أصغر ضحايا مجزرة نيوزيلندا.. اعتقد أنها لعبة وركض نحو الإرهابي

سلّطت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية الضوء على موكاد إبراهيم أصغر ضحايا مجزرة نيوزيلندا، الذي اعتقد أن الهجوم كان جزءا من لعبة وركض نحو الإرهابي ليقتله الأخير بدم بارد.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن موكاد إبراهيم (3 سنوات) اعتقد أن الهجوم مشهدا من لعبة الفيديو التي يلعبها إخوته الكبار، وبالتالي ركض نحو المسلح، فيما ركض والده وأخوه وسط الفوضى في اتجاهات مختلفة.

وذكرت “واشنطن بوست” أن “عينا موكاد البنيتان الكبيرتان، اللتان كانتا تشعان بالضحك، أُغلقتا إلى الأبد في أثناء نقله إلى سيارة الإسعاف”.

وكان موكاد، حسب وصف الصحيفة، يرتدي جوربين بيضاويين صغيرين، من النوع الذي لا يجعل الصغير ينزلق، عندما ذهب بصحبة أبيه وأخيه إلى مسجد النور في المدينة.

ولا يزال حذاؤه أمام المدخل، حيث تركه عند وصوله لصلاة الجمعة.

ومساء الأحد، كان والد موكاد ما زال ينتظر في المستشفى؛ آملاً أن يلقي نظرة أخيرة على جثمان أصغر أبنائه لأول مرة منذ مقتله، وأن يودعه إلى مثواه الأخير.

وكتب شقيقه الأكبر عبدي (عبد الفتاح) ينعاه على فيسبوك بعد مجزرة نيوزيلندا : “موكاد كان نشيطاً، ومفعماً بالحيوية، ويحب الابتسام والضحك”.

وأضاف “إنا لله وإنا إليه راجعون.. سنفتقدك أخي العزيز”.

موكادي كان الشقيق الأصغر لعبدالفتاح إبراهيم (وسط)

وتسود حالة من الإحباط بين العائلات، بسبب طول المدة الزمنية التي تستغرقها السلطات لتسليم الجثامين إلى ذويهم.

ولد موكاد في نيوزيلندا لعائلة صومالية هربت من الحروب المشتعلة ببلادها منذ أكثر من 20 عاماً.

والجمعة الماضية، استهدف هجوم دموي مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، قتل فيه 50 شخصًا، أثناء تأديتهم الصلاة، وأصيب 50 آخرون، حسب سلطات البلاد.

يُذكر أن السلطات النيوزيلندية تمكنت من توقيف منفّذ مجزرة المسجدين، وهو أسترالي يدعى بيرنتون هاريسون تارانت، ومثُل أمام المحكمة السبت، ووجهت إليه اتهامات بالقتل العمد.

وبدم بارد وتجرد من الإنسانية، سجل الإرهابي لحظات تنفيذه أعمال قتل وحشية، وبث بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في أعنف يوم شهده تاريخ البلاد الحديث، بحسب رئيسة الوزراء.

وعقب الهجوم مباشرة، أظهر مواطنون نيوزلنديون نماذجًا للتضامن مع المسلمين، من خلال بنائهم نصبا تذكاريا لضحايا الهجوم في الشارع الذي يقع فيه المسجد، ووضعوا الورود على النصب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *