وزير الأمن الصهيوني الأسبق يحذر من انهيار السلطة الفلسطينية

حذر وزير الأمن الأسبق عمير بيرتس، من انهيار السلطة الفلسطينية نتيجة تسمين المستوطنات ومواصلة الضغط المالي والسياسي عليها، بالتزامن مع تسريبات عن قرب نشر جهات أممية “القائمة السوداء” للشركات الفاعلة مع الاستيطان .

وقال بيرتس للقناة الإسرائيلية الرسمية، ان إسرائيل أكبر المتضررين من انهيار وشيك للسلطة الفلسطينية، وتابع: “لم يكن ممكنا أبدا اكتشاف قاتل الفتاة المستوطنة في (غوش عتصيون) قبل أيام دون تعاون استخباراتي وتنسيق أمني مع السلطة الفلسطينية.”

وكانت القناة الإسرائيلية 13 قد بثت شريطا عن عملية اعتقال الشاب الفلسطيني من الخليل، المتهم بقتل الفتاة المستوطنة على خلفية قومية، يظهر فيه قيام وحدة خاصة بمداهمة مسجد بعد صلاة الفجر بناء على معلومات استخباراتية دقيقة حازت عليها بنفس يوم القتل.

وكشفت مصادر في إسرائيل عن أن مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، يعمل على بلورة “القائمة السوداء” للشركات العالمية والإسرائيلية ذات العلاقة بالمستوطنات وتضم القائمة 130 شركة إسرائيلية و60 شركة دولية.

وتشمل “القائمة السوداء” أسماء كل الشركات الفاعلة بشكل مباشر أو غير مباشر في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلتين. وقال موقع “واي نت” الإسرائيلي، إن الولايات المتحدة تحاول تغيير صياغة المبادرة وجعلها أخف وطأة، وكذلك حاول الاتحاد الأوروبي التوصل إلى تسوية يتنازل الفلسطينيون من خلالها عن مطلب تحضير “القائمة السوداء”، لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وتم تبني المبادرة بجميع بنودها.

وبعد التهديد بإدراج شركة المياه الإسرائيلية “ميكوروت” على القائمة السوداء، أبلغت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان شركات إسرائيلية أخرى أنها تنوي نشر القائمة السوداء للشركات العاملة في المستوطنات في الضفة والجولان، وذلك خلال الاجتماع الأربعين لمجلس حقوق الإنسان في الشهر المقبل.

وحسب المصدر الإسرائيلي فإن نشر القائمة سيتم رغم الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة وإسرائيل، علما أن إحدى الشركات الإسرائيلية التي حصلت على بلاغ بأنها مدرجة ضمن القائمة، هي شركة الاتصالات والكوابل “هوت”.

ويؤكد “واي نت” أن المديرة العامة لشركة “هوت”، طال غرانوت غولدشطاين، توجهت برسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومدير عام وزارة الخارجية يوفال روتم، قالت فيها: “نعتقد أن هناك مصلحة وطنية أولية في منع نشر القائمة، مما قد يعرض الشركات للإجراءات القانونية ويجعل الاستثمار يهرب من دولة إسرائيل”. وطالبت في الرسالة تدخل وزارة الخارجية وحكومة الاحتلال “للتعامل مع هذه القضية الهامة ومنع نشر القائمة”، مستعرضة في رسالتها الطلبات التي تلقتها من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان.

كما أوضحت المديرة العامة لشركة “هوت”، أنه بموجب الاستشارة القانونية التي حصلت عليها الشركة، فإن نشر القائمة، وكذلك الإجراءات المستقبلية التي قد يتخذها مجلس حقوق الإنسان ضد الشركات الإسرائيلية والأجنبية العاملة بالمستوطنات، قد تعرض الشركات للإجراءات القانونية أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أو هيئات قضائية أخرى.

يشار إلى أنه في 22 أيلول/سبتمبر 2018، تلقى كبار الموظفين في شركة “هوت” وشركة “الطيس” رسالة رسمية مفادها أنه وفقا لقرار مجلس حقوق الإنسان، فإن اللجنة تعد قائمة بالشركات التي تعمل في المستوطنات، إذ تم تبليغ الشركة كونها تقدم خدمات اتصالات وبث للمستوطنات. ومن بين الشركات الإسرائيلية التي حصلت على بلاغات شبيهة ترجح إدراجها على “القائمة السوداء”، بنك هبوعليم، وبنك لئومي، وشركة الاتصالات “بيزك”، و”بيزك بينلئومي”، وشركة المشروبات كوكاكولا، وشركة “أفريقيا يسرائيل”، وشركة الأدوية “تيفع”، وشركة “أي.دي.بي”، وشركة المواصلات “إيجد”، و”نطيفيم”، و” إيلبت”، و”أهافا”، و”دور ألون”، و”أمسيراغاز”، و” مأفيوت أنجل”، و”أريسون هشكعوت”، و”اشدار”، و”كلال تعسيوت”، و” كفيه كفيه”، و”سلكوم”، و”دانيه سيبوس”، و”الصناعات الجوية”، و”متريكس معرخوت”، و”موترولا”، و”نيشر”، و” بارتنر”، و”باز”، و”رامي ليفي”، و”ريمكس”، و”شيكون بينيو”، و”سوبر سال”، و”تريما” و”سونول”.

وفي سياق متصل قال رئيس حزب “مناعة لإسرائيل”، بيني غانتس، يوم الإثنين، إن الكتلة الاستيطانية “غوش عتصيون” هي “ذخر استراتيجي” لإسرائيل.

وكان غانتس قد توجه، يوم الاثنين، إلى عائلة المستوطنة أوري أنسباخر، التي قتلت الأسبوع الماضي، لتقديم التعازي، ثم قام بجولة في الكتلة الاستيطانية، كما زار كيبوتس “كفار عتصيون”، وكتب بضعة ملاحظات على كتاب الضيوف تعكس جزءا من رؤيته السياسية، وما يتصل منها بالاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.

واعتبر غانتس أن الاستيطان بمثابة “تحقيق حلم”، وإن “ما فعله المستوطنون في الكتلة الاستيطانية، والمتحف لتأكيد التراث وتوريثه لأجيال قادمة جدير بالتقدير. كما أشار بشكل صريح إلى مستقبل الكتلة الاستيطانية قائلا: “هذه الكتلة الاستيطانية هي ذخر استراتيجي وروحاني واستيطاني وأمني معا. وستبقى كذلك للأبد”.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المدير السابق لمدرسة في “كفار عتصيون”، يارون روزنطال، المرافق لغانتس في جولته، قوله إنه على ثقة بأن غانتس وحزبه سيواصلون تعزيز “مشروعنا الطلائعي الاستيطاني”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *