هل انتهى الرد الإيراني على اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس؟

علي حسن – دمشق

على الرغم من ان نتائج الهجمات الصاروخية التي مثلت الرد الإيراني على استهداف الشهيد القائد قاسم سليماني لم تكن كافية بالنسبة للبض، إلا أنه لا شك ان مجرد الإقدام على قصف قاعدة عسكرية أمريكية تعتبر الأكبر في المنطقة هو رد قوي لا تجرؤ عليه أية دولة أخرى، وهو ردٌ مدروس ومحسوب من قبل طهران، لكن لماذا كان هذا الشكل من الرد وهل انتهى فعلاً رد طهران أم أنه شكلّ بداية لمرحلة جديدة من المقاومة خصوصاً في أرض العراق؟

المحلل السياسي والاستراتيجي الدكتور إبراهيم علوش قال لموقع “العهد” الإخباري أنّ “الرد الإيراني كان محسوبا بطريقة معينة تحقق هدفاً استراتيجياً، هو رد لا يهدف لإسالة الدماء فمنطق إيران ليس كمنطق أمريكا والتنظيمات الإرهابية التكفيرية اللتان تعيشان على إراقة الدماء، كما أنّ إيران قد أصابت أمريكا بردها في مقتل استراتيجي أهم ما فيه أنه صدقةٌ جارية إن صح التعبير “، وأوضح أن “الرد سيؤدي لقيام ردود مماثلة من غير طهران في أماكن مختلفة قد تكون في العراق وخارجه من قبل محور المقاومة، والرد بكل تأكيد أنشأ مدرسةً في مقاومة الطغيان الأمريكي بحرب غير مباشرة بدل الحرب المباشرة ولكنه في الوقت ذنفسه أوصل رسالة أن طهران قادرة إن أراد الأمريكي التمادي أكثر”.

وأضاف علوش أنّ “الرد غيّر المعادلة في المنطقة وفتح الأبواب على مقاومة الاحتلال الأمريكي وانحسار نفوذها وصعود إيران على رأس الدول الإقليمية المنافسة لأمريكا، وبالتالي هو عمل غير مسبوق ضد الهيمنة الأمريكية”، مؤكداً أنّ “الباب قد فتح أمام المقاومة العراقية خصوصاً، وسيشكل استمراراً لما قامت به بين عامي 2003 و2011، حين كبدت أمريكا آلاف القتلى باستهداف قواتهم المتمركزة بالعراق كما أنه فتح الباب أمام المقاومة الشعبية في شرق الفرات بسوريا و الوجود الأمريكي هناك”.

وتابع علوش أنّ “المعركة السياسية لإخراج القوات الأمريكية من العراق تسير بمحاذاة المعركة الميدانية فرافعة النجاح في السياسة هو العمل الميداني وتصعيد عمل المقاومة ضد القواعد الأمريكية في العراق سيساعد كثيراً على إخراج الأمريكي في السياسة وإكمال ما قام به البرلمان العراقي بإصدار قرار إخراج الأمريكي”، لافتاً إلى أنه “يجب الحذر من استغلال حراك الشارع العراقي الأخير وتجيير المطالب المحقة للعراقيين بقضايا كثيرة لمحاولة الإطاحة بمن يطالبون بإخراج القوات الأمريكية ولذلك معركة إخراج الأمريكي أساسها العمل الميداني للمقاومة العراقية وهي معركة لا تختلف عن معركة تحرير فلسطين”.

وأكد علوش لـ”العهد” أنّ “أمريكا تدرك تماماً كيفية وهدف الرد الإيراني ضدها ، لذلك ستسعى إلى تجيير الشارع العراقي لخدمة مصالحها كما أن ترامب يريد إعادة التفاوض على الاتفاق النووي بشروط جديدة”.

و ختم حديثه قائلا إنّ “المعركة بدأت وفُتحت مرحلة جديدة عنوانها إخراج الأمريكي من المنطقة، لكنها لن تأخذ شكل الحرب المباشرة، وهي حرب يفترض أن يخوضها أبناء الشعب العربي ضد الاحتلال الأمريكي و قواعده”.العهد الاخباري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *