دعوات فلسطينية لـ”تصعيد المقاومة” وعقد اجتماع قيادي موسع لإقرار استراتيجية مواجهة “صفقة القرن”

تواصل التنديد الفلسطيني بتحركات الإدارة الأمريكية لطرح “صفقة القرن”، خلال الأسبوع الجاري، وخرجت دعوات تنادي بـ”تصعيد المقاومة” وعقد اجتماع قيادي موسع، لمناقشة مخاطر الصفقة، ووضع استراتيجية وطنية لإفشالها.

وعقب الرفض الذي أعلنته الرئاسة الفلسطينية من جديد لهذه الصفقة، وتحذيرها أمريكا وإسرائيل من مغبة تجاوز “الخطوط الحمراء”، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن أي حل لا يستند الى تجسيد استقلال دولة فلسطين على حدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية “مرفوض جملة وتفصيلا”.

وقال إن القيادة ستتابع مع مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس حقوق الانسان، ومحكمة العدل الدولية، والمحكمة الجنائية الدولية، لتحمل مسؤولياتهم تجاه من يريد تدمير القانون الدولي والشرعية الدولية، واصفا ما يتم طرحه بأنه “احتيال وابتزاز لحقوقنا ووجودنا على وطننا”، مؤكدا أن المشروع الوطني الفلسطيني “أكبر من أن تهزه أو تدمره مثل هذه الصفقات، لأن قضية فلسطين هي أساس الأمن والاستقرار الاقليمي والدولي”، وطالب الدول العربية بالتمسك بمبادرة السلام، كأساس للحل، ورفض كل هذه الطروحات جملة وتفصيلا.

كما شدد على أهمية وجود موقف دولي من الاتحاد الأوروبي ومجموعة دول عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي وروسيا والصين في وجه المخططات الأمريكية والاسرائيلية لتصفية قضيتنا الوطنية.

وفي السياق، دعا جمال محيسن، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، الشعب الفلسطيني للبدء في “حراك جماهيري واسع في كل أماكن تواجدهم”، لمواجهة الإجراءات “الصهيو-أمريكية” المتمثلة في “صفقة القرن”، محذرا من التساوق مع هذه الخطة التي تمس مستقبل الشعب الفلسطيني.

وأكد أن المطلوب من الأمتين العربية والاسلامية أن تقفا أمام مسؤولياتهما “في ظل هذه الغطرسة الأمريكية”، مؤكدا “أهمية ألا يبقى الموقف العربي في إطار الشجب والادانة”، داعيا في الوقت ذاته إلى أن يكون هناك “ضغط عربي لتطبيق مبادرة السلام العربية كي لا تبقى حبرا على ورق”.

ومع اقتراب طرح الصفقة، برزت دعوات فلسطينية عدة لضرورة عقد اجتماع قيادي موسع، لوضع الخطط الكفيلة بإفشالها، وكتب الدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس، تدوينة على موقع “تويتر” جاء فيها: “كثر الحديث حول صفقة القرن، وتسريبات حول تغيير في مواقف بعض الدول، وتهديدات تستهدف قضيتنا الوطنية، مع انشغال بعضنا ببعض مما يعرض مستقبلنا للخطر”، وأضاف: “هذا يستوجب مراجعة لمواقفنا حماية لمستقبلنا، فلذا أناشد الرئيس أبو مازن بدعوة الكل الوطني للقاء في القاهرة، للتوافق حول برنامج إنقاذ وطني”.

كما أشار الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، إلى أن حديث نتنياهو عن أن صفقة القرن “لا تُفوت وهي أكبر فرصة تاريخية”، يتطلب سرعة استعادة الوحدة الوطنية وترتيب البيت الداخلي الفلسطيني و”البدء عملياً بالدعوة للقاء وطني لمواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني “جاهز للانخراط في أكبر حراك وطني موحد لرفض الصفقة وإفشال تمريرها”.

من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، أن “صفقة القرن” التي سيعلن عنها الرئيس الأمريكي “لن يوافق عليها فلسطيني واحد”، وقال في تصريح صحافي: “قرارات ترامب عبثية لا معنى لها”، مشددا على أنها لن تخيف الشعب الفلسطيني ولن تثنيه عن مواصلة الطريق للدفاع عن فلسطين والقدس.

وقال: “لن نستسلم رغم اختلاف موازين القوى، هذا الواقع مؤقت وستتغير هذه الموازين لصالحنا له”، لافتا إلى أن هناك “بعض العرب يريد أن يحرف البوصلة عن العدو الحقيقي وخلق عدو جديد لهم”، مطالبا الدول العربية بإعادة برامجها وترتيب أولوياتها لتعود فلسطين في قلب هذه البرامج، وأضاف: “المسجد الأقصى لن يكون هيكلا للاحتلال والقدس لن تكون أورشليم وستعود إلى أهلها”.

أما الجبهة الشعبية فقالت إن الشعب الفلسطيني ليس بحاجةٍ إلى انتظار إطلاق الإدارة الأمريكية لـ”صفقة القرن”، وأضافت: “الموقف من العدو الأمريكي واضح وثابت، فهو رأس الشر والإجرام في العالم، وشريكٌ شراكة تامّة مع الكيان الصهيوني في عدوانه الشامل على الشعب الفلسطيني”، مؤكدة أن “صفقة القرن حلقةٌ جديدة من حلقات التآمر على شعبنا وقضيته، وهي بالطبع ستُشكّل حصيلة الاتفاقيات والمسارات العبثية للتسوية على الطريقة الأمريكية”.

وأشارت إلى أن الشعب الفلسطيني الذي خرج بالآلاف دفاعاً عن مدينة القدس ومقدساتها وعروبتها وهويتها “قادر على إفشال كل المخططات التصفوية، والتصدي لأيّة محاولاتٍ لتطبيق صفقة القرن على الأرض”، وطالبت بدعوة عاجلة لعقد اجتماع الإطار القيادي الذي تم الاتفاق عليه وطنيا، “لمناقشة سبل مواجهة هذه الصفقة والعدوان الصهيوني الأمريكي، وصياغة استراتيجية المواجهة الشاملة القادرة على تفعيل كل أشكال المقاومة للتصدي للصفقة”.

كما أكدت الجبهة الديمقراطية، أن الإعلان عن الصفقة “سيحمل في طياته الضوء الأخضر لدولة الاحتلال للمضي في إجراءاتها الاستعمارية، لضم غور الأردن، وشمال البحر الميت، والإعلان عن ضم كافة المستوطنات في أنحاء الضفة، والذهاب أبعد فأبعد، في تهويد القدس وطمس معالمها الوطنية”، ودعت الجبهة كافة القوى إلى “تحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، بدعوة فورية لحوار قيادي، وعلى أعلى المستويات، لتنقية العلاقات وتنظيمها”.

يشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية، كشفت أن الخطة التي ينوي ترامب طرحها، تسمح في الشق السياسي، بفرض السيادة الاسرائيلية على منطقة الأغوار، والمستوطنات المقامة في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، كما تشمل إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، إلى جانب طلبها من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كـ”دولة يهودية” وجعل قطاع غزة منزوع السلاح، ونزع أسلحة حماس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وتمنع الخطة الفلسطينيين من السيطرة على أي حدود لهم، كما لا تشمل حق عودة اللاجئين، فيما تنص في شقها الاقتصادي على إقامة مشاريع بقيمة 50 مليار دولار، في المناطق الفلسطينية والدول المجاورة، وفق ما كشف خلال “ورشة البحرين” الاقتصادية في يونيو من العام الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *