الأيوبي في كلمته في المؤتمر الدولي 33 للوحدة الاسلامية في طهران” للنظر في إشكالية كون صوت الفتنة عاليا وصوت الوحدة ضعيفا في الأمة


ألقى المدير العام لإذاعة التوحيد الاسلامي الأستاذ عمر عبد الرحمن الأيوبي كلمة في المؤتمر الدولي الثالث والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران.
وأكد الأستاذ الأيوبي أنه ” لا ينبغي أن يكون هناك أي خلاف على أهمية وضرورة الوحدة بين المسلمين بمختلف اتجاهاتهم المذهبية والفكرية والسياسية ، فالتنوع الاجتهادي ينبغي أن يشكل حالة إغناء للأمة لا أن يصبح مصدرا للانقسام والتفرد ، بل والعداء فيما بين المسلمين الذين هم ليسوا مخيرين في موضوع الوحدة بل هم أمام فريضة قرآنية نبوية ، توجب التوحد وتنهى عن التفرق والانقسام ، والسؤال ” لماذا صوت الفتنة عال وصوت الوحدة ضعيف في الأمة؟
وأضاف ” إن مشكلة السنة والشيعة هي جهل كل طرف بالطرف الآخر والمشكلة أيضا في الذين يحرسون العصبية والتخلف ويعملون على تكريس الانقسام عبر تضخيم الخلاف والتي نجد في معظمها مفاهيم وموروثات قائمة على الخرافات ، لقد أدرك عدونا معنى ان نكون موحدين فعمل عبر دوائره ومراكزه ومؤسساته الثقافية والاعلامية والسياسية على إذكاء وتأجيج الفتنة المذهبية لإضعاف المسلمين وإبعادهم عن الوسائل الكامنة وراء قوتهم وتأكد له أن ذلك لا يتحقق إلا من خلال الضرب على الأوتار المذهبية وبذر الفتنة بين السنة والشيعة لتريسخ الانقسام داخل الامة الواحدة ويبدو أننا ما زلنا غير مقتنعين ان اثارة النعرات المذهبية واستحضار الخلافات التاريخية تشكل عاملا معطلا لكل الجهود والدعوات للوحدة فبتنا نقدم خلافاتنا على كل ما هو متفق عليه ونقدم تفرقنا على جمع كلمتنا واعتصامنا بحبل الله المأمورين به، من هنا نؤكد على ضرورة تصحيح الاخطاء واعادة النظر في المناهج العلمية داخل الحوزات والمعاهد وفي ما تنشره وسائل إعلامنا المرئية والمسموعة والمقروءة المحسوبة على خط الوحدة الاسلامية وذلك من خلال التزام الجميع بفتوى الامام الخامنئي التي تحرم التعرض لرموز اهل السنة وان نعممها ، فهي المدخل لوحدة حقيقية تجمع المسلمين وتحفظ لهم انجازاتهم وانتصاراتهم على مستوى الامة وليس الطائفة او المذهب .
وختم الأيوبي ” أن تلتقي اليوم هذه النخبة من العلماء والمفكرين في مؤتمر التقريب بين المذاهب الاسلامية في الجمهورية الاسلامية تحت عنوان وحدة الامة للدفاع عن المسجد الاقصى يعني ان ايران تجمع علماء الامة ومفكريها حول القدس ومن اجل التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية للامة وان المعركة الحقيقية هي في استرداد المقدسات وتحرير فلسطين والقدس الشريف خاصة واننا نشهد اليوم قوة المقاومة وقدرة مجاهديها وحكمة قادتها في المواجهة والتصدي ورد العدوان وفرض المعادلات وتوازن الرعب مع العدو الغاصب من لبنان الى فلسطين الى كل ساحات الصراع مع الاستكبار العالمي واعوانه ولا ننسى دور الجمهورية الاسلامية في دعم المقاومة ورفدها والوقوف بجانبها رغم كل الضعوطات والحصار الذي تتعرض له، من هنا علينا ان نكون جزءا من هذه المقاومة على امتداد عالمنا الاسلامي ولنكن واثقين أن ميزان القوة ليس في مصلحة الكيان الصهيوني فهو في حالة ارباك وتراجع ولتكن جهودنا جميعا حركات واحزابا وعلماء ومراجع اسلامية سنة وشيعة ، منصبة على توجيه الصراع وجهته الصحيحة بعيدا عن التعبئة المذهبية والخلافات خاصة في ظل التحديات الراهنة والتهديدات التي تواجه امتنا لذلك نرجو من مجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية وعلى رأسه الشيخ محسن الاراكي العمل على اعادة التواصل والحوار مع كل القوى والحركات الاسلامية التي كان التواصل قائما بينها وحصل التباعد والانفصال نتيجة التباين في قراءة احداث المنطقة عقب ما أطلق عليه الربيع العربي ، ليعاد ترميم هذه العلاقة وإعادتها لوضعها السابق لأن المرحلة تستدعي المزيد من الحوار والتعاون والتنسيق وإيجاد صيغة يتوافق عليها الجميع وذلك عبر العودة الى طاولة الحوار الاسلامي الاسلامي وهدم الجدر القائمة وعودة التعاون والتنسيق والعمل المشترك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *