جردة حساب قواتية لسعد الحريري

وكأن رئيس حكومة ​تصريف الأعمال​ ​سعد الحريري​ أراد أن يجري مداخلته التلفزيونية الأخيرة للقول، “تفاجأت بموقف ​القوات اللبنانية​ في الإستشارات النيابية”. وكأن الحريري أراد الرد على موقف القوات، وبلغة لا تخلو من العتب السياسي، أو أن يحمّل القوات مسؤولية خروجه من السباق الحكومي ولو بطريقة غير مباشرة.

“إستغراب الشيخ سعد لموقف القوات ليس في محله “بحسب مصدر نيابي بارز في كتلة “​الجمهورية القوية​، “لأن الحزب” يقول المصدر، “لم يقل يوماً للحريري بعد بداية الحراك وتقديمه إستقالته، إنه يريد أن يسمّيه لتشكيل ​الحكومة​”. وفي هذا السياق، أكثر ما أزعج القوات على هذا الصعيد، هو تسريب الوزير السابق ​غطاس خوري​ بعد زيارته ​معراب​ ولقائه جعجع، معلومة تفيد بأن ​تيار المستقبل​ إتفق مع القوات على تسمية الأخيرة الحريري في الإستشارات النيابية الملزمة، وهو أمر لم يحصل خلال زيارة موفد الحريري الى معراب. من جهة، لم تكن القوات قادرة على إتخاذ أي موقف مغاير عن الذي أخذته في الإستشارات ما لم تسمِّ أحداً، هذا إذا كانت تريد أن تبقى منسجمة مع كل طروحاتها المطالبة بحكومة إختصاصيين مستقلين، ومن جهة أخرى، أرادت القوات أن تصفّي حساباً طويلاً مع الحريري. وعن هذا الحساب، يسأل نائب قواتي، “هل يعتقد رئيس حكومة تصريف الأعمال أننا جمعية خيرية تقدم الخدمات السياسية المجانية للأفرقاء ومن دون مقابل؟ وهل يريد منّا أن نستمر بتقديم التضحيات دائماً لتيار المستقبل؟ بالتأكيد لا، لأن زمن التضحيات ولّى الى غير رجعة. صحيح أن القوات وتيار المستقبل متفقان على أمور وعناوين إستراتيجية ووطنية، ولكن في الملفات الداخلية لكل فريق مقاربته الخاصة. وهنا يطرح القواتيون أكثر من سؤال، أبرزها، “هل نسي الحريري كل ما فعله مع القوات منذ أن أبرم ​التسوية الرئاسية​ وحتى اليوم؟ وهل غاب عن ذاكرته كيف كان يمرر ​التعيينات​ على طاولة الحكومة من دون أن تكون القوات راضية عنها، ومن دون أن يسمح لها بإيصال مرشحيها الى أكثر من منصب قضائي وإداري؟ هل نسي الشيخ سعد كيف لم تتمكن القوات من إنجاز تعيينات ​وزارة الإعلام​ يوم كانت الوزارة معها وقد وقف يومها متفرجاً على هذا الخلاف مع ​رئيس الجمهورية​ العماد ​ميشال عون​ ورئيس ​التيار الوطني الحر​ الوزير ​جبران باسيل​؟.

أين كانت القوات وكتلتها النيابية عندما كان الحريري متفاهماً مع الآخرين”؟.
إذاً، لكل ما تقدم، لم تسمِّ كتلة الجمهورية القوية أحداً في إستشارات ​بعبدا​، لا الحريري ولا غيره، وما ذكرناه أعلاه، هو جزء قليل من الممارسات التي تقتنع معراب بأن رئيس تيار المستقبل إرتكبها بحق القوات، وبحق أي فريق كان يقف بوجه تفاهمه مع الرئيس عون والتيار الوطني الحر.
وإذا كانت بداية تصفية الحسابات بين الفريقين قد بدأت مع تسمية ​حسان دياب​ ​تشكيل الحكومة​، فنهايتها ليست قريبة جداً يقول العارفون بكواليس العلاقة بين معراب و​بيت الوسط​.النشرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *