“داعش” قد يشنّ هجمات داخل الولايات المتحدة وضدّ مصالحها

اعتبر الدبلوماسي الأميركي المتقاعد ريتشارد سيندلير “Richard Sindelar” في مقالة نشرها موقع “لوبيلوغ” (Lobelog) أن تنظيم داعش “لم يهزم” وهو باقٍ لفترة طويلة.

الكاتب الذي عمل في مكتب الإستخبارات و الأبحاث التابع لوزارة الخارجية الأميركية، تحدّث عن دخول داعش في مرحلته الأخطر. وأشار إلى وثائق تم العثور عليها تكشف أن قيادة داعش دعت “جحافل” التنظيم و أنصاره على الإنترنت إلى “تنظيم و تسليح و تمويل” عمليات إرهابية جديدة ثأراً لسقوط ما يسمى بـ”دولة الخلافة”.

وتابع: “”داعش” وبعد خسارته في الرقة استمر في انتقاله إلى “النموذج الثالث”، محذراً من أن هذا النموذج سيشكل خطر اساس على الشرق الأوسط و الغرب، لكنه قد يمتد أيضًا إلى أيّة زاوية في العالم”.

وقال الكاتب إن “جميع التنظيمات الإرهابية الحديثة في المنطقة مرت بأربعة مراحل قبل ان يتم القضاء عليها”، موضحان ان “المرحلة الأولى هي مرحلة “الحمل”، وفيها لا تملك أجهزة الإستخبارات الغربية سوى أفكار “مبهمة” حول المجموعة الإرهابية، أمّا المرحلة الثانية فهي مرحلة “الإنطلاق”، حيث يرافقها في العادة حدثاً كبيراً، وبالنسبة للمرحلة الثالثة فهي أنها مرحلة “الخبث المتواصل”، حيث تقوم المجموعات الإرهابية بارتكاب أعمال دموية تتواصل لأعوام، وذلك قبل ان تبدأ بالمرحلة الرابعة والنهائية، التي تتمثل بمرحلة الزوال.

ولفت الكاتب إلى أن “أمد حياة هذه المجموعة ليس قصيرا، حيث تبقى على قيد الحياة لمدة تتراوح بين 30 و 50 عاما”، مضيفا ان “المراقبون كانوا على علم بوجود تنظيم “القاعدة” في أوائل التسعينيات لكنهم اعتبروه مجموعة صغيرة”.

وأضاف ان تفجير مركز التجارة العالمي في شهر شباط عام 1993 كان بمثابة انطلاقة لعمل “القاعدة” الإرهابي، ودخل التنظيم بعد ذلك إلى المرحلة الثالثة ليفجر سفارتين في القارة الأفريقية قبل ان ينفذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001.

كذلك تابع الكاتب بأنه و بعد الإجتياح الأميركي لأفغانستان، خسرت القاعدة ملاذها هناك و دخلت في المرحلة الرابعة. و أردف بأن التنظيم انقسم إلى مجموعات صغيرة في مناطق مختلفة، و استمر بتلقي الدعم المالي من أنصاره “في السعودية و غيرها من الأماكن”، وفق تعبير الكاتب نفسه.

وفيما يتعلق بـ”داعش”، قال الكاتب إن ردارات الأجهزة الاستخباراتية رصدت التنظيم منذ البداية، لكنها استهانت بـ”قوته”، وذكر ان “مرحلة انطلاق “داعش” بدأت بسيطرته على مناطق واسعة في سوريا و العراق”.

وقال إن “داعش دخل المرحلة الثالثة و”الأخطر” مع خسارته في الرقة”، موضحا أن “التصدي لتنظيم كان أسهل عندما كان مسيطرا على أراض واسعة، إذ أن قيادة التنظيم وثقله العسكري و”قاعدته الإقتصادية” كانوا كلهم موجودون داخل ما يسمى “دولة الخلافة”.

كما أشار الكاتب إلى أنه “بعد دحر التنظيم من مناطقه، انتشر في انحاء الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأماكن اخرى”، مضيفا انه “بذلك اصبحت عملية تعقب “داعش” وجمع المعلومات الإستخبارية حوله أصعب”.

وتحدث الكاتب حول إمتلاك “داعش” للموراد، موضحا ان هناك خارطة صادرة عن “المركز الوطني لمكافحة الإرهاب” في الولايات المتحدة تشير إلى ان التنظيم ينشط في 18 بلداً. ولفت إلى أن “القاعدة” ضربت مركز التجارة العالمي المرة الثانية (في الحادي عشر من ايلول/سبتمبر عام 2001) بواسطة 20 إرهابي فقط. وحذر من ان عدد الضحايا قد يكون هائلاً حتى إذا قامت مجموعة صغيرة من “داعش” بشن اعتداء على غرار الحادي عشر من أيلول/سبتمبر او على غرار هجمات اخرى، كتلك التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس.

كما حذر من خطورة أنصار “داعش” على وسائل التواصل الإجتماعي، وقال إن “مقاتلي التنظيم الأجانب “غير المعلنين” يتحولون إلى “خلايا نائمة محتملة” لدى عودتهم إلى بلادهم، في وقت يتواصل تمويل “داعش” من خلال النشاط الإجرامي أو الممولين “السعوديين” و ممولين من جنسيات أخرى”.

وشدد الكاتب على أن “داعش” يشكل اليوم خطرًا كبيرًا على مصالح الولايات المتحدة وحلفائها”، محذراً من ان الهجمات الإرهابية التي يحضر لها التنظيم قد تستمر لعشرة اعوام أو حتى عشرين عام”.

وقال إن “الداخل الأميركي لن يكون محصناً، وان داعش في مرحلته الثالثة والحالية سيبحث عن اماكن أخرى لضربها، ما يؤكد ان الأراضي الأميركية ستصبح هدفا اساسي له”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *