هكذا وصلني المقال (نواف الموسوي خارج حزب الله قريبا ) انا عرفت قبل قراءة الموضوع انه من نسج الخيال، وربما كان مزحة ثقيلة لأنه نشر في يوم الكذب العالمي، ولكن كعادتي سأكتب لابين بعض النقاط وخاصة أن موضوع السيد نواف أصبح مادة تجاذب كبيرة، وللحقيقة والأمانة التاريخية لا تليق بحزب الله، مما يوجب وقفها لأسباب كثيرة سابينها واشرح خطورتها.
اولا نواف الموسوي له لقب وهو السيد نواف وان كانت عبارة سيد ثقيلة على لسان البعض، يمكن مناداته بلقبه سعادة النائب أو النائب أسوة ببقية نواب الامة.
ثانيا مزقت (مصاريني) كلمة مجمد التي تستخدم كمصطلح جديد تطلق على نائب في برلمان الامة، عن حزب يمثل الامة، وخاصة عندما استخدمها عبد الباري عطوان ووضعها بين قوسين مجمد، كنت اتاملها مليا واقول ماذا كان يدور بفكر عطوان، هل يقصد انه لا يتحرك، أو متجمد من الصقيع، ولماذا هذه الكلمة علما ان لها عشرات المترادفات.
وبسبب هذا المشهد حول سعادة النائب نواف الموسوي، سأوضح بعض النقاط عن حزب الله وهي من وجهة نظري.
١- حزب الله لا يطرد أو يجمد ولا حتى يتخلى عن أحد من رجاله تحت اي ظرف من الظروف، وجميعا نتذكر خطاب السيد نصرالله الشهير عندما أعلن نظام حسني مبارك اعتقال أحد قيادات حزب الله وهو القائد البطل سامي شهاب الذي تم اعتقاله بمصر وهو ينقل الاسلحة للمقاومة الفلسطينية، كان العالم يعتقد بأن السيد نصرالله سيتهرب من الكلام أو الرد على الإعلام المصري كي لا يغضب القيادة المصرية ونحن هنا نتكلم عن حسني مبارك الذي كان ممسكا باللعبة بالشرق الأوسط وصاحب نفوذ وتحالفات دولية، واذا بالسيد نصرالله وبمؤتمر صحفي يخرج على العالم ويقول سامي شهاب هو أحد كوادر حزب الله وهو تصرف بأوامر مباشرة من الحزب.
٢- وحتى قضية القيادي سامي شهاب هي قضية لا يمكن مقارنتها، بما فعل حزب الله لتحرير مقاتليه وغيرهم من السجون الاسرائيلية بمعادلة حولت سلامة المقاوم اولوية للعدو قبل الصديق، تحت عنوان أن اعتقلتم مقاوما اعتقلنا مقابله.
٣- حزب الله حزب عقائدي ايديولوجي، يعني ان قوته تقوم على تشريعات دينية فقهية قيمية روحية وأخلاقية، وخاصة أنه حزب يخوض اصعب الحروب واشرسها عسكريا واعقدها استخباراتيا، ضد أكبر قوى بالمنطقة والعالم، مما يعني أن كل شخص ينتمي إلى المقاومة هو مشروع شهيد من أصغرهم إلى راس الهرم، فالنائب اليوم قد يكون غدا شهيدا لذلك حزب الله لا يمكنه ولا يعقل أن يكون تعاطيه مع الأعضاء بجسمه وخاصة القيادية بطريقة شبيهة بالمؤسسات التجارية أو الربحية.
٤- السيد نصرالله لا يمكنه أن يتحمل أو يقبل بتدمير مستقبله وصورته القيادية التاريخية، وأن يقال عنه بأنه تخلى عن احد رجاله أو رفقاء دربه، لأسباب عديدة:
ا- السيد نصرالله هو حفيد ال البيت بكرمهم وتسامحهم وعظيم عطائهم وحكمتهم وصبرهم.
ب – السيد نصرالله قائد لا يقل عن أعظم الشخصيات أمثال نابليون والجنرال ديغول وجيفارا وعبد الناصر وقائد المجاهدين الثوار عمر المختار وغيرهم من النخب التي غيرت مجرى التاريخ، لذلك لا يسمح لأحد بأن يترك علامة كي يأتي بعض عشرات السنين عندما يكتب عنه أن يقال مثلا السيد نصرالله أخطأ بحق فلان أو علان أو انه لم يعطي فلان حقه.
ج- السيد نصرالله قدم كل ما يملك وضحى بأغلى وأعظم واحب ما وهبه الله في سبيل الله وقضية القدس والإسلام، والذي يقدم مثل هذا العطاء لن يبخل بأشياء لا يمكن مقارنتها بعظيم العطاء.
د- السيد نصرالله صادق وشفاف ولديه حنين بريء تسمعه وتشعره عندما يتكلم عن أصدقاء الطفولة أو يخبرك عن ذكرياته يعني انه يحفظ الملح جيدا ولا ينسى من سلم عليه أو حدثه او حتى كتب عنه أو تناول الطعام معه، حتى الطفلة التي تبرعت بالامس للمقاومة شكرها السيد نصرالله، وعلى سبيل الامس، سألني ابني عن السيد نصرالله بعد حلقة طوني خليفة لماذا لم يرسل لي هدية قلت له ربما هو يرسل لي ولكنها لا تصل بسبب البعض الذين يمنعون هذا التواصل لانه لا يعقل أن تتكرم بتكريم سيد المقاومة وتكتب عنه عشرات المرات ولا يقول شكرا فهذا الأمر ليس من طبائع القادة العظام.
في الختام من يقرا المقال سيفهم ان سعادة النائب السيد نواف الموسوي لا مجمد ولا مفرز ولا حتى معزول تنظيميا أو مفصول حزبيا وان ما حدث معه قضية بمكان غير الذي يتم نشره ولأسباب قد تكون مختلفة كليا عما يتصوره كثيرين.