مسؤول أمريكي يتوقع قدوم 1500 جندي أوروبي لمساندة 400 أمريكي باقين في سوريا

وكالات: مع تأهب حلفاء واشنطن لإعلان النصر على تنظيم «الدولة» الذي يتحصن مقاتلوه في آخر جيب لهم قرب الحدود العراقية شرقي الفرات، وإعلان البيت الأبيض عن خطط للإبقاء على «قوة حفظ سلام صغيرة» من 200 عسكري في سوريا، قالت قوات يقودها الأكراد في سوريا أمس إنها ستكمل إجلاء آلاف المدنيين من آخر معاقل تنظيم «الدولة» في المنطقة حيث تم أمس إجلاء 2000 من الباغوز، ورحبت بقرار البيت الأبيض ترك «مجموعة صغيرة» من الجنود الأمريكيين في المنطقة بعد تراجع الرئيس دونالد ترامب عن سحب القوات بالكامل.

ويمثل الإعلان تراجعاً جزئياً عن قرار ترامب المفاجئ في كانون الأول/ ديسمبر سحب كل القوات الأمريكية من سوريا التي يبلغ عددها 2000 فرد، مما أثار انزعاج الحلفاء الأكراد، ودفع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس للاستقالة. وشاهد صحافيون قرب خط الجبهة في الباغوز عشرات من الشاحنات تغادر البلدة وهي تقل مدنيين، وأخرى خاوية يرافقها مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم واشنطن. وقال مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية «إن الإجلاء سيكتمل اليوم» (أمس).
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية أمس الجمعة إن الولايات المتحدة ستترك في المجمل 400 جندي في سوريا على أن يتم تقسيمهم على منطقة آمنة يجري التفاوض عليها في شمال شرق البلاد وقاعدة للجيش الأمريكي في التنف قرب الحدود مع العراق والأردن.
وأضاف المسؤول للصحافيين أن المئتي جندي في شمال شرق سوريا سيكونون في إطار التزام بنحو 800 إلى 1500 جندي من الحلفاء الأوربيين لإقامة المنطقة الآمنة ومراقبتها.
وأعلن سناتور أمريكي نافذ أمس الجمعة أن خطة الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بالانسحاب من سوريا تهدف إلى الدفع باتجاه نشر ما يصل إلى ألف جندي أوروبي في ذلك البلد.
وأمضى السناتور ليندسي غراهام الأسابيع الأخيرة يدعو ترامب علنا لتعديل خطة الانسحاب.
وفي حديث لشبكة فوكس نيوز، قال إن المئتي جندي المتبقين سيحفزون الحلفاء الأوروبيين على نشر عدد أكبر من القوات. وقال غراهام إن الجنود الـ «200 سيجتذبون ربما ألف أوروبي».
ورغم أن الوحدة الأمريكية ستكون الآن صغيرة العدد، 200 جندي، يرى زعماء أكراد أن من الممكن أن يكون لها تأثير كبير في مصير المنطقة وذلك بالحيلولة دون حدوث فراغ أمني. وقد تحتفظ واشنطن بالسيطرة على المجال الجوي، ومن المحتمل أيضا أن يعزز الحلفاء الأوروبيون القوة بمزيد من القوات.
واعتبر الباحث السياسي نوار أوليفر أن قرار ترامب بالانسحاب الكامل من سوريا كان قراراً متسرعاً، حيث تغير القرار على مراحل عدة، أولها كان عبر التصريح بإبقاء عدد من الخبراء ثم عدم التخلي عن التنف في منطقة البادية الشامية، وآخرها كان الإبقاء على 200 جندي أمريكي. وبيّن المتحدث لـ«القدس العربي» أن الـ200 جندي الذين تحدث عنهم البيت الأبيض، بحاجة أكيدة إلى فريق خدمي لذا من الطبيعي أن يكون عدد الكوادر الأمريكية أكثر من 200.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *