رأى عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” محمود الزهار، أن الردّ الإيراني على جريمة اغتيال القائد الشهيد قاسم سليماني “أثبت ضعف الموقف الأميركي، لأن الردّ حَدَث من دون أن تتحدّث أميركا بحرف واحد، وهذا سيشجّع إيران على ضربها (الولايات المتحدة) في أكثر من موقع” وتوقيت.
واعتبر الزهار في حديث الى “الاخبار”، أن الأنباء عن بدء الانسحاب الأميركي من المنطقة تُظهر أن موقف واشنطن ضعيف، مشدّداً على أن “هذا ما يجب استثماره لتحقيق أهداف ذات أبعاد كلية، وتحديداً لإضعاف المشروع الصهيوني تمهيداً لإنهاء الوجود الإسرائيلي في المنطقة برمّتها”.
وأشار الزهار إلى أن ما حدث فجر أمس سبقته “حالة من الرعب في أميركا وأوروبا ولدى أصحاب التوجه الصهيوني، ولذلك بدأت جهات عدّة التنصل من العمل، فيما حاولت أخرى أن تخفّف من تأثير الجريمة وتعمل على تطويقها عبر تدخلاتها المباشرة… كلّ ما حدث لم يكن لا في مصلحة أميركا ولا الاحتلال الإسرائيلي”، واصفاً استهداف سليماني بأنه “خدمة مجانية للاحتلال… الرئيس الأميركي دونالد ترامب ظَنّ أن الاغتيال سيرفع أسهمه في الانتخابات، لكن في المحصّلة ستدفع أميركا كلّها الثمن”. كما وصف الاغتيال بأنه “جريمة مكتملة الأركان واعتداء صارخ على دولة ذات سيادة، وهدفها كان شخصياً، أي لخدمة ترامب المتهم في بلاده بقضايا عدة، ولا يقبل (مبرّراتها) إلا صاحب عقل مريض”.
وأشاد القيادي “الحمساوي” بسليماني ودوره في دعم القضية الفلسطينية؛ “فالرجل سمّى نفسه صاحب ملف القدس، وربط مصيره بها”. وقال: “عندما سمّى نفسه قائداً لفيلق القدس، أراد أن يكون قائداً في معركة تحرير فلسطين، وهي بدلالاتها ستشجّع كثيراً من الشخصيات على أن تقوم بهذا الدور ولو أدى إلى تضحية بحجم ما ضحّى به الشهيد”.
ولفت إلى أن سليماني “شارك في تأسيس الوسائل والأدوات لتحرير فلسطين وطرد الوجود الأجنبي وخاصة الأميركي من المناطق التي حدثت فيها اضطرابات، كي تتمتع المنطقة باستقلالية تامة”، متابعاً أنه “لو لم يكن لسليماني أبعاد وتأثير كبير، ما كان هدفاً للعدوان في هذا التوقيت”. ومن معرفته بالجنرال، أشار إلى أنه “كان رجلاً دمثاً لا تكاد تسمع صوته من كثرة انخفاضه وتواضعه، وهو صادق مع نفسه ومع فلسطين والمقاومة، وكلّ من يعرفه يؤكد خصاله… الرجل كان يؤمن بالمقاومة الفلسطينية وبدعمها ما أمكن، ونتمنى مِمَّن يأتي خلفه السير على خطاه لأنه كان داعماً أساسياً للبرنامج المقاوم في المنطقة وفلسطين”.