هل تفلت إلهان من تهمة «اللاسامية» التي أعدّها «البيت اليهودي»؟

لماذا نهتم بعضوة الكونغرس الأمريكي إلهان عمر التي قالت إن «الايباك» تقوم بشراء تأييد أعضاء الكونغرس لإسرائيل، في الوقت الذي يشهد فيه أحد أبناء البيت في اللوبي الأمريكي على قوته الكبيرة. الصحافي مهدي حسن كتب في صحيفة «الانترست» عن لقاء بين ستيفن روزن، الذي هو شخصية كبيرة سابقة في الايباك، والصحافي جفري غولدبرغ في عام 2005. «هل ترى تلك المحجبة»، سأل روزن، «الايباك وفي 24 ساعة، يمكن أن تحصل ضدها على توقيع 70 نائباً في مجلس الشيوخ».
هذه قوة مفسدة يمكن أن تقض مضاجع كل يهودي عقلاني، فالحديث هنا لا يدور عن دولة فقيرة يمكن إملاء سياستها عليها، سواء بالقوة أو التمويل، بل يدور عن الدولة العظمى في العالم. ماذا بعد، عندما يدور الحديث عن 70 سناتوراً من أصل 100، فإن 70 في المئة من مجلس الشيوخ هم في جيب الايباك. ولكن ما الذي سيحدث إذا تبدلت الأمور والنازيون الجدد الذين، حسب ترامب، في أوساطهم أشخاص جيدون أيضاً، تسلموا مواقع رفيعة؟ هل سيتهم في حينه اليهود بكل علل الولايات المتحدة؟
في هذه الأثناء قلبي مع عضوة الكونغرس إلهان التي اعتقدت أنها تعيش في دولة ديمقراطية وأنه يمكنها القول للجمهور ما الذي تشاهده. يمكن التقدير أنه قبل بضع سنوات حظيت إلهان برؤية مرشحي الحزب الجمهوري وهم يطرقون باب الثري اليميني المتطرف شلدون ادلسون من أجل أن يحصلوا على دعمه، المالي بالطبع.
تقديري هو أن إلهان عمر أيضاً لاحظت هذا الشيء الغريب الذي، باستثناء جدعون ليفي، لم يهتم به أي أحد في إسرائيل، وهو أن كل الشخصيات الرفيعة في طاقم الشرق الأوسط للبيت الأبيض هم من اليهود؛ ليسوا يهود «السلام الآن» لا سمح الله، بل يهود «البيت اليهودي». الفلسطينيون المساكين لم يكن باستطاعتهم الاحتجاج على ذلك خوفاً من الايباك، الأمينة على إصدار ملصقات «لاسامي» لكل من يتجرأ على انتقاد إسرائيل.
الرئيس ترامب في الوقت الحالي غاضب من إلهان عمر: «يجب عليها الخجل من نفسها، كان هذا تصريحاً فظيعاً لها»، قال. ولكنه نسي كما يبدو أنه عشية انتخابه في 2015 قال للمشاركين في مؤتمر التحالف اليهودي الجمهوري: «أنتم لا تؤيدونني لأنني غير مستعد لأخذ المال منكم». تصريح ترامب هذا جسد في داخله العنصرين الأكثر أهمية، أن اللاساميين ألصقوا باليهود خلال مئات السنين: التمويل والسيطرة. هذه المقولة التي أشار إليها حيمي شليف في حينه: «وكأن اليهود لا يستطيعون دعم مرشح لا يستطيعون شراءه»، مرت هنا تقريباً بصمت كامل. وفي المثل العربي يقولون «ضرب الحبيب زبيب».
عمر الآن بعد أن رقصت الشياطين حولها، تراجعت عن تغريدتها. سيكون عليها فعل الكثير من أجل الإثبات بأنها ليست لاسامية. وأن ما تشاهده هو مجرد سراب. والحقيقة يجب أن تقال: تراجعها هو وصمة على جبين اليهود العقلانيين، سواء في إسرائيل أو في أمريكا، فتطهير الإسطبلات من داء اليمين الإسرائيلي هو في المقام الأول دور اليهود العقلانيين.
لماذا نقوم بإلقاء مهمة تطهير الإسطبلات على إلهان عمر؟ ولماذا نقوم بإلقاء العمل الأسود على الأغيار بدلاً من التشمير والبدء بالعمل؟ ومثلاً البدء بإرسال عشرات آلاف التوقيعات على بطاقات تقول «نشد على يديك، يا إلهان البطلة».
وإذا لم يكن ذلك، فإن إلهان عمر ستقول لنفسها «ما لي ووجع الرأس هذا؟» وستعود إلى البيت. في حين أنكم، أيها الديمقراطيون اليهود، ستواصلون تنفيذ أوامر الحلف المجنون لليمين الإسرائيلي والأمريكي وستستمرون في إرسال أبنائكم إلى المهمات الفظيعة في المناطق المحتلة. وإذا قالت اوشراك كوتلر إن هذا بسبب الاحتلال فسترجمونها بدلاً من رجم الاحتلال. عبقرية كهذه الاحتلال فقط يمكنه اختراعها.

عودة بشارات
هآرتس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *