدعم دولي لمساعدة الفلسطينيين، يقابل تنازلهم عن حقوقهم في الأرض، وحقوقهم في حياة حرة كريمة لا تخضع إلى املاءات إسرائيل”.

وما زالت ردود الفعل العراقية متواصلة، سواء عبر إصدار البيانات او الدعوات إلى وقفات ومسيرات ومهرجانات احتجاجية وجماهيرية، او من خلال الاف المنشورات والتغريدات والتعليقات والمقالات في الفضاء الالكتروني، فضلا عن التغطيات الاعلامية المتتابعة للحدث من قبل مختلف القنوات الفضائية العراقية.

وتجدر الاشارة الى ان هاشتاغ FreePalestine# تصدر- بحسب مركز الاعلام الرقمي – ترند غالبية الدول العربية، في حين جاء بالمركز الثالث عالميا في منصة موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، على خلفية اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب مساء امس الثلاثاء ما سمي بصفقة القرن، بينما اطلقت عليها الكثير من الاوساط السياسية والشعبية والاعلامية والثقافية، صفقة العار، وسرقة القرن، وصفعة القرن.

وفي قبال موجة الرفض العربي والاسلامي والعالمي الواسعة، رحبت حكومات بعض الدول، من بينها الامارات العربية المتحدة والبحرين وعمان بأعلان ترامب، والتي حضر سفرائها في واشنطن مراسم الاعلان في البيت الابيض، حيث عبر السفير الإماراتي في الولايات المتحدة، خلال تصريحات صحفية عن تقدير حكومة بلاده للجهود الأميركية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي بين الفلسطينيين و”إسرائيل”، مضيفا ان بلاده تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين تحقيق سلام دائم وتعايش حقيقي بدعم من المجتمع الدولي!.

المصدر : العهد الاخباري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *