توقّف محّلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الصهيوني امير بوحبوط عند إعلان جيش العدو نشر منظومة دفاع إزاء الصواريخ من نوع THAAD تابعة للجيش الأميركي في الأراضي المحتلة في سياق مناورة مشتركة بين الجانبين.
بحسب البيان، “هدف تركيز المنظمة في الأراضي المحتلة هو التدريب على الإنتشار السريع إلى جانب تعزيز القدرات والتعاون مع الجيش الإسرائيلي”.
ويقول بوحبوط إن وزارة الحرب الصهيونية حصلت في الأسابيع الأخيرة على ميزانية بلغت 10 مليون شيكل (حوالي 2.7 دولار) لإقامة منشأة إستيعاب البطاريات في جنوب الكيان المحتل، وأضاف: “قبل عدة أيام تم الإنتهاء من بناء المنشأة مع خيم ضخمة للسكن، حيث ستستوعب جنود أميركيين وجنود جيش العدو. وتضم المنشأة منطقة أميركية لا يسمح للصهاينة الدخول إليها، ومنطقة صهيونية، ومكاتب مشتركة.. الجيش الإحتلال سيقوم بحماية المنشأة، وقوة إنقاذ أميركية وصلت إلى المكان قبل حوالي أسبوع وهي مؤلفة من عشرة ضباط ومهندسين”.
واشار بوحبوط الى أنه “يمكن الإستنتاج من نشاطات الجيش الأميركي على مر السنين، أن قرار إجراء المناورة خلال عدة أسابيع إستثنائي جدًا ما عدا أوضاع طوارئ خاصة. الأميركيون يدربون قواتهم في أنحاء العالم، بما في ذلك في “إسرائيل”، لكن التخطيط المسبق يحصل قبل سنة على الأقل من موعد التنفيذ إن لم نقل أكثر”.
ولفت بوحبوط الى أن “القرار الأميركي السريع عن المناورة يثير تساؤلات حول الدافع الأساسي: بحسب مصادر أجنبية، هذه البطاريات كان من المفترض أن تصل إلى ألمانيا في هذا التوقيت. خبراء يقدرون أن هناك أرجحية منخفضة بأنه يدور الحديث عن مناورة فجائية للأميركيين، لأن كل المناورات التي أجروها في “إسرائيل” مخططة مسبقًا”.
وبحسب الموقع، يُحتمل أن يكون الأمر متعلّقًا بنقل رسالة للروس الذين يديرون في الأشهر الأخيرة محادثات حول إحتمال نشر صواريخ ونقل قوات في أوروبا مقابل خطوات أميركية تشكل تحديًا من وجهة نظرهم.
ورأى المحلل العسكري الصهيوني أنه “يحتمل على خلفية التطورات في سوريا ونشاطات إيران وحزب الله، أن ينقل البيت الأبيض رسالة حول جهوزية الجيش الأميركي للرد على أي هجوم على الجبهة الداخلية الإسرائيلي، أيضًا خلال فترة زمنية قصيرة. قرار كهذا له مدلولان اثنان: الأول هو تكثيف تشكيل” الدفاع الإسرائيلي” إزاء الصواريخ ببطاريات الـTHAAD إلى جانب حتس3، حتس2، باتريوت، العصا السحرية والقبة الحديدية. والمدلول الثاني هو إذا هوجمت “إسرائيل” وكانت الطواقم الأميركية تحت الخطر فإن لهذا إنعكاسات أمنية وسياسية، تلزم الولايات المتحدة ليس فقط بالدفاع إنما بالرد ومهاجمة مصادر التهديد.
وخلص بوحبوط الى أن “المنطقة مرّت بتغيرات وتوترات وبشكل خاص على خلفية القتال في ادلب. وعدم الإتفاق على الحدود بين تركيا وروسيا، وكذلك أيضاً التمركز الإيراني في سوريا، يثيران قلقًا في “إسرائيل” خاصة أنها تشمل تهديدات من جانب إيران بإبادة “تل أبيب” بما في ذلك “إستفزازات” حزب الله. ودائمًا هناك إحتمال إضافي بأن يتعلّق الأمر يتعلق بمسعى للرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم نتنياهو في فترة الإنتخابات”.