الشيخ شعبان ألقى كلمة الوفود الدولية المشاركة في الجلسة الختاميّة لمؤتمر الدفاع عن القدس والأقصى في ماليزيا ” هكذا ندعم فلسطين

ألقى الأمين العام لحركة التّوحيد الإسلامي عضو قيادة جبهة العمل الإسلاميّ في لبنان فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان كلمة باسم الوفود الدولية المشاركة في الجلسة الختاميّة لمؤتمر الدفاع عن القدس والأقصى المنعقد في سلانجورــ ماليزيا
وجاءت محاور الكلمة على الشّكل التالي:
ـــــــ شكر وتقدير
ـــــــ مقدمة
ـــــــ الاسلام حدد معسكر الولاء والعداء
ـــــــ الاسلام حدد كيفية المواجهة
ـــــــ معادلة المواجهة والانتصار
ـــــــ معادلة الهزيمة والانكسار
ـــــــ المواجهات أم المفاوضات والجدوى من كل منها
ـــــــ توصيات
ـــــــ شيوخ الهداية وشيوخ الضلال
ـــــــ نموذج لبنان ونموذج غزة
ـــــــ مقترحات

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
ـــــــ شكر وتقدير
أتوجّه بداية بالشّكر للسّادة محمد عزمي عبد الحميد ، وسماحة الشّيخ أحمد أوانج والشّيخ عبد الغني شمس الدّين ، كما أتوجّه بالشّكر للحكومة الماليزيّة بشخص رئيسها البروفسور مهاتير محمد لتكليفه لمعالي وزير الدّفاع الأخ والصّديق محمد سابو للمشاركة بالمؤتمر وإلقاء الكلمة الافتتاحيّة ، واختتام المؤتمر بكلمة رائعة لنائب وزير الشّؤون الدّينية السّيدة فوزية صالح حفظها الله ثم استلامها نسخة من مقررات المؤتمر الختاميّة لتسليمها للجهات المختصّة.
ـــــــ مقدمة
أيها السّيدات والسّادة يقول ربّنا تبارك في علاه ” سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى لنريه من آياتنا إنه هو السّميع البصير”.
بركة القدس والأقصى هي نصّ قرآنيّ ويتجلّى ذلك في قدرتها على جمع جميع المستضعفين حول مشروع تحريرها وحرّيّتها على اختلاف أوانهم وأعراقهم وأديانهم ومذاهبهم وألوانهم.
فهي بالنّسبة لنا كمسلمين مقدّسة لأنّها مسرى رسولنا محمّد صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وهي مقدّسة عند المسيحيين فهي مهد نبيّهم عيسى عليه الصّلاة والسلام، وهي بالنّسبة للوطنّيين أرض التّين والزّيتون، ولعلّ أبلغ دلالة على قدرتها على الجمع بين مختلف التّلاوين هي في انعقاد مؤتمركم الكريم هذا في سلانجور في ماليزيا على بعد آلاف الأميال عنها ، حيث اجتمع مؤتمرون من أكثر من 30 دولة من مختلف الأديان والمذاهب والأعراق والألوان للبحث في كيفيّة تحريرها والدّفاع عنها.
لقد حدّد القرآن الكريم لنا معسكر العداء ومعسكر الولاء حتى لا تختلط الأوراق بين ما هو عدو وما هو صديق.
أ ـــــ فقال تعالى في الولاء ” إنّما وليّكم الله ورسوله والّذين آمنوا الّذين يقيمون الصّلاة ويؤتون الزّكاة وهم راكعون” فكل من صلّى صلاتنا واتّجه صوب قبلتنا فهو من أوليائنا بنصّ كتاب الله فلا يحقّ لأحد استعداءه وترك ولايته تحت أي مسمّى أو اختلاف عرقيّ أو وطنيّ أو مذهبيّ …..الخ
ب ـــــ أما معسكر العداء كما ورد بالنّصّ القرآنيّ ” لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا…” فلا يحقّ لنا ببحث تحليليّ أو بمصلحة سياسيّة أن نبدّل ذلك ليتحوّل الوليّ إلى عدوّ والعدوّ إلى صديق كما يفعل البعض اليوم فذلك مخالف لصريح القرآن.
ـــــــ الاسلام حدّد كيفيّة المواجهة
وبعدما حدّد القرآن الكريم معالم كلا المعسكرين حدّد طريقة التّعامل البينيّة (داخل الأمّة) وحدّد كيفيّة المواجهة مع الأعداء الخارجيّين .
أ ـــــ فالعلاقات داخل الامّة تقوم على التراحم فالله تعالى يقول ” محمّد رسول الله والّذين معه أشدّاء على الكفّار رحماء بينهم” ورسولنا صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم يقول ” الرّاحمون يرحمهم الرّحمن” والّذي يبدّل الرّحمة بالشّدّة في العلاقات الدّاخلية يفقد معيّته لرسول الله صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلّم .
ب ـــــ والعلاقة مع العدوّ الصائل تقوم على قوله تعالى” وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنّ الله لا يحبّ المعتدين ” فالله تعالى قال ” وقاتلوا ” ولم يقل ” وفاوضوا ” فالّذي يبدّل العلاقة من” وقاتلوا ” إلى ” وفاوضوا ” يكون قد خالف شرع الله وضلّ جادّة الصّواب ولن يجني إلا الحسرة .
ـــــــ معادلة المواجهة والانتصار
فإن أردنا لمعادلة المواجهة أن تصل إلى نتائجها المرجوّة والمطلوبة في الانتصار فيجب اتّباع الخطوات التالية :
الأخوة + واعتصموا + وأعدوا + وقاتلوا + اصبروا = وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين .
نعم أخوّة يقول الله تبارك وتعالى فيها ” إنّما المؤمنون إخوة” ، ثم قال لهم “وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوّكم” ، وبعد الإعداد قال لنا ربّنا تبارك في علاه “وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم ولا تعتدوا” ، ومع ذلك يكون الصّبر فالله يقول ” يا أيّها الّذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتّقوا الله…” لتصل بعد ذلك إلى وعد الله في النّصر والتّمكين ” وكان حقّا علينا نصر المؤمنين.
ـــــــ معادلة الهزيمة والانكسار
تنازعوا + تقاعسوا + تفرقوا + اختلفوا = تفشلوا وتذهب ريحكم
ومعادلة الهزيمة تقوم على :” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” كما حذر الله تعالى من الاختلاف والتشرذم فقال “منيبين إليه واتّقوه ولا تكونوا من المشركين من الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا كل حزب بما لديهم فرحون” كما يقول تبارك في علاه “إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء ”
ـــــــ المواجهات أم المفاوضات والجدوى من كلّ منها
فهم الشهيد البطل عمر أبو ليلى القرآن وعرف عدوّه من صديقه وعرف واجبه ووظيفته فانطلق قال يا رب لا أملك إلا سكين الطّبخ حملها وطعن جنديًّا فأخذ سلاحه وأطلق النّار على مجنّد آخر وأخذ سيّارته ثم انطلق بها ليطلق النّار على آخرين تجمهروا لينتظروا باصاً ينقلهم إلى الخدمة العسكريّة.
الشّهيد عمر أبو ليلى فهم حقيقة الدّين وطبقه فأرعب بمفرده الصهاينة وآلامهم أكثر من كثير من الجيوش العربيّة الّتي لا تستقوي إلّا على أبنائها، وما كانت وظيفتها يوما إلا حماية حدود اليهود.
الشّهيد عمر أبو ليلى يمتلك موروثا جينيّا سيدمّر إسرائيل وأهمّيّته أنّه مستقلّ ليس تابعا لأحد، وليس مؤدلجاً، وليس من النّوع الموضوع تحت الرّقابة، ولا تمتلك اسرائيل قابليّة احتوائه هو وأمثاله وهذا يشكّل معادلة جديدة بغاية الأهمّيّة تؤسّس لدخول عشرات الآلاف من أمثاله في ساحة المواجهة ويشكّل إضافة نوعيّة لمشروع الجهاد والمقاومة.
لذلك فسبيل الجهاد الّذي سلكه الشّهيد عمر أبو ليلى “وقاتلوا في سبيل الله الّذين يقاتلونكم” هو السّبيل الذي يُفهم الصّهاينة أنّه لا مُقام لكم في أرضنا فارجعوا من حيث أتيتم .
ـــــــ أمّا درب المساومة والتّسوية فقد ضيّع بالمفاوضات ما عجزت اسرائيل عن تحصيله بالحرب، وفتّـت الضّفة وتجزّأت القدس ولم يعد لها قابليّة للحياة حتّى على مستوى أكذوبة الدولتين الّتي كانوا قد تحدّثوا عنها في المفاوضات.
وكل تلك المفاوضات ما لجمت المحتلّ أو الوسيط الدّوليّ غير النّزيه أمريكا عن الاستمرار في الاحتلال والتّهويد بل ووصلت بهم الوقاحة بالطّلب من الدّول العربيّة الاعتراف بها كدولة يهوديّة ، وها هو دونالد ترامب بات يبيع ويشتري ويهب ويعطي فقد وهب القدس عاصمة للصّهاينة وأعطى الجولان لاسرائيل دون أن يعلموا أن الجيل القادم هو جيل عمر أبو ليلى الّذي لا تعنيه مقرّرات ومؤتمرات وتصريحات وصفقات القرن وغيرها… يجيد لغة واحدة هي لغة “واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم”.
ـــــــ توصيات
أيها الإخوة المؤتمرون نحن على أبواب تحوّل إيجابيّ جديد سيفضي حتماً إلى الانتصار فالشعوب المقاومة تتقدّم في مشروعها وعدوّها ترتخي قبضته على بلادنا.
فالمطلوب اليوم من الأنظمة العربيّة على أقلّ تقدير أن تقف موقف الشّرف التّاريخيّ إلى جانب الشّعوب والحقّ والأرض والعرض والمقدّسات ، وإلّا فليقفوا بأقلّ تقدير على الحياد إذ ليس من النّخوة والشّيم العربيّة أن يقف المرء ضدّ أمّته وتاريخه.
– المطلوب اليوم من شعوبنا ومنظّماتنا المخلصة دعم من يقاتل نيابة عنه، والشّعب الفلسطينيّ هو العنصر المهمّ في المواجهة وفلسطينيّو الدّاخل هم الأهمّ فهم يشكّلون رأس حربة في مواجهة الصّهاينة نيابة عن الأمة جمعاء.
والدّعم المطلوب هو الدّعم بكلّ أشكاله :
الجهاديّة: عبر مدّهم بكلّ أنواع الاسلحة الّتي تمكّنهم من صدّ عدوّهم وردّ عدوانه
الماليّة : دعم المرابطين وأهالي الشّهداء والجرحى واعادة ترميم البيوت وبناء ما تهدّم من دور.
الصّحيّة : عبر رعاية الجرحى وتكفّل المصابين وخاصّة الجرحى في مسيرات العودة وتقديم الرّعاية الصّحيّة لهم ونقل الحالات المستعصية إلى الخارج ، وتأمين العلاج لحالات الإعاقة كالأطراف الاصطناعيّة وغيرها .
الاقتصاديّة : شراء بضائعهم ومنتجاتهم وتشجيع التّبادل معهم للوقوف في وجه الحصار وحرب التّجويع الّتي يخوضها الأقربون والأبعدون.
الاعلاميّة : الاعلام من أهمّ الأسلحة ولم يعد السّلطة الرابعة وإنما السّلطة الاولى الّتي تصنع الرّأي العامّ، إعلام يسلّط الضّوء على انتصارات الأمة.
القانونيّة : برفع دعاوى على بريطانيا المسؤولة عن وعد بلفور الّذي تسبّب بكلّ مآسي الشّعب الفلسطينيّ وعلى أمريكا داعمة إسرائيل بكلّ أسلحة الموت فكلّ طلقة ترمى وكل قذيفة تطلق هي صناعة أمريكيّة لذلك هي شريكة فعليّة في الجريمة ويجب أن تتحمّل تبعاتها، وقد يرى البعض عدم جدوى ذلك حاليًّا فنحن مستضعفون والضّعيف لا يستطيع أن يفرض شروطه على الاقوياء ، ولكن من قال لكم أننا سنبقى كذلك؟ المستقبل لنا ويجب أن يحاسب كل شريك في ظلم الشّعب الفلسطينيّ وشعوبنا المحتلة على جرائمه .
ثقافيّا : برفض الانقسام ونشر ثقافة الوحدة وتحديد أولويّات الصّراع مع العدوّ الغاصب ورفض الانقسام وكل الصّراعات الجانبيّة المصطنعة، عرقيّة كانت أم قوميّة أو مذهبيّة.
ـــــــ شيوخ الهداية وشيوخ الضّلال
وهنا يجب الانتباه إلى نماذج من رجال الدّين فهناك من يدعو الى التّفرقة وهو يتعقد أنه يذبّ عن الدّين ويدافع عنه وهؤلاء قال الله تعالى فيهم ” قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدّنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعا “.
ـــــــ فشيخ الهداية هو الشّيخ الّذي يدلـّـك كيف تلتقي مع أخيك ويدفعك إلى البحث عن المشتركات وهي أكثر من أن تُحصى وفي طليعتها الرّبّ الواحد والدّين الواحد والكتاب الواحد والنبيّ الواحد والقبلة الواحدة، ويتحدّث خطابا واحدا .
ـــــــ وشيخ الضّلال هو الّذي يدلّك كيف تختلف مع أخيك ويدلّك على مكامن الاختلاف ونقاط التّباين، ويتحدّث بخطابين اثنين ، خطاب قد يكون وحدويًّا في المؤتمرات والمقابلات وخطاب مذهبيّ أو عرقيّ تفوح منه رائحة الفتنة في مواطن أخرى.
وهذا النّموذج يجب استبعاده لأنه يعتبر عودة لدول الظّلم ودول الاحتلال لبلادنا ويشكّل أداة داخليّة لتمرير مشروعهم.
ـــــــ نموذج لبنان ونموذج غزّة
أيها الاخوة الكرام إن خوض حرب مقاومة مستمرّة كفيلة بتغيير مجريات الأحداث في المستقبل لأنّ الّذي يجلب المستوطنين هو الاستقرار الأمنيّ والثّراء الاقتصاديّ لذلك فإن ضرب اقتصادهم ومقاطعته وضرب أمنهم وزعزعته سيؤدّي حتما إلى هجرة عكسيّة .
فالمقاومة في لبنان وغزّة غيّرت المعادلة ففي السّابق كنّا بلبنان نخشى أن يُستهدف صهيونيّ في أقصى أنحاء المعمورة لأن الصّهاينة سيصبون جامّ غضبهم على بلدنا .
أما اليوم وبعد 25 أيار 2000 وبعد انكسار عدوان 2006 باتت إسرائيل اليوم تحسب ألف حساب لأيّ مغامرة عسكريّة لأن الرّدّ سيكون على الصّاع بصاعين .
لذلك باتت الدولة العبرية اليوم تردّ على المقاومة عبر تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ضدّ لبنان.
وكما في لبنان كذلك بعد فشلها في تطويع غزة بعد عدوان 2008 باتت تقدّم شكوى ضدّ المنتفضين الفلسطينيّين لاستخدامهم الطّائرات الورقيّة الّتي تحمل مشاعل ناريّة لتحرق حقدهم، وترى معسكرات التّدريب الفلسطينيّة على الحدود المحتلّة تقيم دوراتها ورماياتها في حين كانت طائرات العدوّ بالأمس تحرق الاخضر واليابس عندما تشتبه بمقاوم هنا وفدائيّ هناك.
إنه عصر جديد تُصنع أمتنا بدماء مجاهديها .
ـــــــ مقترحات
-نرى ضرورة الاستفادة من المجتمعات الشّعبيّة الغربيّة فالغرب غربان:
– غرب سياسيّ استعماريّ وهذا يجب مواجته
-وغرب شعبيّ رفضَ الحرب على أفغانستان واحتلال العراق والحرب على لبنان والعدوان على غزة، وهذا غرب شعبيّ يجب أن نبني معه مشروع المستضعفين لمواجهة مشروع المستكبرين.
– ندعو إلى السّعي الحثيث للتّكامل بين دولنا العربيّة والاسلاميّة الكبرى وصناعة سوق مشتركة فيما بينها لتبادل تجاريّ عالي المستوى نستغني فيه عن 90% ممّا نستورده من الغرب ، وهذا يشكّل خطوة أولى صوب التّحرر.
في الختام ، أجدد شكري لماليزيا حكومة وشعبا ومؤسّسات على هذا المؤتمر العظيم الّذي ضمّ ضيوفا ومتحدّثين من قرابة 30 دولة جمعت إضافة إلى ماليزيا الهند وماليزيا وتركيا وايران وبورما ولاوس وبغلاديش ولبنان وسوريا وباكستان وضيوفا من عواصم غربيّة عدّة وقبل كل هؤلاء الوفد الفلسطينيّ المتنوّع صاحب القضيّة وحامل الأمانة .
وإلى لقاء قريب يجمعنا في الأقصى محرّراً ، لنصلّي فيه صلاة الشّكر عند حائط البراق صلاة واحدة خلف إمام واحد حيث صلّى رسول الله إماما بجميع الرّسل والأنبياء.
إنا على موعد يا قدس فانتظري
يأيك عند طلوع الفجر جرّار
جيش تدرّع بالايمان يصحبه
لنصرة الحقّ تأكيد وإصرار
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *