ماكرون يدعو لفترة انتقالية في الجزائر “معقولة المدة” ولوبان تطالب بعدم منح “التأشيرات” للجزائرين

فرض الملف الجزائري نفسه كأحد المواضيع السياسية الرئيسية في فرنسا خلال الساعات الأخيرة، وذلك في أعقاب إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقه سحب ترشحه لفترة رئاسية خامسة وتأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان من المفترض إجراؤها يوم الثامن عشر من إبريل/ نيسان 2019.

فقد رحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يزور جيبوتي، بقرار بقرار الرئيس الجزائري العدول عن الترشح لفترة رئاسية خامسة؛ داعياً في نفس الوقت إلى “فترة انتقالية لمدة معقولة”. وفي وقت سابق أعرب وزير الخارجية جان ايف لودريان عن أمل باريس في بدء ديناميكية جديدة تستجيب في وقريب للتطلعات الطموحة للشعب الجزائري.

وتلتزم الحكومة الفرنسية الحذر منذ بدء الحراك الاجتماعي في الجزائر الرافض لاستمرار بوتفليقه ونظامه في السلطة؛ معتمدة موقف “لا تدخل ولا تجاهل” الذي أعرب عنه رئيسها إدوار فيليب في وقت سابق.

وفي صفوف الطيف السياسي الفرنسي، علق زعيم اليسار الرديكالي جان ليك ميلانشون على التطورات في الجزائر، قائلا على حسابه على تويتر: “بفضل تعبئته الواسعة، تمكن الشعب الجزائري من تحقيق أحد مطالبه الرئيسية بعدول بوتفليقه عن الترشح لعهدة رئاسية خامسة. أرفع القبعة للشعب الجزائري! وعلينا في فرنسا أن نفكر في ما يحصل في الجزائر!”.

من جانبها، اعتبرت مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، أنها تتفهم الشعب الجزائري وأنه على النظام الجزائري تقديم أجندة واضحة وإجراء انتخابات رئاسية في أسرع وقت، معربة عن خشيتها من أن “انفلات المظاهرات في الجزائر من شأنه أن يقود إلى موجة هجرة نحو فرنسا”.

وعلى هذا الأساس طالبت مارين لوبان في حوار مع قناة “بي ف ام تي في” بـ”توقيف شامل ومؤقت لمنح تأشيرات السفر إلى فرنسا للجزائريين”.

وخلافاً إلى ما لمّح إليه جان ليك ميلانشون، بالمقارنة بين حراك “السترات الصفراء” في فرنسا والحراك الاجتماعي في الجزائر؛ قالت مارين إن “ليس هناك أوجه مقارنة بين الحراكيين؛ معتبرة أن نقطة الالتقاء الوحيدة هي انعدام الديمقراطية في الجزائر وفي فرنسا في عهد ماكرون”.

وتصدر الموضوع الجزائري عناوين الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء، حيث اعتبرت صحيفة “ليبراسيون” أن الجزائريين حققوا انتصاراً أولاً بعدول الرئيس عبد العزيز بوتفليقه عن الترشح “لعهدة خامسة”. وقالت الصحيفة: “بوتفليقه يغير كل شيء قبل أن يرحل”.

صحيفة “لوفيغارو” اعتبرت من جانبها أن: “الجزائر طوت صفحة بوتفليقة”؛ فيما تساءل العديد من المحللين والمراقبين الفرنسيين: بعد تأجيل الانتخابات كم من الوقت سيبقى بوتفليقة وحاشيته في السلطة؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *