جزائريو فرنسا يتظاهرون للأسبوع الثاني ضد استمرار بوتفليقة والنظام

بعد تجمعهم الاحتجاجي نهاية الأسبوعي الماضي عند ساحة الجمهورية بقلب العاصمة الفرنسية، عاد جزائريو فرنسا مجدداً هذا الأحد إلى نفس الموقع للتعبير عن رفضهم “للعهدة الخامسة” للرئيس عبد العزيزة بوتفليقة؛ وذلك بالتزامن مع موعد إيداع بوتفليقة ملف ترشحه لدى المجلس الدستوري.

وردد المتظاهرون النشيد الوطني الجزائري وشعارات مناهضة لبوتفليقة والنظام الجزائري. وإلى جانب الشعارات المعهودة مثل “لا بوتفليقة ولا سعيد”، “يرحل النظام”، “ترحل الجبهة الوطنية”، “الشعب يريد إسقاط النظام”، “سلمية..سلمية”؛ ظهرت شعارات جديدة من قبيل “أويحيى الجزائر ليست سورية” ردا على تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى الذي حذر أمام البرلمان من مصير مشابه لمصير سوريا، حيث قتل مئات الآلاف منذ انطلاق الثورة عام 2011 وأضاف: “قدم متظاهرون سعداء وروداً لرجال الأمن، لكن لنتذكر أن نفس الأمور بدأت في سوريا بنفس الطريقة”.

وأبدى المتظاهرون تصميمهم على مواصلة التعبئة للمظاهرات التي تطبعها السلمية والمزاح لكن مع الصرامة في المطلب الذي يقضي برحيل نظام بوتفليقة الموجود في إحدى مصحات سويسرا منذ الأحد 24 فبراير من أجل استكمال بعض الفحوصات حسب المعلومات الرسمية.

غير أنه وعكس موجة الاحتجاج التي ظهرت يومي الجمعة الماضين على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط ​​بعد الإعلان عن ترشيح عبد العزيز بوتفليقة، يبدو هناك تباين في آراء نحو ال800 جزائري أو مزدوجي الجنسية المقيمين في فرنسا. فهي تبدو مثيرة بسبب حجم المشاركة والشعارات القوية التي تستهدف مباشرة رأس النظام ومحيطه لأول مرة. لكن جزائرين يخشون أن تتحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف كالتي ضربت دول الربيع العربي.

وتزداد حدة الاحتجاجات في الجزائر ضد “العهدة الخامسة” للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي احتفل السبت 2 مارس بعيد ميلاده الثاني والثمانين. ويبدو المشهد مثيرا في الجزائر بعد أن كسر المتظاهرون من مختلف الأعمار والفئات؛ حظر التظاهر المفروض منذ 2001 ونزلوا للشوارع الكبرى يراقبهم عدد كبير من رجال الأمن.

وتدخل رجال الأمن في حالات محدودة تارة لمنع التقاء مظاهرتين وهو ما فشلوا فيه رغم استخدام الغازات المسيلة للدموع.

والتحقت عدة شخصيات وطنية بالاحتجاجات أبرزها جميلة بوحريد 82 سنة وهي إحدى أيقونات ثورة التحرير، ويسعد ربراب رجل الأعمال الملياردير وأكبر المستثمرين في القطاع الخاص.

ويرى مراقبون أن هذه الاحتجاجات الحالية تُعطي نفسا جديدا للديمقراطية في الجزائر، التي لم يتظاهر مواطنوها منذ عشرين سنة للتنديد بالنظام القائم أو الاحتجاج على قراراته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *