خشية لدى الاحتلال من خيار التوغل البري في الحرب المقبلة

مقالٌ كتبه المراسل العسكري في موقع “والاه” الصهيوني أمير بوحبوط:

حماس وحزب الله سيبذلان ما بوسعهما لجرّ “الجيش الإسرائيلي” إلى عمق لبنان وقطاع غزة. هناك، سينتظره عالمٌ كامل من الأنفاق التي تصل بين المنازل والمساجد ومؤسسات التعليم ومبانٍ طبية ومنشآتٍ حساسة إضافية، وفي داخلها مجموعات ضد الدروع، قناصة وتخريب هدفها القتل أو الخطف.

هذا التوقع المتشائم، من قبل مصدر أمني رفيع المستوى لموقع “والاه”، يتماشى مع كلامٍ أطلقه قائد لواء المدرعات السابع العقيد رونن غوفمان خلال مؤتمر شارك فيه أيضًا رئيس الأركان المُغادر غادي آيزنكوت.

خلاصةُ الكلام: أعداء “إسرائيل” أدركوا بأن المستوى السياسي وقادة المؤسسة الأمنية يطمحون بـ”حل المسألة”عبر هجمات جوية فقط. النتيجة: إضمحلال، تثبيت وخشية حقيقية من اليوم الذي ستندلع فيه الحرب الكبيرة المقبلة.

معركةٌ أكبر من المتوقع ستُجبر الجيش على إستخدام قوات برية في منطقة “العدو”. هذه القوات ستكون مهمتها تدمير أهداف لم تتضرر في الهجمات الجوية وممارسة ضغط إضافي عبر إحتلال بري، حتى ولو كان الحديث لا يدور عن عمل محدود من ناحية الوقت.

التهديدات الإسرائيلية بالدخول في عملية برية لا تهدف إلّا لممارسة الضغوط النفسية كما حصل في حرب 2012 عندما حشد الجيش عشرات ألاف جنود الاحتياط على حدود غزة للضغط على حماس ومصر والتلويح بدخول عملية برية. كذلك عندما صودق على عملية برية في نهاية حرب لبنان الثانية كان الهدف دفع الخطوات السياسية لإنهائها.

خلال فترة ولايته، قدّم آيزنكوت الخطة التي قرر بموجبها إرسال ألوية المشاة النظامية لـ17 أسبوع تدريب في العام. الخطة هدفها سدّ الثغرات بين أسلوب الهجمات الجوية والتوغلات البرية، لكن ضباطًا في ذراع البر يشيرون الى وجود شكوك لدى المستوى السياسي في “اسرائيل” حيال جهوزية القوات للقتال وتنفيذ توغل بري.

وبذلك، تدحرجت القضية المصيرية المتعلقة بجودة التوغل إلى عتبة رئيس الأركان أفيف كوخافي، ومعها أسئلة ستُطرح على الجيش “الإسرائيلي” في السنوات المقبلة: ما هي نوعية القوات البرية والقيادة الناشئة، وهل رئيس الأركان متنبّه لتآكل قدراتها في تنفيذ مهمات مستقلة بنجاح، وكيف سيؤثر كل ذلك على المعركة المقبلة؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *