دبلوماسي إيطالي: من السذاجة الاعتقاد بأن حزب الله هو المسؤول عن كل مشاكل لبنان

تناول الدبلوماسي الإيطالي السابق ماكرو كارنيلوز في مقالة نشرها موقع “مايدل إيست آي” التطورات الأخيرة في لبنان، محذرًا من أن البلد أمام خطر إنفجار الوضع في الداخل بسبب عدم قدرة الشعب على تحمل الوضع الإقتصادي “الرهيب”.

ووصف الكاتب محاولة الحكومة اللبنانية فرض ضرائب على مكالمات الـ”واتساب” بالخرقاء، معتبراً أن هذه المحاولة تدل على ان السلطة تعيش في كوكب آخر.

ولفت الكاتب الى سوء إدارة الإقتصاد في لبنان على مدى العقود الماضية، وأضاف أن أي حرب جديدة بين حزب الله والكيان الصهيوني (إلى جانب الوضع الداخلي المتوتر) قد يؤدي إلى “إنفجار التناقضات اللبنانية الكثيرة”. كذلك نبه من أن ذلك قد يؤدي إلى تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى أوروبا.

وتابع الكاتب أن لبنان يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين مقابل عديد السكان لديه، مشيرًا إلى أن ما يزيد عن 950 ألف لاجىء سوري هم مسجلون لدى المفوضية العليا للّاجئين التابعة للامم المتحدة، لافتًا إلى أن تقديرات الحكومة اللبنانية تتحدث عن عدد كبير من المشردين السوريين في البلاد.

كذلك أردف الكاتب أن بعض اللاجئين السوريين في لبنان يحاولون من الآن الإنتقال إلى تركيا، محذرًا الدول الاوروبية من عدم الاستهانة بالموضوع. كما دعا الإتحاد الأوروبي إلى اعداد خطط طوارىء والعمل على ضمان وجود حكومة فاعلة في لبنان وبالتالي “إنقاذ البلد من الكارثة الإقتصادية”.

وشدد الكاتب على أن الدينامية السياسية الموجودة منذ خمسة عشر عاماً لا يمكن أن تستمر، معتبرًا أنمه من السذاجة الاعتقاد أن حزب الله هو المسؤول عن كل مشاكل لبنان كما يروج البعض، مضيفًا أنه في هذا الإطار بأن وزارة الخزانة الأميركية تعقد المشهد أكثر جراء تكثيف الضغوط على القطاع المصرفي اللبناني بهدف تشديد الخناق على حزب الله.

وتحدث الكاتب عن مفارقة تشير الى أن السياسة الأميركية المتشددة المتبعة ضد حزب الله منذ عقدين من الزمن لم تؤدِ إلى إضعاف الحزب. وأردف بأن إنتخاب ميشال عون رئيساً للبلاد جاء لمصلحة حزب الله.

ولفت الكاتب الى أن الشعب اللبناني وكذلك الاطراف الخارجية يجب أن تنظر في الخيارات السياسية البديلة، والى أن لبنان لا يستطيع التمسك باللاعبين السياسيين أنفسهم.

عقب ذلك شدد الكاتب على ضرورة أن تلعب اوروبا دورا بارزا (مذكراً بخطر تدفق موجة جديدة من اللاجئين إلى أوروبا)، وسمى تحديدا كل من فرنسا وإيطاليا التي لديها مصالح في لبنان.

وختم ماكرو كارنيلوز: “لبنان بحاجة إلى خارطة طريق تديرها شخصيات غير فاسدة أو شخصيات لم يكن لها أي دور في الاخطاء التي حصلت على مدار الاعوام الخمسة عشر الماضية، والى سياسيين مستقلين ومعتدلين يستطيعون توحيد البلد، وإلى قائد يركز على تحسين حياة الناس وليس على جمع ثروة شخصية، منبّهًا الى أن “تداعيات إنهيار لبنان ستذهب أبعد بكثير من دول الجوار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *