الدولة العبرية تدعو مواطنيها المتنزهين في سيناء للعودة فورا

دعت السلطات الأمنية الصهيونية السياح الإسرائيليين في شبه جزيرة سيناء لمغادرتها فورا نتيجة مخاطر تعرضهم لهجمات. وحسب معطيات رسمية هناك 30 ألف سائح إسرائيلي قد دخلوا سيناء منذ أيام لقضاء عطلة عيد الفصح والتمتع بالسواحل الجميلة للبحر الأحمر رغم تحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية من تهديدات حقيقية من قبل ناشطي تنظيم الدولة (داعش) هناك.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية أمس إنه فيما وقف العالم مندهشا وفزعا من عملية إرهابية استهدفت الكنائس والفنادق في سريلانكا، هناك عشرات الآلاف من الإسرائيليين يخاطرون بحياتهم ويقضون عطلة عيد الفصح اليهودي في سواحل سيناء.
ونقلت الإذاعة عن جهات أمنية إسرائيلية قولها إنه «بالذات في هذه المنطقة الساحرة الجذابة للسائحين تكمن مخاطر حقيقية على شكل تهديدات إرهابية». وتحذر هذه الجهات الأمنية عشرات آلاف الإسرائيليين ممن وصلوا سيناء من خلال معبر طابا من مغبة البقاء هناك، ودعتهم مجددا أمس للعودة فورا للبلاد لأنهم يقومون بمخاطرة زائدة.
يشار الى أن الأجهزة الأمنية سبق وحذرت عشرات المرات في الفترة الأخيرة من زيارة سيناء لكن آلاف السائحين الإسرائيليين يتجاهلون أخطر إنذارات أمنية في العالم اليوم، مفضلين نزهة رخيصة في السواحل المصرية المدهشة. ونقل موقع «واينت» عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير قوله إنه شاهد في سيناء عائلات إسرائيلية مع أطفال وأجداد وأحفاد وإنه يناشدهم للخروج الفوري من المنطقة الخطيرة التي تهدد حياتهم وذويهم. وقال المسؤول إن عدة آلاف من ناشطي تنظيم الدولة ( داعش) ومن تنظيم القاعدة في سيناء التي تشهد عمليات إرهابية في فترات متقاربة وإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتابع وتراقب ما يجري في سيناء عن كثب. وتابع «نحن نعرف المنطقة جيدا وبحوزتنا معلومات استخباراتية دقيقة عما يجري فيها». ويؤكد أن الإنذار الخاص بسيناء خطير جدا، مذكرّا بعملية تمت قبل أسبوعين في منطقة «عين موسى» قريبا من قناة السويس ومن مراكز سياحية وفنادق، وهي على ذات المسافة من طابا. وتابع «في حال رغب ناشطو القاعدة باستهداف المناطق التي يوجد فيها متنزهون إسرائيليون فإنهم يعرفون كيف يفعلون ذلك، فهذا تنظيم ذكي».
كما كشف المسؤول الإسرائيلي أن جهات مصرية رسمية تبذل جهودا كبيرة وتحارب الإرهاب في سيناء، لكنها لا تكفي من أجل خفض درجة التهديد الخطير المتربص بالسائحين الإسرائيليين، لافتا الى بقاء «خلايا نائمة» وناشطين جهاديين يشكلون تهديدا حقيقيا في سيناء، لاسيما أنهم مدربون ومسلحون. واستطرد «نحن نعلم جيدا أن «داعش» يتحدث في أحيان غير قليلة عن السائحين الإسرائيليين في سيناء ويعلمون أنه في عيد الفصح اليهودي يتدفق الى سيناء عدد كبير منهم، وللأسف هم ينشرون أيضا صورهم في منتديات التواصل الاجتماعي ولذا فهم هدف سهل وكيفما تتجول في سيناء تجد هدفا إسرائيليا».
وأوضح المصدر الإسرائيلي أنه بخلاف العام المنصرم لم تقرر إسرائيل إغلاق معبر طابا الحدودي مع مصر بسبب تهديدات خطيرة. وأضاف «ليس سهلا أن تغلق الحدود بسهولة ولكن في حال توفرت معلومات دقيقة أكثر فإن مثل هذه العملية ممكنة». وتقدر الجهات الأمنية الإسرائيلية أن هناك نحو 30 ألف إسرائيلي يقيمون الآن في سيناء، مرجحة أن يرتفع العدد إلى 40 ألفا عند نهاية العيد غدا الخميس.
في إنذارها عشية عيد الفصح اليهودي خلال الأسبوع الماضي نوهت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى وجود تنظيم «الدولة» في سيناء تنشط خلايا للقاعدة أيضا وهي تشجع على استهداف الإسرائيليين. وقال المسؤول المذكور إن الإنذار من الأسبوع الماضي ما زال ساري المفعول. وطالب الإسرائيليين في سيناء للعودة فورا داعيا الإسرائيليين في البلاد لتبليغ أقاربهم في سيناء بهذا الإنذار الخطير. ونقل المعلق العسكري البارز في القناة الإسرائيلية العاشرة ألون بن دافيد عن مصدر أمني في إسرائيل أمس قوله إن الحالة الأمنية في سيناء تثير قلقا بالغا متناميا لدى جهاز أمنها. وأوجز المصدر هذه المخاوف بالقول إنه في الحالة الجيدة ستتحول سيناء إلى لبنان السبعينيات من القرن الماضي وإلى أفغانستان في الحالة السيئة.
ويبدو أن السواحل الساحرة في سيناء والإقامة الرخيصة جدا في منتجعاتها السياحية علاوة على قربها من الحدود تجتذب عددا كبيرا من السائحين الإسرائيليين ممن يتعاطون الحشيش هناك دون إزعاج، كما يقال في منتديات التواصل الاجتماعي. وقال آساف، طالب جامعي من القدس لإذاعة الجيش أمس، إنه يشعر بنوع من الخوف، لكنه أشار إلى أن إسرائيل ذاتها أكثر خطرا من سيناء، موضحا أنه رافق بعض أترابه في رحلة غوص. وأضاف» حيثما أسكن في القدس أنا معرض للموت في عملية أمنية. الرحلة لسيناء بالنسبة لي تحقيق حلم لطالما انتظرته. تنزهت وغصت في أماكن عديدة في العالم لكنني مشتاق جدا للغوص في سيناء».
يشار إلى أن فندق «الهيلتون» في طابا الذي يأمه الإسرائيليون هو جزء من منظومة فنادق ممتدة من طابا لشرم الشيخ وتبلغ نحو 100 فندق، وسبق أن استهدفته وشاطئ «رأس الشيطان» المجاور، القاعدة في تفجيرين كبيرين عام 2004.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *