استقالة كرينبول.. متحدث الأمم المتحدة ينفي لقاء غوتيريش مع شخصيات مؤيدة لـتل أبيب لتغيير ولاية الأونروا

بعد إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بأنه قرر وضع بيير كرينبول، المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في إجازة إدارية، أعلن كرينبول استقالته من المنصب فورا. وكان غوتيريش قد تلقى تقرير التحقيق فيما يتعلق بادعاءات ضد كرينبول من مكتب الأمم المتحدة لخدمات الرقابة الداخلية.

وجاء في التقرير أن النتائج الأولية للتحقيق الذي قام به مكتب خدمات الرقابة تستبعد أي إدانة للمفوض في مسائل تتعلق بالاحتيال أو اختلاس أموال التشغيل من قبل المفوض العام، “ومع ذلك، فهناك قضايا إدارية تحتاج إلى معالجة. وبناء على ذلك قرر الأمين العام وضع المفوض العام في إجازة إدارية بينما يتم توضيح هذه المسائل بشكل أكبر وحتى يمكن اتخاذ قرار نهائي أو إجراء مناسب”، حسبما جاء في بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، صباح الأربعاء.

وأعلن دوجريك أن الأمين العام قرر أن يعين البريطاني كريستيان سوندرز، ليكون المفوض العام بالوكالة، ومسؤولا عن الأونروا في الفترة القادمة لغاية تثبيته من قبل الجمعية العامة وذلك اعتبارا من اليوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019. وسيقود سوندرز تنفيذ خطة إدارية لتعزيز عمل الوكالة لا سيما في مجالات الرقابة والمساءلة، كما جاء في بيان الأمين العام الذي تلاه المتحدث الرسمي.

وأعرب الأمين العام في بيانه عن تقديره للأونروا لعملها الممتاز والمتفاني لرفاه اللاجئين الفلسطينيين، “ويدعو الدول الأعضاء والشركاء الآخرين إلى الالتزام بتمويل الأونروا لتقديم خدماتها. من الأهمية بمكان بالنسبة للمجتمع الدولي أن يدعم العمل االمهم الذي تقوم به الوكالة في مجالات الصحة والتعليم والمساعدة الإنسانية، والتي تشكل مصدراً للاستقرار في منطقة مضطربة”.

وردا على سؤال لـ”القدس العربي: حول ما ورد في صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيليىة عن لقاءات أجراها زعماء مؤيدون لإسرائيل يسعون لتفكيك الأونروا وضمها إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، قال دوجريك إن هذه الأخبار غير صحيحة. وأضاف: “إنه لأمر سخيف أن يحاول الأمين العام تغيير ولاية الأونروا والذي أقر من قبل الجمعية العامة. فولاية الأونروا سابقة للمفوضية، وما يأمله الأمين العام أن تبقى الدول الأعضاء ملتزمة ومهتمة بالناس الذين تدعمهم الأونورا. أونروا حاضرة في عدد من المواقع في الشرق الأوسط حيث تقدم الخدمات المهمة لهم وإضافة إلى ذلك فإنها تساعد على الاستقرار في المنطقة. هذا هو موقف الأمين العام”. ومتابعة لنفس السؤال أكد دوجريك أنه لم يطلع على مقال الصحيفة الإسرائيلية ولا يعنيه هذا التقرير لأن موقف الأمين العام واضح من الوكالة.

وكانت “يسرائيل هيوم”، المقربة من حزب “الليكود” الحاكم في الكيان الصهيوني، زعمت في تقرير نشرته في 3 نوفمبر الحالي أن غوتيريش، التقى بمسؤولين اثنين من مركزي أبحاث إسرائيلي وأمريكي، معروفين بتأييدهما لتل أبيب، وانتقادهما الدائم للأونروا، وبعد النقاش، طلب غوتيريش من أحد مستشاريه الاستمرار في التواصل معهما من أجل “بحث الفكرة” (طريقة بديلة لعمل الأونروا). وقالت الصحيفة إن هذين المسؤولين هما دافيد بدين، الذي يرأس “مركز دراسات سياسات الشرق الأوسط” الإسرائيلي، والمعروف بهجومه الدائم على الأونروا، وأبراهام كوبر، أحد رؤساء مركز “سيمون وايزنتال” في لوس أنجليس الأمريكية، وهو معروف بدعمه لإسرائيل، واتهام منتقديها بمعاداة السامية، ويعمل على قضايا تخص الأونروا، منذ سنوات طويلة.

وردا على سؤال آخر حول أسباب استقالة كرينبول الفورية بعد قرار الأمين العام بوضعه في إجازة مفتوحة، قال المتحدث الرسمي إن كرينبول بعث برسالة الاستقالة إلى الأمين العام. وأضاف أن التحقيق سيستمر في موضوع المخالفات الإدارية الواردة في التقرير.

وكان غوتيريش قد عين كريستيان سوندرزفي الأول من آب/ أغسطس نائبا للمفوض العام بالوكالة بعد قضية الفساد التي اتهم فيها كرينبول وبداية التحقيق.

وسوندرز بريطاني الجنسية يأتي إلى المنصب ولديه ثلاثة عقود من الخبرة في الأعمال الإنسانية وقضايا التنمية الدولية. وقد بدأ عمله مع المنظمة الدولية عام 1989 بوظيفة مع الأونروا في قطاع غزة ثم تنقل بين عدة وظائف كان آخرها برتبة أمين عام مساعد مسؤولا عن المساعدات اللوجستية والمكتب المركزي لتقديم المساعدات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *