شعبان من الموصل : لنصنع عالمنا الانساني الذي لا يظلم فيه احد ولا يقهر فيه أحد ولا تبقى فيه ارض محتلة ولا نفط مغتصب

برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي في دولة العراق ، وتحت عنوان ” التنوع الديني والقومي والتكامل الاجتماعي ” أقام المجمع العالمي للتقريب بالتعاون مع جامعة الموصل والجامعة التقنية الشمالية ” المؤتمر الدولي الفكري الثاني ” في محافظة الموصل العراقية.
الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان شارك في اعمال المؤتمر ، وقال في كلمته ” إني وان كنت لبناني الهوية الا انني عراقي المولد، كما انني فلسطيني الهوى اعشق مهد عيسى عليه السلام ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. أذكر في ما أذكره عن والدي الشيخ سعيد شعبان رحمه الله والذي عاش في الرمادي في الستينات من القرن الماضي حيث كان مدرسا في دار المعلمين ، يتحدث رحمه الله عن بغداد الحب ، وعن علاقة عشق ابدي في ما بين الكاظمية والاعظمية، أذكر حديثه عن صفاء الصحراء العربية في الانبار والجنوب، عن جمال شقلاوة الكردية، أسأل الله أن يبعد عنكم الحب وجميل الذكريات.
ايها الاخوة أُريدَ للعراق ان يكون بوابة التجزئة والتقسيم، فلا تريدوا له الا ان يكون بوابة العشق والوئام من جديد .
يقول ربنا تبارك في علاه ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ” قال لتعارفوا لا لتعاركوا والتنوع الرائع أراده الله تعالى من اجل التعارف ” ومن آياته خلق السموات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ” اختلاف الألسن والالوان والاعراق والقوميات هو نعمة من الله وآية من آياته ، وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع ” أيها الناس ان ربكم واحد وان اباكم واحد ، لا فضل لعربي على اعجمي ولا لاسود على ابيض الا بالتقوى والعمل الصالح ، وخير الناس انفعهم للناس ” فبمقدار ما نقدم من خير للناس بمقدار ما نكون من اهل الخير ومن اهل الدين ومن اهل الالتزام.
وأضاف فضيلته ” ما ظهر من ظواهر غلوّ وتطرف ليس منبعه دينيا حتى ننظر له، وانما سردت تلك الايات لنقول ان رسالات السماء كل رسالات السماء قد جاءت من اجل توحيد الله وتوحيد عباد الله حول خدمة عباده وحفظهم، لذلك هذه الظواهر صناعة غربية بامتياز
وعندما تقرأ في سورة القصص ” إن فرعون علا في الارض وجعل اهلها شيعا ” يجب ان تدرك ان كل من يدخل من خلال تنوعنا واعراقنا والواننا ومذاهبنا ويحمل مشروعا تقسيميا هو خادم لمشروع فرعون
لقد كان شعار الاستعمار البريطاني كلمتين ” فرّق تسد” ، فكل من يسير في دائرة التفرقة والتقسيم يمضي في المشروع الفرعوني ، لذلك فليسأل كل منا نفسه هل نحن من جماعة “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا” أو من جماعة وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعاركوا؟
“لا فضل لعربي على اعجمي ” من هنا يجب ان ننطلق ، وجلّ ما يستنبت من ظواهر تطرف هو ظواهر امنية استخباراتية عالمية تُختلق لتصنع الحروب البديلة داخل أمتنا، في عزّ الاجتياح للبنان عام 1982 والعدو الصهيوني على بوابات بيروت، كانت تصدر الفتاوى الدينية والأمنية من دول نفطية بضرورة الخروج للجهاد في افغانستان لتحريرها من الاتحاد السوفياتي ، وكان لبنان وكانت فلسطين المحتلة اقرب بكثير ، كان يجب ان يدعى كل العرب من اجل ان يأتوا الى بيروت حتى لا تسقط ثاني عاصمة عربية تحت الاحتلال الصهيوني
لقد كان الترويج للقتال في افغانستان من اجل ان نقاتل عن امريكا لنضرب بعد ذلك التوازن العالمي بأيدينا لكي تصبح امريكا القطب الواحد الذي هو شر الشرور اليوم والذي يعمل فينا فتكا وقتلا وتحريضا وتنكيلا.
وتابع فضيلته ” كل ما يجري على ارض العراق اليوم هو بسبب ام الشرور امريكا التي ارادت ان تضع يدها على ارضنا على نفطنا على ثرواتنا
هي لا تستيطع ان تدخل الى عراق واحد، تريده عراقات مختلفة ، سني شيعي ، وكردي وايزيدي عربي وتركماني ، كل هذه الاعراق يجب ان تصطرع في ما بينها من اجل ان يدخل الأمريكي بعد ذلك ليقيم العدل الأمريكي في ما بيننا
يقول الشاعر اللبناني ، شاعر الفيحاء الشيخ أكرم خضر ”
?وأمريكا حضارة عاهرات وتحشيشٍ وخمرٍ ثم سيدا،
?وأمريكا هي الشيطانُ فاحذر من الشيطانِ خُذْ حَذَرا شَديدا
?إذا أهدتك امريكا ورودا ، فحتما فخخت فدع الورودا
كل ما يجري في منطقتنا هو تفخيخ امريكي ويجب ان يكون هناك وعي قرآني لنعود الى قوله تعالى ” إنما المؤمنون إخوة ” وإلى ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” .
واعتبر فضيلته أن على حكومة العراق ان تأتي الى ههنا وتعقد اجتماعاتها لتعيد بناء الشاطئ الأيمن للموصل المدمر بشكل كلي وبناء أطراف الموصل كسنجار وبعشيقة ، وأن تعمل على إعادة المهجرين واهل المخيمات الى بيوتهم
وأن تطلق سراح آلاف المعتقلين، كما يجب ان نخرج من كل دوائر الفساد والفساد، واللافت أن السلطات في كلا البلدين في لبنان والعراق يجمعهما اوجه متعددة أهمها الفساد السياسي والمالي.
العراق بلد غني يجب ان يقف على قدميه من جديد
وكما اريد للعراق ان يكون بوابة للتجزئة والتقسيم في المنطقة ، يجب ان يكون العراق بوابة لعودة اخوتنا ووئامنا من جديد، فلتنطلقوا من العراق سنة وشيعة عربا وكردا وتركمانا الى كل عواصمنا لتقولوا ” امريكا هي التي صنعت ما صنعت ببلدنا ، فإياكم ان تقعوا في ما وقعنا به”
وختم فضيلته ” الغلو والتطرف ينشأ في البيئة الفقيرة والمفقرة وينشأ في بيئة الفقر والافقار والجهل والتجهيل، فمن اراد ان يغلق بوابات الغلو والتطرف يجب عليه ان يغلق بوابات الجهل والأمية والفقر والإفقار والتمييز والتخلف لنعود ” خير أمة أخرجت للناس ” أمة اول ما انزل الله تعالى على قلب حبيبها صلى الله عليه وسلم ” اقرا ” ويجب على أمة اقرا ان تقرأ، فكيف وارض العراق هي ارض الحضارات الضاربة في التاريخ الى آلاف السنين ، إنها رسالة الوعي ، تجنبوا كل ما يحرض او يقسم ابحثوا عن المشتركات، ابتعدوا عن ثقافة الكراهية والالغاء وادخلوا في دائرة الحب، والمشتركات في ما بيننا لا تعد ولا تحصى والاختلافات جزئية، فربنا واحد أبانا واحد، ديننا واحد رسولنا واحد قبلتنا واحد وتاريخنا واحد وعدونا واحد، لهذا فلننطلق انطلاقة فعلية حقيقية من كل تلك المحنة لنصنع عالمنا العربي والاسلامي بل لنصنع عالمنا الانساني الذي لا يظلم فيه احد ولا يقهر فيه أحد ولا تبقى فيه ارض محتلة ولا نفط مغتصب، لنعود امة واحدة وليكن بعد ذلك كل جهدنا وكل دمائنا مقدّمة في محراب من قاتل ومن زرع الفتنة في بلادنا وارضنا ورحم الله من قال ” لا تقطعن ذنب الافعى وتتركها ان كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا ” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *