وثيقة تكشف أن ترامب دعا كيم لتسليم أسلحته النووية

برّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، قراره إلغاء عقوبات كانت إدارته فرضتها على بيونغ يانغ، متحدّثًا عن “المعاناة” التي يعيشها الكوريّون الشماليّون.

وقال ترامب لصحافيّين في منتجع مارالاغو الذي يملكه في فلوريدا “إنّهم يُعانون كثيرًا في كوريا الشماليّة (…) وقد فكّرتُ ببساطة في أنّ فرض عقوبات إضافيّة ليس ضروريًا في هذه المرحلة”. غير أنّه أضاف “هذا لا يعني أنّني لن أفعل ذلك في وقت لاحق”.

وشدّد ترامب على نيّته الإبقاء على علاقات جيّدة مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون الذي التقاه أواخر شباط/فبراير في هانوي في قمّة انتهت إلى الفشل. وقال “لديّ علاقات جيّدة جدًا مع كيم جونغ-أون، ونحن نفهم بعضنا البعض (…) من المهمّ جدًا الحفاظ على هذه العلاقة قدر الإمكان”.

وأعلنت وزارة الخزانة الأمريكية في 21 آذار/مارس فرض عقوبات على شركتي نقل صينيّتين متّهمتين بالاتجار مع كوريا الشماليّة رغم العقوبات الدولية.

وفي اليوم التالي، أعلن ترامب سحب هذه العقوبات، وكتب في تغريدة على تويتر “أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنّ عقوبات إضافية واسعة ستُضاف إلى تلك المفروضة أصلاً على كوريا الشماليّة. وقد أمرتُ اليوم بسحب هذه العقوبات الإضافيّة”.

وكشفت وثيقة أن ترامب سلم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون يوم محادثاتهما التي انهارت في هانوي الشهر الماضي ورقة تحتوي على دعوة صريحة لنقل أسلحة بيونجيانج النووية ووقود القنابل إلى الولايات المتحدة.

وقال مصدر مطلع على المناقشات طلب عدم نشر اسمه إن ترامب أعطى كيم نسختين بالكورية والإنكليزية للموقف الأمريكي في فندق متروبول في هانوي يوم 28 فبراير شباط. وأضاف المصدر أن هذه كانت المرة الأولى التي يحدد فيها ترامب صراحة ما كان يعنيه بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية لكيم مباشرة.

وتم إلغاء مأدبة غداء بين الزعيمين في نفس اليوم. وفي حين لم يقدم أي من الجانبين رواية كاملة عن سبب انهيار القمة، قد تساعد الوثيقة في شرح الأمر.

كان جون بولتون مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض تحدث للمرة الأولى عن وجود الوثيقة في مقابلات تلفزيونية بعد القمة. ولم يكشف بولتون في تلك المقابلات أن الوثيقة تشمل مطالبة كوريا الشمالية بنقل أسلحتها النووية والمواد الانشطارية إلى الولايات المتحدة.

ويبدو أن الوثيقة تمثل “نموذج ليبيا” الذي يتمسك به بولتون منذ فترة طويلة بشأن نزع السلاح النووي والذي رفضته كوريا الشمالية مرارا. وقال محللون إن كيم ربما نظر إلى الأمر على أنه إهانة واستفزاز.

وسبق أن نأى ترامب بنفسه من قبل في تصريحات علنية عن نهج بولتون وقال إن “نموذج ليبيا” لن يُستخدم إلا إذا تعذر التوصل لاتفاق.

واقترح بولتون فكرة تسليم كوريا الشمالية لأسلحتها لأول مرة في عام 2004. وقد أحيا الاقتراح العام الماضي عندما عينه ترامب مستشارا للأمن القومي.

وقال المصدر المطلع على المناقشات إن الهدف من الوثيقة هو تزويد الكوريين الشماليين بتعريف واضح وموجز لما تعنيه الولايات المتحدة “بعملية نزع السلاح النووي نهائيا وبطريقة يمكن التحقق منها”.

وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *