تناول موقع “إنترسبت” مواقف أعضاء “الكونغرس” الأميركي من عملية اغتيال قائد قوة القدس في قوات حرس الثورة الإسلامي اللواء قاسم سليماني، الذين قالوا إن الإدارة الأميركية لم تقدم أدلة تثبت أن إغتيال سليماني جنّب “التهديد الوشيك” للأميركيين في الشرق الأوسط.
وبحسب الموقع، جاءت مواقف أعضاء “الكونغرس” بعد جلسات استماعية خلف الأبواب المغلقة شملت مجلسي “الشيوخ” و”النواب”، حيث صرّح السيناتور الديمقراطي كريس مورفي بأن أية معلومات حول وجود “تهديد محدد ووشيك” يتطلب اغتيال سليماني لم تُقدَّم، ورجّح مورفي أن مثل هذه الملعومات غير موجودة أصلاً.
وأشار الموقع أيضًا إلى تصريحات زعيم الديمقراطيين في مجلس “الشيوخ” تشاك شومر، الذي قال إن المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذين حضروا جلسات الاستماع لم يجيبوا على الكثير من الأسئلة “المهمة”.
وفي الوقت نفسه، لفت الموقع إلى أن المسؤولين الأميركيين الذين حضروا الجلسة هم وزير الحرب مارك إسبر ووزير الخارجية مايك بومبيو ومديرة الاستخبارات جينا هاسبل ورئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي.
وبحسب الموقع، فإن شومر طلب من المسؤولين الأميركيين المذكورين الحضور إلى جلسة أخرى بعد أسبوع، لكنه لم يتلق ردا على هذا الطلب حتى الآن.
أمّا على صعيد مجلس “النواب”، فأشار الموقع إلى أن أعضاء الحزب الديمقراطي في هذا المجلس انتقدوا ما اعتبروه “عدم توفر الأدلة الكافية” قبل أن يصدر ترامب تعليماته لتنفيذ جريمة اغتيال سليماني.
النائب الديمقراطي مارك بوكان قال أيضًا إنه لم يتم تقديم أية معلومات حول وجود “تهديد وشيك” يبرر جريمة الاغتيال، كما أشار الموقع إلى تصريحات النائبة الديمقراطية براميلا جايابال عقب جلسات الاستماع، إذ اعتبرت أن ترامب لم يكن لديه أية معلومات حول وجود “تهديد أو هجوم وشيك”.
ولفت الموقع أيضًا إلى إعلان رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي يوم أمس الأربعاء أن مجلس النواب الأميركي سيصوت على مشروع قرار يفرض على ترامب وقف أية أعمال عدائية من قبل القوات الأميركية ضد إيران، إلا في حال الحصول على تفويض من “الكونغرس”.
وفي الوقت نفسه، قال الموقع إن بعض أعضاء مجلس “الشيوخ” من الحزب الجمهوري أعربوا عن استعدادهم لتأييد مشروع قرار من هذا النوع، وذلك بعد جلسات الاستماع التي عقدت، وسمى الموقع في هذا السياق السيناتور الجمهوري مايك لي، مشيرا إلى تصريحاته التي قال فيها إن جلسات الاستماع التي جرت ربما كانت “الأسوأ” منذ مجيئه إلى مجلس “الشيوخ” قبل تسع سنوات، أقله على صعيد القضايا العسكرية.
وفي المقابل، لفت الموقع إلى أن أعضاء الحزب الجمهوري من معسكر الصقور دعموا موقف إدارة ترامب، وسمى في هذا السياق السيناتور الجمهوري “ماركو روبيو”.
اغتيال سليماني قد ينهي الوجود العسكري الأميركي في المنطقة
رأى القائد السابق للقوات الخاصة البريطانية والقائد السابق للقوات البريطانية في جنوب العراق عام 2007 جوناثان شو أن قائد قوة القدس في قوات حرس الثورة الإسلامي اللواء قاسم سليماني كان يجسد عقيدة ولم يكن العقيدة بحد ذاتها، لذلك فإن قتله لن يؤدي إلى تصفية قضيته.
وفي مقالة نشرتها صحيفة “الإندبندنت”، أضاف الكاتب أن جريمة اغتيال سليماني لن تكون بمثابة عمل واسع ولن تشكل خاتمة على أي صعيد، وتوقع أن تشن إيران حملة “مقاومة واسعة” ضد الوجود الأميركي في المنطقة، وأن تأخذ هذه الحملة شاكلة “حرب هجينة” بدلاً من أن تكون “معركة ضارية يتوقع أن تنتصر فيها الولايات المتحدة”.
كذلك أضاف الكاتب أن سليماني بعد اغتياله قد يحقق هدف إخراج القوات الأميركية من العراق وربما من المنطقة، مشيرًا إلى التعليمات الأميركية بمغادرة جميع المواطنين الأميركيين الأراضي العراقية.
وتحدث الكاتب عن مؤشرات تفيد بأن إيران لم تعد تقف وحدها، ولفت في هذا السياق إلى المناورات البحرية المشتركة بين إيران والصين وروسيا في خليج عمان قبل أسابيع، كما قال إن اعتماد الصين على نفط الخليج يعني على الأرجح أنها ستعقّد أية خطط أميركية لشن هجوم على إيران.
وأردف الكاتب أن إيران لاعب محوري على الصعيد الجيوغرافي في عملية الانتقال الحاصلة من المنطقة الأطلسية إلى منطقة يوروآسيا، وتحدث في هذا السياق عن أهمية موقع إيران الجيوغرافي بالنسبة لروسيا والصين.
بناء عليه، خلص الكاتب إلى أن المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران أصبحت معادلة أوسع مما كان متوقعًا، وقال إن التنبؤ بتداعيات هذه المواجهة مسألة تزداد صعوبة.