كشفت معلومات استخباراتية جديدة أوردتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هدد بقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بالرصاص، قبل عام من اغتياله بطريقة مروعة داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية.
والمعلومات الجديدة وردت في تقرير مكتوب لوكالة الأمن القومي الأميركي التي اعترضت محادثات لابن سلمان في أيلول/سبتمبر عام 2017 تضمنت التهديد بقتل خاشقجي.
ونقلت “نيويورك تايمز” عن المسؤولين الأميركيين والأجانب الذين اطلعوا على تقارير وكالة الأمن القومي بعد أسابيع من اغتيال خاشقجي قولهم إن محمد بن سلمان قال للإعلامي المقرب منه “تركي الدخيل” إنه سيستخدم رصاصة ضد خاشقجي إذا لم يعد ولم يتوقف عن انتقاد الحكومة السعودية.
وكان خاشقجي شرع في تلك الفترة في كتابة مقالات رأي في “صحيفة واشنطن” بوست تتضمن انتقادات للسياسات السعودية، بينما كان ولي العهد السعودي يقوم في المقابل بترسيخ حكمه والتسويق لنفسه في الولايات المتحدة والغرب باعتباره داعية للإصلاح، وفي الوقت نفسه كانت السلطات السعودية تحاول استدراج خاشقجي.
ووفق ما ورد في التقرير، فإن وكالة الأمن القومي الأميركي -المتخصصة في اعتراض المكالمات الهاتفية والمحادثات الإلكترونية- اعترضت قبل ذلك بأيام محادثة أخرى عن الموضوع ذاته بين ابن سلمان ومساعده سعود القحطاني.
وفي هذه المحادثة عبر ولي العهد السعودي لمساعده عن قلقه من تعاظم تأثير جمال خاشقجي، وقال إن مقالاته وتغريداته تشوه صورته كمصلح، وإن انتقادات خاشقجي له مضرة جدًا بما أنها تأتي من صحفي كان يعد في وقت ما مؤيدًا لسياساته.
وجاء في تقرير “نيويورك تايمز” أن القحطاني رد عليه بأن أي استهداف لخاشقجي قد يكون مجازفة وقد يجر غضب العالم على السعودية، ليرد ابن سلمان بالقول “يجب على العالم أن لا يهتم بما تقوم به السعودية إزاء مواطنيها، وإنه لا يريد أنصاف الحلول”.
وأضافت الصحيفة أن المحادثة التي اعترضتها الاستخبارات الأميركية هي الدليل الأكثر تفصيلًا حتى الآن على نية ولي العهد قتل خاشقجي، مشيرة إلى أن محللي استخبارات أميركيين اعتبروا أن محمد بن سلمان ربما لم يكن يقصد حرفيا بكلامه قتل خاشقجي.
في سياق متصل، قدم كل من السناتور الديمقراطي بوب مينيديز وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الخميس تشريعًا شاملًا لمحاسبة السعودية على خلفية مقتل الصحفي جمال خاشقجي ودور التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.
ويمنع التشريع الذي جرى تقديمه أول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بيع أنواع محددة من الأسلحة للسعودية، كما يمنع تزويد الطائرات السعودية بالوقود.
ويأتي تقديم هذا المشروع في الوقت الذي تنتهي مهلة الـ120 يوما الممنوحة لإدارة الرئيس دونالد ترامب من قبل الكونغرس لتحديد دور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي وفقًا لقانون ماغنيتسكي.
يأتي هذا التطور في الوقت الذي قالت مقررة الأمم المتحدة أغنيس كالامار بعد زيارة لتركيا للتحقيق في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي إن “الأدلة التي تم جمعها تظهر أن خاشقجي كان ضحية لقتل وحشي مع سابق الإصرار والتخطيط له وارتكابه من قبل مسؤولين في المملكة العربية السعودية”.