واشنطن تواصل فرض إجراءاتها ضد “هواوي” والصين تحذر

صعّدت الإجراءات الأميركية الأخيرة في وجه الصين حدّة التوتر المتفاقم على خلفية الحرب التجارية، إذ قررت الولايات المتحدة فرض حظر رسمي على الشركات الأمريكية توقيع عقود مع عملاق التكنولوجيا “هواوي” وشركات صينية أخرى، في أحدث حلقة من النزاع التجاري بين واشنطن وبكين.

وهذه القواعد المؤقتة ستمنع، بدءاً من 13 آب/أغسطس، أي وكالة اتحادية أمريكية من أن تتحصل من تلك الشركات الصينية، على معدات اتصالات أو تكنولوجيا.

وفي الواقع فإن هذه القواعد تأتي تنفيذًا لحظر مدرج في قانون الدفاع الذي وافق عليه الكونغرس في وقت سابق هذا العام.

وتنص الوثيقة على جواز منح إعفاءات “في ظروف معينة” لمدة تصل إلى عامين، من قبل رئيس وكالة فدرالية، أو في حالات أخرى من قبل مدير أجهزة الاستخبارات الوطنية.

وفي سياق متصل، تواصل الصين رفضها للحظر الأميركي على الشركة، إذا طلبت من الهند ألا تمنع “هواوي” من ممارسة الأعمال التجارية في البلاد، وذلك بعد ان أعلن وزير الاتصالات الهندي رافي شانكار براساد عن إجراء تجارب لتركيب شبكة الجيل الخامس الخلوية في الأشهر القليلة المقبلة، دون ان يتخذ قرارا بعد بشأن دعوة “هواوي” للمشاركة.

وقالت مصادر مطلعة إن “الصين طلبت من الهند ألا تمنع “هواوي” من ممارسة الأعمال التجارية في البلاد”، محذرة من احتمال أن تكون هناك عواقب بالنسبة للشركات الهندية العاملة في الصين.

وقال مصدران مطلعان على المناقشات الداخلية في نيودلهي، إن سفير الهند في بكين فيكرام ميسري قد استُدعي إلى وزارة الخارجية الصينية في 10 تموز/يوليو، للاستماع إلى مخاوف الصين بشأن الحملة الأميركية لإبقاء “هواوي” خارج قائمة الشركات المدعوة لتطوير البنية التحتية للهواتف المحمولة من الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم.

وخلال الاجتماع، قال مسؤولون صينيون إن “عقوبات عكسية” قد تُفرَض على الشركات الهندية العاملة في الصين إذا حظرت الهند “هواوي” بسبب ضغوط واشنطن، على حد قول أحد المصادر.

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين تأمل في أن تتخذ الهند قرارا مستقلا بشأن مقدمي العروض الخمسة، وأوضحت المتحدثة هوا تشون ينغ في بيان أن “هواوي نفذت عمليات في الهند منذ فترة طويلة، وقدمت إسهامات في تنمية المجتمع الهندي والاقتصاد الواضح للجميع”.

وفيما يتعلق بقضية الشركات الصينية المشاركة في بناء شبك الهند للجيل الخامس، قالت تشون ينغ : “نأمل أن يتخذ الجانب الهندي قرارا مستقلا وموضوعيا، ويوفر بيئة تجارية عادلة وغير تمييزية لاستثمارات الشركات الصينية وعملياتها، لتحقيق المنفعة المتبادلة”.

وتعد “هواوي” أكبر شركة لتصنيع هذه المعدات في العالم، وهي الآن وسط تجاذب جيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة، فقد وضعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشركة في قائمة سوداء في مايو/أيار مستشهدة بمخاوف الأمن القومي، وقد طلبت من حلفائها عدم استخدام معدات هواوي قائلة إن الصين يمكن أن تستغلها للتجسس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *