قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن ليبيا تعيش الحرب الأهلية منذ عام 2011 وهي الآن على حافة أن تنضم إلى سوريا كمكان للنزاع الدولي.
جاء التدخل التركي ردا على ظهور ألف من المرتزقة الروس في صفوف المقاتلين الذين يحاصرون العاصمة طرابلس والذي أدى لتغير في جبهات القتال ولأول مرة.
وأشارت الصحيفة لإعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس أنه سيطلب من البرلمان المصادقة على نشر القوات العسكرية التركية للدفاع عن حكومة طرابلس. وجاء التدخل التركي ردا على ظهور ألف من المرتزقة الروس في صفوف المقاتلين الذين يحاصرون العاصمة طرابلس والذي أدى لتغير في جبهات القتال ولأول مرة. كما وصلت إلى قوات الجنرال حفتر مصادر جديدة من مصر والإمارات والأردن وفرنسا كما كشف تقرير أخير صادر عن الأمم المتحدة. وانضمت قطر إلى تركيا في دعمها لحكومة الوفاق الوطني. وصار لدى كلا الطرفين أسطول من الطائرات المسيرة والتي أدت لمقتل اعداد كبيرة من المدنيين. وحذرت الصحيفة من أن التصعيد في القتال قد يكون سببا في موجة جديدة من الهجرة باتجاه أوروبا ويسمح للجماعات المتشددة المرتبطة بتنظيم “الدولة” أن تعيد تجميع نفسها وبناء مراكز قوة في البلاد. وترى الصحيفة أن هذه التطورات تحدث لأن الولايات المتحدة فشلت بممارسة سلطتها على المتحاربين والدول الحليفة لها من الخارج. وأرسلت إدارة دونالد ترامب رسائل غامضة إلى الطرفين في البلاد. فمن ناحية تدعم الإدارة الأمريكية الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس إلا أن ترامب تلقى في نيسان (إبريل) رسالة من حفتر الذي كان مرة مقيما في الولايات المتحدة وعبر عن دعمه له. وفي الفترة الأخيرة عارضت واشنطن الوجود الروسي في ليبيا وحاولت إقناع حفتر وفلاديمير بوتين القبول بتسوية عبر التفاوض. لكن ترامب ناقش يوم الخميس ليبيا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وصدر بيان غامض عن البيت الأبيض جاء فيه إن الزعيمين رفضا الاستغلال الأجنبي وحثا الأطراف على حل الخلافات قبل أن تصبح ليبيا في يد اللاعبين الأجانب”. ولا شك في أن اللاعبين الأجانب الذين تقصدهم مصر هي تركيا. وينظر لحكومة أردوغان الإسلامية بانها تدعم الإسلاميين في طرابلس. وبالمقارنة يتطلع حفتر لأن يكون ديكتاتورا علمانيا مثل السيسي. وفي الحقيقة كما أظهر تقرير لمراسل الصحيفة في القاهرة سودرسان راغفان يقاتل الإسلاميون مع الجانبين وتأثيرهما يظل محدودا. وتشير الصحيفة إلى أن الفوضى بعدما انضمت الولايات المتحدة إلى الأوروبيين وساعدت على الإطاحة بالزعيم معمر القذافي الذي حكم البلاد لمدة 40 عاما ولكنها لم تقم بأي جهد لتحقيق الاستقرار في البلاد بعد نهاية النظام الديكتاتوري. وبعد سنوات من العمل الجاد استطاعت الأمم المتحدة تشكيل حكومة الوفاق الوطني إلا أن حفتر عمل من قاعدته في الشرق كمخرب بدعم من حلفائه الأجانب. ولعبت روسيا دورا خبيثا، ويريد فلاديمير بوتين الذي عارض الإطاحة بالزعيم الليبي استعادة تأثير بلاده في ليبيا كما فعل في سوريا. والمرتزقة الذين يقاتلون مع حفتر يتبعون شركة خاصة لكنها تقوم بعمل الكرملين. وسيؤدي تشريع في الكونغرس لمعاقبة روسيا على تدخلها في ليبيا. ولو رغبت إدارة ترامب في فرض حل دبلوماسي فعليها أن تستخدم هذه الأداة.