حالة تعادل بين “الليكود” و”أزرق- أبيض”.. وصورة “سيلفي” مع السنوار تثير زوبعة انتخابية في الكيان الصهيوني

مع اقتراب يوم الانتخابات للكنيست تشتد حدة التنافس بين الحزب الحاكم برئاسة بنيامين نتنياهو وبين الحزب المنافس ” أزرق- أبيض “ برئاسة الجنرال بيني غانتس. وفيما يغيب النقاش الحقيقي حول قضايا جوهرية سياسية وداخلية، يتصاعد التراشق الحزبي والطعن الشخصي.

وضمن المنافسة الأكثر قذارة وسطحية في تاريخ الانتخابات الإسرائيلية برأي الكثير من المراقبين، استغل “الليكود ” غلطة ارتكبها يائير لابيد، أحد أقطاب ” أزرق – أبيض” ليطعن بقدراته، بالقول إنه لا يميز حتى بين قائد حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وبين رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية.

وكان لابيد قد نشر تغريدة في حسابه في التويتر هاجم فيها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على خلفية أحداث مسيرة العودة في ذكرى يوم الأرض على الحدود مع غزة.

وقال لابيد في التغريدة وهو وزير المالية وعضو المجلس الوزاري السياسي- الأمني المصغر سابقا: “عندما يقوم اسماعيل هنية بالتقاط صورة سيلفي بجانب الحدود بينما أولادنا في الملاجئ فإنك تعلم أن نتنياهو فقد قوة الردع”.

لكن لابيد الذي رغب بالنيل من هيبة وشعبية نتنياهو أخطأ في النشر واختلطت عليه الأمور، فالصورة المرفقة للتغريدة كانت ليحيى السنوار وبجانبه شاب فلسطيني يلتقط صورة معه بواسطة هاتفه المحمول.

وسارع يونثان أوريخ مستشار نتنياهو لاستغلال الفرصة والتعقيب ساخرا بالقول: “هذا السنوار يا أخي “. بعد دقائق بادر لابيد لشطب التغريدة ونشر تغريدة جديدة بالنص المذكور لكن مع صورة السنوار هذه المرة.

كما سارع عضو ” الليكود” النائب دودي مسالم للاستهزاء من لابيد، مذكرا بأنه عمل قبل عقود مراسلا في صحيفة “بمحانيه” الناطقة بلسان جيش الاحتلال، فقال في تغريدته: “مراسل صحيفة بمحانيه يائير لابيد، لا أتوقع منك أن تميز بين دبابة وبين مدرعة لكن عجزك عن التمييز بين هنية وبين السنوار يدلل على أنك عالق بالهواية المجبولة بالجهل. قلي هل حقا أنت متأكد من أنك راغب بأن تصبح رئيسا للحكومة؟”.

يشار أن لابيد وبيني غانتس قد شكلا قائمة “أزرق- أبيض” بعد الاتفاق بينهما على تقاسم رئاسة الحكومة مناصفة بحال فازت القائمة في الانتخابات التي ستتم في التاسع من نيسان/أبريل الجاري.

في المقابل، يركز الليكود حملته الانتخابية بمهاجمة لابيد ويعتبره الخاصرة الأضعف في ” أزرق- أبيض ” لا سيما أنه يرتكب الكثير من الأخطاء ومنها عدم تمييزه قبل شهور في تغريدة نشرها بين صورة فريق حيفا وصورة فريق تل أبيب، وتسببت له بحرج كبير.

وردت كتلة “أزرق- أبيض” على دافيد امسالم بالقول إن “الليكود” في الحكم منذ عشر سنوات ولم يتمكن من مواجهة وحسم حماس ويواصل تقديم الإتاوات المالية لها بحقائب دولارات مقابل الهدوء.

وبهذا السياق، كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أمس عن وجود مئات الحسابات المزيفة على “تويتر”، المتخصصة بترويج دعاية نتنياهو، وحزبه ويقدر أنها بلغت 2.5 مليون متصفح.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن جهات رسمية قولها إن هذه الحسابات تعمل بواسطة التلاعب والقذف والكذب والتشهير ونشر الشائعات بأسماء مجهولة ودون علاقة مكشوفة مع حزب الليكود.

وتم تفعل هذه الحسابات بشكل مكثف مع الإعلان عن الانتخابات، وتبين أنه منذ بدء المعركة الانتخابية وحتى اليوم فإنها نشرت أكثر من 130 ألف تغريدة. وتشير أن الشبكة تجندت في اللحظات الحاسمة بالنسبة لنتنياهو كالإعلان عن تقديم لائحة اتهام ضده، والمقابلة التي أجرتها القناة الإسرائيلية 13 وأثناء إطلاق حملة قائمة ” أزرق- أبيض”.

في تعقيبه نفى ” الليكود ” أن تكون له علاقة بهذا النشاط زاعما أنه “لا يقوم بتفعيل أية شبكة مزيفة”. كما زعم أنه الحزب الوحيد الذي لا يستخدم هذه الوسائل، وأن نشاطه الرقمي قانوني، ويقدم تقارير بذلك إلى مراقب الدولة والجهات المخولة.

وتواصل استطلاعات الرأي الكشف عن حالة تعادل بين “الليكود” و”أزرق- أبيض” مع أفضلية لمعسكر اليمين. ويظهر آخر استطلاع نشرته صحيفة “معاريف” أمس أن “أزرق- أبيض” قد يحصل على 32 مقعدًا من أصل 120 لو جرت الانتخابات اليوم، بينما يحصل “الليكود ” على 28 مقعدا فقط.

وقال 38% إنهم يفضلون نتنياهو رئيسا للحكومة مقابل 36% يفضلون غانتس، في حين رأى 15% من المستطلعين أن أيا من الاثنين غير مناسب للمنصب، وقال 11% من المستطلعة آراؤهم إنهم لا يعلمون.

وفحص الاستطلاع توقعات المستطلعين حول شخصية رئيس الحكومة الصهيونية المقبلة، بغض النظر عن الشخصية التي يعتبرونها الأنسب، 56% أجابوا أن نتنياهو هو من سيشكل الحكومة المقبلة، فيما يعتقد 22% أن غانتس سيشكل الحكومة، 18% قالوا إنهم لا يعلمون، و4% لا يعتقدون أن أيًا من المرشحين سيشكل الحكومة.

وما زالت استطلاعات الرأي تظهر أن نسبة التصويت لدى فلسطينيي الداخل قد هبطت إلى ما دون الـ50% من أصحاب حق الاقتراع وأن أغلبية المقاطعين دوافعهم احتجاجية على عدم نجاح الأحزاب العربية بالمحافظة على القائمة المشتركة علاوة على استشراء العنصرية في الكيان الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *