أشار المستشار في البرلمان الاوروبي إلدار ماميدوف في مقالة نشرها موقع “لوبيلوغ” إلى ان احد أهداف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تنظيم مؤتمر وارسو كان “تقويض الإتحاد الاوروبي كأحد المدافعين المتبقين عن نظام عالمي متعدد الأطراف وقائم على القواعد”.
وأضاف الكاتب ان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس طالب الاوروبيين بالتخلي عن الاتفاق النووي مع ايران، ما يعني انه حاول ان كان يملي عليهم انتهاك “النظام العالمي” المذكور. وتابع انه تم اختيار مدينة وارسو لتنظيم المؤتمر لأن مسؤولين أميركيين مثل وزير الخارجية مايك بومبيو، يعتبرون ان دول اوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية تشكل “حلقة ضعيفة” داخل الاتحاد الاوروبي ،وقد تكون مستعدة للوقوف مع الولايات المتحدة ضد “شركائهم الاوروبيين” في ملف إيران وغيرها من الملفات.
ولفت الكاتب إلى ان بعض هذه الدول مثل بولندا والمجر، يحكمها قادة يملكون رؤية عالمية قريبة جداً من رؤية إدارة ترامب، خصوصا على صعيد “امن الحدود” ورفض ادخال المهاجرين وغيرها من الامور. وأردف ان هذه الدول تعتمد بشكل كبير على “الحماية الاميركية” ضد ما تعتبره التهديد الروسي.
الكاتب قال إن “اجتماع وارسو كشف محدودية “التحالف اليميني العابر للاطلسي”، مضيفا انه “على الرغم من محاولات الولايات المتحدة ورئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو وبعض الانظمة العربية جعل المؤتمر هجومي ضد ايران، فان المضيف البولندي ودول اوروبية اخرى كان لهم اولويات اخرى”.
وتابع انه “بالنسبة الى هذه الدول، فان الموضوع الاساس ليس ايران بل تأمين مصالحها الذاتية”،مشيراً إلى ان بولندا تسعى منذ فترة إلى دفع الولايات المتحدة لبناء قاعدة عسكرية على اراضيها”.
الكاتب قال انه “قبل اسبوع من قمة وارسو تبنى مجلس الاتحاد الاوروبي “استنتاجاته” حول ايران، و اصدر بيانا جدد فيه التأكيد على الدعم الكامل للاتفاق النووي مع إيران ورحب بالتزام إيران بالاتفاق، اضافة إلى تأييد انشاء الآلية الخاصة من قبل فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتسهيل التعامل التجاري بين الاتحاد الاوروبي وإيران والالتفاف على العقوبات الاميركية”.
وأضاف ان نبرة البيان تتعارض بقوة مع “شيطنة ايران” التي حاول كل من بنس وبومبيو الترويج لها، لافتا إلى ان بولندا و المجر وايطاليا ايدوا الموقف الاوروبي، وقامت الأولى بايفاد نائب وزير خارجيتها إلى طهران للحد من اي اضرار محتملة للعلاقات الثنائية بين بولندا وايران. ورأى الكاتب ان ذلك يمثل رسالة واضحة لواشنطن، مفادها ان بولندا و المجر غير مستعدة للدخول بخلاف مع الدول الاخرى بالاتحاد الاوروبي حول ايران.
ولفت الكاتب إلى الشجار الذي حصل بين كيان العدو وبولندا مع نهاية قمة وارسو ،وذلك بعد ان اتهم نتنياهو بولندا بالتعاون مع “النازيين بارتكاب ما اسماه بـ”المحرقة”. وقال إن إلغاء رئيس وزراء بولندا زيارته الاراضي المحتلة للقاء المسؤولين الصهاينة لم يكن مفاجئا.
واشار إلى ان بومبيو توجه الى بروكسل بعد قمة وارسو للقاء وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيدريكا موغيريني، وابلغته ان الاتحاد الاوروبي مصمم على انقاذ الاتفاق النووي مع ايران.
وخلص الكاتب قائلا إن “قمة وارسو شكلت فشلا لواشنطن،موضحا ان ذلك لا يعني ان ادارة ترامب وحلفاءها لن يُقدموا على محاولات اخرى لتقويض وحدة الموقف الاوروبي حيال ايران.