في وادٍ غير ذي زرع.. “زمزم” معجزة النبع المتدفق

في صحن المطاف، وعلى بعد 21 مترًا شرق الكعبة المشرفة، يتدفق ماء “زمزم”، أول ما يقبل عليه الحجاج لدى وصولهم بيت الله الحرام، طلبا لـ “خير ماء على وجه الأرض”.
وأوردت وكالة الأنباء السعودية “واس”، في تقرير، قصة البئر الذي يعود تاريخ تدفقه إلى زمن نبي الله إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام -حين قال إبراهيم بحسب ما يخبرنا به القرآن الكريم: “ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم”.
وسبب تسمية زمزم بهذا الاسم؛ أنه لما خرج الماء جعلت السيدة هاجر زوجة نبي الله إبراهيم تحوط عليه وتقول: “زمي زمي”، وفي الحديث النبوي: “يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت عينا معينا أو قال نهرًا معينًا”.
ولما فرغ التمر والماء، عطشَ إسماعيل، ما دفع السيدة هاجر إلى السعي بين جبلي الصفا المروة (السعي بينهما أحد أركان الحج)، لترى أحدا حتى سمعت صوتا عند الصبي (إبراهيم)، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غوث، ثم جاءت الصبي فإذا الماء ينبع من تحت خده، فجعلت تغرف بيدها.
ولماء زمزم أسماء تزيد عن 60 اسما، أشهرها: زمزم، وسقيا الحاج، وشراب الأبرار، وطيبة، وبرة، وبركة، وعافية.
وذكرت المصادر التاريخية، بحسب (واس) أن قدوم إسماعيل إلى مكة كان سنة مولده 1910 قبل الميلاد تقريبا وفيها ظهور زمزم وبيننا وبين ظهور زمزم بالتقويم الهجري أربعة آلاف سنة تقريبا.
وبعد أن تكاثرت القبائل بمكة المكرمة فإن بئر زمزم جفت وقيل إنها دفنت ثم ظهر ماء زمزم مرة أخرى على يد عبد المطلب بن هاشم (جد النبي محمد عليه الصلاة والسلام) حيث قام بحفر البئر بعد رؤيا رآها في المنام، وفق عدة روايات.

في وصف البئر
فتحة البئر تحت سطح المطاف تقع على عمق 1.56 متر، وفى أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار للناظر إلى الكعبة المشرفة.
كما وضع حجر مستدير مكتوب عليه “بئر زمزم” يتعامد مع فتحة البئر الموجودة في أسفل سطح المطاف.
وعمق البئر 30 مترًا من فتحة البئر إلى قعره، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي أربعة أمتار.
وقديمًا جرى تحديد مصادر تغذية بئر بالمياه في ثلاثة عيون هي: عين حذاء الركن الأسود، وعين حذاء جبل أبى قبيس والصفا، وعين حذاء المروة.
أما التحديد الحديث لبئر زمزم الذي تم سنة 1400 هـ، يعتمد على المصدر الرئيسي، وهو فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي -الحجر الأسود -وطولها 45 سم وارتفاعها 30 سم، ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه.
والمصدر الثاني، يتمثل في فتحة كبيرة باتجاه المكبرية وبطول 70 سم، ومقسومة من الداخل إلى فتحتين، وارتفاعها 30 سم.
كما أن هناك فتحات صغيرة بين أحجار البناء في البئر تخرج منها المياه، خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الأساسيتين، وقدرها متر واحد، كما يوجد 21 فتحة أخرى، تبدأ من جوار الفتحة الأساسية الأولى، وباتجاه جبل أبى قبيس والصفا والمروة.
ويحرص الحجيج بعد إتمام مناسكهم إلى تعبئة عبوات بلاستيكية من مياه زمزم كهدايا لأسرهم في بلدانهم، خاصة وأنه الهدية التي لا يمكن أن يحصلوا عليها إلا من مكة المكرمة.
ووردت أحاديث نبوية في فضل ماء زمزم منها: “ماء زمزم لما شرب له”، و”خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم”.
(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *