جنرال إسرائيلي يهدد: مطرقة زنتها 1000 طن فوق غزة

زعم قائد لواء غزة في جيش الاحتلال الجنرال أليعازر طوليدانو أن كل القوات الإسرائيلية موجودة على حافة الحرب، مهددا بالقول إن مطرقة وزنها ألف طن معلقة فوق القطاع، والمستوى السياسي هو الذي يقرر متى تقع الضربة.

طوليدانو الذي عمل في السابق سكرتيرا عسكريا لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنيتاهو يوجز في حديث لملحق “يديعوت أحرونوت” الثلاثاء ما شهدته منطقته السنة العبرية المنصرمة بالقول إنها فترة ملتهبة مليئة بالبالونات الحارقة والصواريخ وصافرات الإنذار ومحاولات التسلل والمظاهرات الأسبوعية بطول الجدار مع غزة. في تهديده لغزة يقول طوليدانو إنه لا يوجد في قاموسه مصطلح “سياسة الاحتواء”، نافيا زعم أوساط كثيرة في إسرائيل بأنها فقدت “قوة الردع”، معتبرا ذلك مصطلحا “أملسا لا يمكن ضبطه” وقد تحول لـ”مصطلح فلسفي”.

ويتابع مهددا: “غزة تعلم أن هناك مطرقة زنتها 1000 طن فوق رأسها فما الذي سيحدث حتى يتم ضربها بها؟ هذا موضوع مرتبط بالسياسات وقرار يأخذ بالحسبان نظرة لكل الجبهات القائمة. من جهتي علي الاهتمام بأن يكون دوري قاتلا عندما يقرر المستوى السياسي إسقاط المطرقة”.

موعد الضربة على قطاع غزة قرار للمستوى السياسي

وردا على سؤال عما إذا كانت إسرائيل قريبة من الحرب عندما فاجأ صاروخ من غزة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وهو يخطب في اجتماع انتخابي قبيل انتخابات الكنيست في أسدود، قال طوليدانو إن إسرائيل دائما موجودة على شفى حرب.

الجهاد الإسلامي

ويحاول رسم صورة الانتصار على “الإرهاب” واصفا واقع القطاع بـ”طاولة بيليارد فوضوية” في ظل سعي “الجهاد الإسلامي” الذي يزعزع الوضع على طريقته منفصلا عن حركة حماس، لافتا لوجود 39 فصيلا فلسطينيا مختلفا هناك ولا يوجد عنوان واحد وهذه مشكلة كبيرة، والإستراتيجية الكبرى كيف ندير اليوم التالي وليس أكثر، ففي غزة لا شيئا واضحا أو بسيطا ومطلقا”.

ويحرض الجنرال الإسرائيلي على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويتهمها بأنها لا تكترث بالاحتياجات والحقوق المدنية لأهالي غزة، ومكرسة طاقاتها في تعزيز قوتها العسكرية متجاهلة الحصار المفروض عليها منذ 12 عاما، لافتا لوجود ثلاث مشاكل في غزة الأولى تكمن بالحالة الإنسانية الصعبة والثانية الاحتكاكات الداخلية في القطاع بين فتح وحماس وبين الفصائل الأخرى أيضا مما يحول دون وجود نظام. ويرى الجنرال الإسرائيلي أن المشكلة الثالثة تكمن بكون غزة معزولة عدا الصلة مع إيران.

18 نفقا عسكريا

طوليدانو (47 عاما) الذي تسلم مسؤوليته العسكرية هذه بعد شهور من انطلاق مسيرات العودة في غزة يعتبر وسائل النضال والاحتجاج التي طورها الغزيون للضغط على إسرائيل من الطائرات الورقية المحترقة للمسيرات الشعبية “إرهابا رماديا”، مرجحا أن هناك أنفاقا هجومية لم تكتشفها إسرائيل بعد. وتابع: “الجدار الذي نبنيه وهو باطني أيضا لكننا نبحث كل الوقت عن أنفاق بأدوات تكنولوجية واستخباراتية، ومنذ “الجرف الصامد” كشفنا عن 18 نفقا وهذا إنجاز عسكري كبير”.

لكن إسرائيل تسد لهم الأنفاق وهم يتحولون للجو وللطائرات المسيّرة الصغيرة؟

“الطائرة المسيّرة لم تعد منذ زمن “ألعوبة” فهي قادرة على التحليق وحمل المتفجرات وإلقائها، ونتعامل مع هذا التهديد بجدية بالغة وبالنسبة لي هذا تهديد خطير كصاروخ مضاد للمدرعات ونعمل ليل نهار لمراقبته وإزالته، ونملك عددا كبيرا من المراقبات ممن يرصدن الجو 24 ساعة في اليوم ضمن تعاون وثيق بين سلاحي البر والجو”.

واعترف بأن نجاح فدائي من غزة باجتياز الحدود في أغسطس/ آب الماضي والتعرض لدورية عسكرية وإصابة ثلاثة من جنودها شكل فشلا موضعيا وخللا خطيرا تم تجاوزه، وكشف أن عملية قتل الفدائي استغرقت ساعتين زاعما أن المدة الطويلة ليست مهمة بل النتيجة هي الأهم. وتابع قمنا بطرد عدد من الجنود من الجيش الذين هربوا خوفا من مواجهة “المخرب” من غزة.

وردا على سؤال كيف يفسر هروب جنود من مقاتل فلسطيني واحد؟ قال طوليدانو إن المعركة ليست ظاهرة سهلة لأحد وبالتأكيد الاشتباك، وإن الحناجر تجف بمثل هذه الحالة. وتابع: “عند الاشتباك ترى أن هناك أبطالا وأن هناك من يخيبون الأمل، وهذا تحد للقائد وإذا قمنا بقطع رأس كل من تصرف بشكل غير سليم سنصل للاشتباك القادم مع جنود جدد وعديمي التجربة. حصل لي أن الخوف تملكني في اشتباكات وقلبت داخلي معدتي وعلي الإصغاء للجنود لا التقدم لهم وسيف بيدي وعلي التثبت مما تعرضوا لهم”. ويرى طوليدانو أنه لا بد من التصرف بحذر وعدم تجاوز الحدود لملاحقة من يحاول التسلل ويعود على أعقابه طالما أن التسلل لم يتم بنهاية المطاف.

توجهات دفاعية

لكن بعض الجهات ممن تعتبره ضابطا مفرطا بالحذر ومقلا بالهجوم توجه الانتقادات لطوليدانو زاعمين أن التوجهات الهجومية في المنطقة الحدودية من شأنها أن تردع العدو وتقلل عدد عمليات التسلل الفلسطينية.

وردا على سؤال حول من يزعم أن إسرائيل ترد بشكل مخفف على مسيرات العودة منذ انطلاقها قبل 74 أسبوعا، يقول طوليدانو إن الحديث لا يدور عن فعل عسكري محض، لافتا لوجود أطفال ونساء، ويضيف متجاهلا العدد الكبير من الضحايا والجرحى جراء الرصاص الإسرائيلي على المتظاهرين في المناطق الحدودية للقطاع: “مهمتي الأولى دفاعية” وهي تستند لثلاث قواعد: لا يسمح بتسلل أحد، أمن قواتنا، والحد الأدنى من المصابين في الطرف الآخر. استخدامنا القوة المفرطة سيؤجج الأوضاع وسيشحن المتظاهرين الفلسطينيين بالمزيد من الطاقة. كما أنني غير معني بأن يشعر مواطنونا بوجود مثل هذه الأحداث خاصة أن قنابل المسيل للدموع التي نستخدمها تعود عليهم داخل مستوطناتهم القريبة بواسطة الرياح فهذه لا تتعاون معنا دوما”.

وردا على سؤال متى تتوقف المظاهرات؟ قال طوليدانو إن هذا قرار لحركة حماس وهي سبب تراجعها في المدة الأخيرة، ويتابع مجددا محاولة “دق الأسافين”: “الخاسر الأول هم المدنيون في غزة فحتى الآن قتل 319 منهم وأصيب 6000 منذ بدء مسيرات العودة، فماذا يستنتج عنك كسلطة ترسل هؤلاء كي يموتوا؟”، مشيرا لخطورة تهديد القذائف والصواريخ من غزة خاصة أنها تتطور باستمرار، متهما حماس بانتهاك القانون الدولي ولافتا لمثابرة الجيش على توفير رد عليها.

لكن الإسرائيليين يرون برد إسرائيل على الصواريخ ردا ضعيفا؟

“السؤال إذا كان سليما أن ندفع إسرائيل نحو حرب جديدة مع ما يرافقها من صواريخ؛ فالصواريخ قد أطلقت من غزة ومست بالأمن وبالشعور بالأمن وكل هذا يؤخذ بالحسبان”.

لكنهم حتى الآن يحصلون على صورة النصر؟

“صورة النصر بالنسبة لي هي الصورة من الجو التي تظهر كم توسعت مستوطناتنا على الحدود مثلما هي صورة المزارع وهو يحرث ويزرع هنا في المنطقة الحدودية وهذا فخر كبير جدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *