ماذا في تداعيات قتل الاحتلال 3 فلسطينيين على مشارف قطاع غزة؟

تعليقًا على جريمة قتل الاحتلال لثلاثة شبان فلسطينيين مساء أمس على مشارف قطاع غزة، اعتبر المحلل العسكري في موقع “والا” أمير بوحبوط أن ما أسماه “تسلّل” الفلسطينيين الثلاثة لمسافة مئات الأمتار بغطاء الحالة المناخية الصعبة والمنطقة الشجرية لم يعد “إرهابًا” شعبيًا يتضمن ّبالأساس بالونات متفجرة، إنما “إرهاب” موجّه ومنظّم هدفه زعزعة الإستقرار”، وفق ادّعائه، وأضاف أن “الهدف هو ضرب خطوات جوهرية من كلا طرفي الحدود وإحداها تسمى عملية التسوية التي من يوم لآخر أصبحت مصدر خلاف في “إسرائيل”.

ويقول بوحبوط “داخل المؤسسة الأمنية يدور نزاع عنيد بين عدة أطراف، جهة أولى تدّعي أن الجيش والمستوى السياسي يتمسّكان بفكرة مفادها أن “حماس”معنية بهدوء طويل الأمد مقابل خطوات تروق للشارع الفلسطيني وتساعد في تثبيت سلطتها، فيما هناك جهات في المؤسسة الأمنية تعتقد بأن “حماس” تجرّ “إسرائيل” بأنفها لكسب الوقت، والتعاظم عسكرياً، وفي اليد الثانية تفرض بدهاء رافعات ضغط عبر نشاطات “إرهابية” في فترات زمنية تعلم فيها أن “إسرائيل” ستجد صعوبة في الرد، على سبيل المثال، في ظل حالة الطقس السيئة، زيارة دبلوماسيين ورؤساء دول أو موعد دخول السفير القطري لتوزيع المال في قطاع غزة”.

وبحسب بوحبوط، تعتقد المصادر بأنه يجب على “إسرائيل” الردّ بقوة لإدارة مفاوضات من موقع قوة وليس فقط من خلال مصلحة لتثبيت الساحة الجنوبية للإستعداد للمفاجآت في الساحة الشمالية.

وتحذِّر مصادر رفيعة في الجيش الصهيوني، وفق ما ينقل أمير بوحبوط، من أنه مع مرور الوقت سيكون من الصعب جدًا كبح رغبة جزء من الجهات السياسية للرد بقسوة خاصة أنهم موجودين في صلب فترة إنتخابات حتى ولو بثمن دهورة “إسرائيل” على الأقل لعدة أيام قتال في غزة مع حماس والجهاد الإسلامي.

ويتابع المحلّل العسكري لموقع “والا”: “تحليلُ أحداث الأسبوع الأخير في قطاع غزة يكشف تورطا واضحا ومباشرا لـ”حماس” في
إطلاق البالونات المتفجرة، ومحاولات الدفع لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية وجهود إستفزازية حول “جبل الهيكل” تحت عنوان: “إسرائيل تغيِّر الوضع الراهن”.. جهاز الشاباك والجيش الإسرائيلي يبذلان جهودا كبيرة لإحباط بنى تحتية منظمة، محلية، تتضمن مخربين منفردين قرروا قتل يهود، مع ذلك لا يمكن فصل بين ما يحصل في قطاع غزة والضفة الغربية وبين سلوك المسؤول في حماس إسماعيل هنية الذي خرج لجولة لقاءات تحت التحذير المصري بعدم زيارة إيران”.

ويردف “لا يمكن نفي فكرة أن الإيرانيين قادرون على ممارسة ضغط في قطاع غزة لتنفيذ عملية إنتقام، لو نجح الفلسطينيون بالأمس في التسلل إلى مستوطنة وتنفيذ عملية، يمكن للجهاد الإسلامي، “حماس” أو تنظيمات أخرى أن يكونوا قادرين على إغلاق دائرة بعيون الإيرانيين.. من المهمّ الإدراك أنه بالرغم من الوضع الإقتصادي المعقّد للحرس الثوري، إلّا أنه يواصل إرسال الأموال إلى المنظمات الفلسطينية مقابل التأثير”.

ويرى بوحبوط أنه “إذا نجحت أجهزة المؤسسة الأمنية في كبح يوم الجمعة الغليان في “جبل الهيكل” وأعمال العنف الشعبي، فإن الحديث يدور عن نقطة حساسة جدا وسط الفلسطينيين.. المواجهات في جبل الهيكل قد تشعل النار أيضًا في أرجاء الضفة الغربية”.

ويخلص بوحبوط الى أن “حماس” تقرأ الخطوات في “إسرائيل” على أنها كتاب مفتوح وهي قادرة على إختيار تفعيل رافعات ضغط لا تجرّ “تل أبيب” إلى ردّ عسكري مباشر، متوقعًا أن “تكون الأيام المقبلة متوترة كثيرًا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *