أتباع داعش في جيب محاصر بسوريا: “غدا نكون في الجنة”- (فيديو)

حتى وهو يواجه الهزيمة الوشيكة في آخر أرض مأهولة تحت سيطرته في شرق سوريا، بث تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” فيلما دعائيا جديدا يدعو القلة القليلة الباقية من السكان في المنطقة المحاصرة التي تقاسي البرد إلى الإكثار من الدعاء واللجوء إلى الله.

https://www.youtube.com/watch?v=ooAtwtPrSb8

وعلا صوت متحدث عبر مكبر صوت عربة متهالكة وهي تجوب المخيم المتداعي بالقول: “عباد الله حافظوا على الأذكار وأكثروا من الاستغفار عباد الله. وجاهروا بالتوبة والاستغفار عباد الله، لعله عز وجل يجعل لنا مخرجا”.

وتختلف لهجة التسجيل المصور كل الاختلاف عن إنتاج التنظيم سابقا والذي كان يتباهى فيه بالانتصارات بعد سيطرته على نحو ثلث أراضي سوريا والعراق في ذروة قوته في عام 2014، ويدعو أتباعه في أرجاء العالم للانضمام إليه.

وبينما يقر التنظيم بانتكاساته العسكرية في مواجهة حملة عالمية ضده، فهو يستغل الفيلم الجديد أيضا لحث الأتباع على أن يظلوا مؤمنين بالدولة الإسلامية حتى في وقت الشدة.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الثلاثاء إن المعركة الرامية لاستعادة منطقة الباغوز المحاصرة قرب الحدود العراقية، في حكم المنتهية.

وقال عضو في التنظيم أشار إليه التسجيل المصور باسم أبو عبد العظيم والذي تخللت آيات من القرآن حديثه: “غدا إن شاء الله نكون في الجنة وفي النعيم، وهم في الجحيم يحترقون”.

وعلى الرغم من تبدد “الخلافة” التي أعلنها التنظيم في عام 2014، يظهر التسجيل المصور أنه لا يزال متمسكا بزعمه أنه دولة الخلافة صاحبة السيادة على كل المسلمين وأرضهم.

وقال أبو عبد العظيم إن “الكفار” سخروا منهم وأهانوهم لكن الحرب جولات والمعركة لم تنته، مضيفا: “لا يوجد حاكم مسلم على وجه الأرض إلا الشيخ أبو بكر البغدادي حفظه الله”.

كان أبو عبد العظيم متدثرا بمعطف ثقيل ويجلس على الأرض أمام قدر يتدفق منه البخار. وإلى جواره جلس طفل في حوالي العاشرة من عمره وقد بدا عليه الضجر وهو يحملق من تحت غطاء رأس معطفه الثقيل.

حصار

وتفرض قوات سوريا الديمقراطية حصارا على الباغوز منذ أسابيع لكنها أجلت مرارا الهجوم النهائي للسماح بإجلاء آلاف المدنيين، وكثير منهم زوجات وأبناء مقاتلي الدولة الإسلامية. لكنها استأنفت الهجوم يوم الأحد مدعومة بضربات جوية من التحالف.

ويُظهر التسجيل المصور الذي بُث على مواقع تابعة للتنظيم على الانترنت الليلة الماضية، مجتمعا يعيش على أرض زراعية في مساكن مصنوعة من الأغطية والخيام والشاحنات والمقطورات.

ويأكل الرجال ما يشبه الحساء الذي يتم إعداده في قدور على مواقد في العراء بينما كانوا يجلسون على دلاء أو على الأرض. ومع تدفق الآلاف فرارا من الباغوز في الأسابيع الماضية، تحدث الكثيرون عن نقص حاد في الأغذية حيث كان الناس لا يجدون ما يسد رمقهم إلا العشب في بعض الأحيان.

وناشد أبو عبد العظيم أتباع التنظيم ألا يركزوا على الأوضاع الدنيوية مشيرا إلى الذين لا يزالون في الباغوز على أنهم شهداء.

وقال: “إخواني هناك مقياس دنيوي وهناك مقياس أخروي. المقياس الدنيوي واحد زائد واحد يساوي اثنين … أما المقياس الأخروي يختلف. فماذا قال سبحانه وتعالى عن أهل الأخدود؟ ماذا سمى قتلهم؟”.

وبعد اجتياحه المفاجئ لمساحات واسعة من أراضي سوريا والعراق في 2014، أثار التنظيم غضبا عالميا بسبب القتل الجماعي أو الاستعباد للأقليات وبسبب عمليات القتل العلني البشعة.

وقال أبو عبد العظيم إن كل ما كانت تريده الدولة الإسلامية هو تطبيق شرع الله.

وقال: “لماذا نُقصف بالطائرات؟ لماذا تجتمع كل دول العالم الكافر لقتالنا؟ ما هو ذنبنا؟ ما هو جُرمنا؟ لماذا نُحاصَر؟ لماذا نُقصَف ليل نهار والعالم ساكت، بل اجتمعوا على قتالنا وحربنا؟ ما هو ذنبنا ما هو جرمنا. إننا أردنا أن نطبق شرع الله”.

ويحمل التسجيل المصور عنوان “معانى الثبات، من الباغوز” وتاريخ شهر رجب الهجري الذي بدأ في التاسع من مارس آذار، لكن لم يتضح متى جرى تصويره على وجه الدقة.

وعلى مدار التسجيل المصور يظهر عشرات الرجال الذين يغطون وجوههم والصبيان والنساء المتشحات بالسواد بين الحين والآخر وهم يتحركون هنا وهناك في أرجاء المكان.

وتصطف شاحنات صغيرة وخيام على جانبي شارع رئيسي يعج بالحركة في الجيب. ويشق الناس طريقهم في الشارع بالدراجات النارية أو سيرا على الأقدام.

وما زال تنظيم الدولة الإسلامية ينشط في مناطق نائية في أجزاء أخرى من سوريا والعراق ويُعتقد على نطاق واسع أنه سيظل يمثل تهديدا أمنيا كبيرا بعد سقوط الباغوز.

قال رجل ذكر التسجيل المصور أن اسمه أبو عبد الله، متحدثا بلهجة مغاربية بينما وضع قناعا لم يبد منه إلا عينيه “فلا تخافوا يا إخواني، وأبشروا وأحسنوا الظن، الله سبحانه وتعالى ناصر عباده”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *