عقد سريّ بين الحرس الوطني السعودي وبريطانيا بـ2.4 مليار دولار

كشفت صحيفة “ديلي مافريك” الجنوب أفريقية عن برنامج سري للاتصالات، تديره وزارة الحرب البريطانية مع الحرس الوطني السعودي، تبلغ قيمته ملياري جنيه إسترليني (2.4 مليار دولار).

وتحدّثت الصحيفة عن أن “البرنامج السري يعرف باسم Sangcom، وهو مدمج كأحد البرامج المعلن عنها في وزارة الحرب البريطانية، لكن تكلفته بالكامل يدفعها السعوديون”، مضيفا أن البرنامج يوظف عشرة أضعاف عدد الأشخاص الذين تعترف بهم الحكومة البريطانية علنا، مما يثير أسئلة حول الوزراء الذين يضللون البرلمان.

وذكرت أن البرنامج بدأ منذ العام 1978، عندما وقعت الحكومة البريطانية مذكرة تفاهم مع السلطات في الرياض، ويوفر المشروع معدات اتصالات عسكرية متقدمة للحرس الوطني السعودي (SANG)، لكن مذكرة التفاهم، التي هي في حد ذاتها سرية، تنص على السرية التامة لميزانية البرنامج.

ولفتت الصحيفة إلى التفاصيل حول الميزانية تسربت بعد ان أعلنت وزارة الحرب البريطانية في تموز/يوليو من العام الجاري، عن وظيفة شاغرة لمنصب مدير مشروع Sangcom في الرياض، وكانت الوظيفة مفتوحة فقط للمتقدمين من الذكور.

وبحسب الصحيفة، “ذكر الإعلان أن “فريق مشروع MOD SANGCOM في المملكة المتحدة مسؤول عن تقديم برنامج بقيمة ملياري جنيه إسترليني لتحديث شبكة اتصالات الحرس الوطني السعودي”.

كان هذا أول اعتراف علني من الوزارة البريطانية بحجم ميزانية Sangcom في تاريخها البالغ 40 عاما، وقد سبب هذا الخطأ إحراجا لبريطانيا والسعودية.

وقالت الصحيفة إن هذا العقد، البالغة قيمته ملياري جنيه إسترليني، تبلغ مدته 10 سنوات، وتم الاتفاق عليه في شباط/فبراير 2010، ويمثل المرحلة الجديدة من مشروع Sangcom، وهي أكبر بـ 15 مرة من الاتفاقية السابقة، والتي تم توقيعها في العام 2004، وكانت بقيمة 124 مليون جنيه استرليني.

وأمام تزايد الجدل، زعم متحدث باسم وزارة الحرب البريطانية أنه “تم تحميل المعلومات الموجودة في هذا الإعلان عن طريق الخطأ، وجرى حذفها لاحقًا”، مضيفا أن “الميزانية سرية للحكومتين”.

وتناولت الصحيفة تفاصيل حول الحرس الوطني السعودي، الذي يتكون من حوالي 130 ألف جندي، ويعمل كقوة أمن داخلي منفصلة عن الجيش السعودي النظامي، ومعظم أفراده ينحدرون من القبائل الموالية لأسرة “آل سعود” الحاكمة، ومهمته هي حماية العائلة المالكة من أي انقلاب محتمل.

واعتبرت “ديلي أفريك” أن مشروع Sangcom ، إلى جانب التدريب العسكري البريطاني الطويل الأمد للحرس الوطني، يورط بريطانيا بوضوح في الدفاع عن آل سعود، إلى جانب الولايات المتحدة.

وأشارت إلى أن قوات الحرس الوطني شاركت في العدوان الذي قادته السعودية في اليمن، والذي خلف أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث بات 24 مليون شخص، أي ما يقرب من 80% من السكان، يحتاجون إلى المساعدة والحماية.

وقالت “ديلي أفريك” إن دعم المملكة المتحدة لبرنامج الاتصالات العسكرية مع الحرس الوطني السعودي، يظهر جانبا آخر من جوانب تورطها في العدوان على اليمن، وذلك على الرغم من أن الحكومة لديها أمر قضائي بعدم قانونية مبيعات الأسلحة للمملكة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *