السيسي باق حتى 2030… النظام يعلن موافقة 88٪ على التعديلات الدستورية والمعارضة تشكك

أعلنت الهيئة المصرية الوطنية للانتخابات، أمس الثلاثاء، أن 27 مليونا و 193 ألفا و593 ناخبا، صوتوا في الاستفتاء على التعديلات الدستورية من أصل 61 مليونا و344 ألف ناخب لهم حق التصويت، بنسبة مشاركة بلغت 44٪.

وقال رئيس الهيئة، لاشين إبراهيم، خلال مؤتمر صحافي عقدته أمس، إن 33 مليونا و 316 ألفا صوتوا بالموافقة على التعديلات بنسبة 88.83٪، فيما رفض 2 مليون و945 ألف ناخب التعديلات، ما يمثل نسبة 11٪ ممن شاركوا في الاستفتاء.
يأتي ذلك، في وقت شككت المعارضة بالنتائج التي أعلنتها الهيئة، واعتبرتها لا تمثل الواقع، خاصة في ظل المؤشرات الأولية للتصويت، والتسريبات التي خرجت من اللجان الفرعية، التي أفادت أن نسبة الرافضين للتعديلات تراوحت بين 25 و30٪ في معظم اللجان، في وقت ظهرت لجان الاستفتاء خاوية في معظم أوقات الأيام الثلاثة المخصصة للاستفتاء.

شباب الإخوان يدعون لتشكيل جبهة من الذين صوتوا ضدها

واعتبر نشطاء سياسيون أن النية كانت مبيتة لتمرير التعديلات الدستورية، في ظل حالة الحشد التي مارسها نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للموظفين، وإجبار المواطنين في الشوارع على التوجه إلى مقرات الاقتراع، إضافة إلى عمليات شراء الأصوات التي جرت باستخدام كراتين طعام وزعها حزب «مستقبل وطن» الذي يلعب دور الحزب الحاكم في مصر الآن، على المواطنين مقابل التصويت بـ«نعم» على التعديلات الدستورية، وصولا إلى منع القضاة في اللجان الفرعية من إعلان نتائج الفرز في لجانهم، كما هو معتاد، إضافة إلى منع الصحافيين من حضور الفرز، كما تنص التصريحات الممنوحة لهم من الهيئة لتغطية الاستفتاء من لحظة بدء التصويت وحتى إعلان النتائج.
وبإعلان الهيئة الوطنية للانتخابات نتيجة التصويت في الاستفتاء، بات من حق السيسي البقاء في الحكم حتى عام 2030.
ودعا المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين، المعبر عن تيار الشباب داخل الجماعة، لتشكيل جبهة معارضة لنظام السيسي، تنطلق ممن رفضوا التعديلات.
وقالت المكتب في بيان أمس الثلاثاء، «إن النظام الانقلابي العسكري ما زال يعمل بشتى الطرقِ على تكريس بقائه، وشرعية وجوده أطول فترة ممكنة، للهروب من المسائلِ التي يعلم أنَّه لا مفر منها، والمحاسبة على جرائمِه المستمرة بحق الشعب المصري».
وزاد:» كشف النظام عن سوءة جديدة تضاف لسجله الأسود، بما اقترفَه في مهزلة الاستفتاء على تعديلاتٍ كارثية لدستورٍ باطلٍ من الأساسِ، ورغم إحكام سيطرته وقبضته على جميع المنافذ واستغلاله لمَّا أصاب الشعب من فقرٍ وعوزٍ، واستخدامِه آلةَ القمعِ الحديدية لخنق وإرهابِ أي صوتٍ معارضٍ لجريمتِه الجديدة بحقِ الوطن، إلَّا أنَّ أشعة من النورِ استطاعَت رغم كل ما سبق أنْ تنفذ لتبدد ظلام المشهد».
وقدم المكتب في بيانه «تحيةَ إعزازٍ وتقديرٍ لكل قوى المعارضةِ التي استطاعت رغم القمعِ، إرباك المشهد المحكم رغم هزليته، وتثمِّن كلَّ جهدٍ بُذل في سبيل إيصال رسالة رفض قوية سمعَ بها ورآها العالم أجمع، وتحية لكل حر استطاع فرض صوته الرافض لهذه التعديلات التي تنتهك حق الشعب الأصيل في تحديد مصيره وتكرس لنظامٍ عسكريٍ أبدي».
ودعا الجميع إلى «نبذ الخلافات السابقة، بل وتناسيها والتغاضي عنها في هذه اللحظةِ الفارقة من تاريخ وطننا الغالي».
واختتم تيار الشباب داخل الجماعة بيانه :»لتكن «لا» و «المقاطعة» و «باطل» خطوتنا الأولى نحو الاتحاد والانصهار في بوتقةٍ مصريةٍ أصيلةٍ لإعلاء مصالح الوطن، لتكن انطلاقة حقيقية لاستعادة روح ثورة يناير والالتفاف حول مطالبها العادلة من جديد».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *