تتواصل الفعاليات المختلفة في مناطق الأراضي الفلسطينية المحتلة رفضًا لـ”صفقة القرن” التي ستُعلن مساء اليوم الثلاثاء في واشنطن.
الفصائل الفلسطينية في غزة والضفة الغربية ودائرة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية دعت الى تظاهرات ووقفات مناهضة لـ “صفقة القرن”.
وأحرق الفلسطينيون خلال فعاليات نظمت في قطاع غزة والضفة الغربية صورا للأعلام الامريكية والاسرائيلية وصورا للرئيس الامريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.
“منظمة التحرير”
وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن القيادة الفلسطينية تعقد اجتماعا طارئا عند الساعة السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية عما تسمى “صفقة القرن”، وذلك بدعوة من الرئيس محمود عباس.
وأكد أبو يوسف على أهمية الاجتماع الذي سيتم خلاله وضع آليات عملية لكيفية مواجهة ما تسمى “صفقة القرن” من خلال إنهاء الانقسام والانخراط في المقاومة الشعبية الشاملة.
وأضاف أن “هذا اليوم وطني بامتياز ودقت ساعة النفير العام لمواجهة الصفقة وكل المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف القضية الفلسطينية”.
رفضًا لـ”صفقة القرن”.. تظاهرات غاضبة في الأراضي الفلسطينية
ودعا أبو يوسف المجتمع الدولي ومؤسساته إلى وقفة دولية واضحة وجادة في ضوء الاستهتار الإسرائيلي بكل قرارات الشرعية الدولية إلى جانب موقف عربي وإسلامي يتمثل بمقاطعة أي مسؤول أو سفير عربي للدعوات التي وجهت لهم لحضور الإعلان عن الصفقة المشؤومة.
“حماس”
بدوره، أكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” حازم قاسم أن المقاومة الشاملة والموحدة هي القادرة على إفشال كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وفي مقدمتها صفقة القرن.
وقال قاسم إن “الاحتلال لن يحصل على الأمن من خلال صفقة القرن ولا غيرها من الوعود طالما يحتل أرضنا ومقدساتنا”.
وشدد ان “مقاومة شعبنا ستطرد الاحتلال من كل الأرض الفلسطينية، وستتبخر أوهام صفقة القرن أمام استمرار الفعل المقاوم وتمسك شعبنا بكامل حقوقه”.
“الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”
من جهتها، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين اليوم الثلاثاء جماهير الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات إلى التعبئة والحشد الجماهيري الشامل للتصدي لـ “صفقة القرن” على طريق إفشالها وإسقاطها.
كما دعت الجبهة أنصارها وكافة منظماتها وفروعها في الوطن والشتات إلى أن “يكونوا رأس حربة في مقدمة الالتحام مع الجماهير ضد “صفقة القرن” ومشاريع التصفية والتطبيع الجارية جنبا إلى جنب مع كافة طلائع الشعب الفلسطيني في القوى الوطنية والإسلامية المناضلة المشاركين في جميع الفعاليات الوطنية رفضاً للصفقة، بما فيها الاشتباك المفتوح مع الاحتلال في جميع مواقع التماس”.
وأكدت الجبهة أن “جهود استعادة الوحدة الوطنية وفقاً لقرارات الإجماع الوطني، تتطلب الدعوة لعقد اجتماع وطني عاجل للاتفاق على البرنامج والرؤية الوطنية لمواجهة التحديات الراهنة وفي مقدمتها صفقة القرن”.
وشددت الجبهة أن “الخطوة الأكثر أولوية وإلحاح من أجل التصدي للصفقة هي إعلان السلطة بشكلٍ جديٍ ونهائيٍ موت مرحلة أوسلو إلى الأبد ووقف التعامل بجميع الاتفاقيات والالتزامات الأمنية والاقتصادية وفي مقدمتها التنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي، وسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني، ووقف كل أشكال الاعتقالات السياسية والملاحقات والاستدعاءات الأمنية، وذلك كبادرة هامة تؤكد فعلاً أن هناك جدية من السلطة لمواجهة الصفقة”.
اجراءات للاحتلال في الضفة
اسرائيليا، عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها العسكرية والأمنية في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة، استعدادا لأي مواجهات محتملة ضد صفقة القرن، المقرر الإعلان عنها مساء اليوم الثلاثاء، في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وقال شهود عيان إن “قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية عند نقاط التماس في محافظة الخليل ، بالتزامن مع نشر تعزيزات إضافية عند مختلف نقاط التماس في محافظات الضفة الغربية”.
كذلك قال المتحدث باسم جيش الاحتلال “إنه تقرر تعزيز لواء الأغوار بقوات مشاة إضافية، وذلك بناءً على تقدير الموقف في الضفة الغربية المحتلة”.
وسائل إعلام العدو أفادت أن جيش الاحتلال قرّر للمرة الأولى نشر كتيبتي جفعاتي والمظليين في الضفة الغربية على خلفية تصريحات الفصائل الفلسطينية بتصعيد الأحداث ردا على إعلان ترامب.
بدورها، قالت مصادر فلسطينية إن قوات الاحتلال أغلقت اليوم حاجز جيت العسكري الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، ومنعت المركبات من العبور من وإلى مدينة نابلس، ما تسبب بأزمة مرورية خانقة، كما نصبت حواجز عسكرية للتفتيش على حاجز زعترا جنوب نابلس، وشرعت بأعمال التفتيش والتدقيق على المركبات الداخلة والخارجة من المدينة.
وأوضحت أن قوات الاحتلال أغلقت بالمكعبات الأسمنتية الطرق الفرعية وأغلقت أخرى بالسواتر الترابية وهي تؤدي إلى مستوطنة “ايتسهار”، وإلى عدد من البؤر الاستيطانية الإسرائيلية بالقرب من بورين ومادما والتي يستخدمها المزارعون الفلسطينيون للوصول إلى أراضيهم.
من ناحيته، قال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان، صلاح الخواجا، إن مسيرات حاشدة ستنظم اليوم عند الساعة السابعة مساء في كافة محافظات الوطن، دعماً لموقف القيادة الثابت المتمسك بحقوق شعبنا، ورفضا لـ”صفقة القرن”.
وأضاف الخواجا أن “الفعاليات الرافضة لـ”صفقة القرن” ستستمر في الأيام القادمة، حيث ستنظم فعالية غداً الأربعاء، في الأغوار، ومن ثم تليها فعاليات في المناطق الأخرى، على أن يكون يوم الجمعة المقبل يوماً للمواجهة والتصعيد وكسر سياسات التهجير والترحيل”.
وأكد الخواجا ضرورة الانتقال في هذه المرحلة من حالة الاحتجاج إلى الفعل الشعبي عبر المواجهة، مُشدّدًا على أهمية استعادة نماذج النجاح في المقاومة الشعبية، ومنها الخان الأحمر، وإزالة 12 بؤرة استيطانية، لا سيما في المغير وترمسعيا.