لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو.. هل يمكن أن تفضي لشيء؟

تلتقي الفصائل الفلسطينية في موسكو في 11 فبراير/ شباط، وسط آمال ضعيفة بأن تفضي اللقاءات إلى تحقيق اختراق في ملف المصالحة المتجلد، لكن قد تجدد المساع المصرية لاستئناف الحوارات.

ويرجع مراقبون سياسيون إلى عدم تفائلهم بنجاح اللقاء إلى أن الفجوة بين الطرفين كبيرة آخذة بالاتساع نحو الانفصال، وأي محاولة خارج الاطار المصري لن تلقى نجاحا.

ومن المنتظر أن يعقد اللقاء وسط تصاعد حدة الأزمة بين الطرفين، عقب رفض حركة فتح الدعوة المصرية لعقد لقاءات مباشرة مع حماس على هامش تواجد فصائل منظمة التحرير في اجتماع البرلمان العربي الذي انعقد السبت في القاهرة، وبالتزامن مع تواجد حركتي حماس والجهاد للتباحث بشأن التهدئة مع إسرائيل. وقال مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية عزام الأحمد في تصريحات إعلامية، في اطار رده على الدعوة المصرية “لن نقبل لقاءات ثنائية مع حماس قبل ان نستلم القطاع”.

ويجري لقاء موسكو أيضا وسط الدعوة من المجلس الثوري لحركة فتح، الذي أنهى اجتماعاته اليوم السبت، لتسريع المشاورات لتشكيل حكومة فتحاوية يرأسها عضو من اللجنة المركزية للحركة، وتحضير السلطة لقطع رواتب موظفي القطاع لزيادة الضغط على حماس.

ويرى محللون سياسيون أن دخول الروس على ملف المصالحة الفلسطينية يأتي لوضع موطئ قدم لها في الملف الفلسطيني الداخلي لتعزيز تواجدها بالمنطقة عقب انتصارها في سوريا، ولتراجع الدور الأمريكي بالمنطقة.

محللون سياسيون: دخول الروس على ملف المصالحة الفلسطينية يأتي لوضع موطئ قدم لها في الملف الفلسطيني لتعزيز تواجدها بالمنطقة ولتراجع الدور الأمريكي

من جهته، قال المحلل السياسي، الدكتور أحمد العزم، في حديث مع “القدس العربي”، “إن أي لقاءات تحدث خارج مصر يصعب أن ينتج عنها شيء، وفي حال نتج شيء سيتم تاجيله حتى يكون لها اطار مصري”.

واوضح أنه لا يوجد ما يتم مناقشته فلسطينيا، فالامور واضحة، السلطة تريد غزة كاملا، وحماس تريد من السلطة أن تتولى تقديم المصاريف والخدمات دون أن تتخلى عن سيطرتها، لذلك دون أن يكون هناك شيء كبير يحدث لن تتغير هذه المواقف.

وأشار إلى أن حوار روسيا قد ينتج عنه تاجيل تشكيل الحكومة أو شكلها وتركبيتها.

واستبعد العزم أن تكون الدعوة المصرية للفصائل، محاولة لقطع الطريق أمام أي محاولة روسية لاخذ ملف المصالحة من يد المصريين، لافتا إلى أنه لا يوجد احتمالية لتوقيع اتفاق، وبالتالي لا يمكن القول إن الاطار المصري فشل، لذلك لا تزعج هذه الدعوة مصر.

واعتبر نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم، في حديث مع “القدس العربي” أنه مجرد انعقاد المؤتمر خطوة ايجابية لدفع عجلة المصالحة الفلسطينية المتعثرة، مضيفا أن أهمية اللقاء تكمن بأنه اللقاء الأول الذي سيجمع حماس وفتح عقب تفجير موكب رئيس الوزارء الدكتور رامي الحمد الله في قطاع غزة. لذلك نعتبره خطوة مهمة قد تفتح مجالا لاستئناف المصالحة التي تقودها مصر.

وأشار إلى أن المؤتمر الذي وجه بدعوة من مركز أبحاث معهد الاستشراق للدراسات، التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، ولوزارة الخارجية الروسية، ليس بديلا عن الجهود المصرية، ويأتي كدورا مساندا لها. ولفت إلى أن وزير الخارجية الروسي سيلتقي في 12 الشهر مع الفصائل الفلسطينية بغية حثها على التوصل لاتفاق.

من جهته، قال المحلل السياسي، هاني حبيب، في حديث مع “القدس العربي”: إن من يملك ملف المصالحة الفلسطينية والتهدئة مع إسرائيل هي مصر، واي محاولة خارج ذلك لن تفلح بتحقيق نتائج حقيقية لانهاء الانقسام، مضفيا ان مصر طيلة مساعيها وثقلها لم تفلح بتحقيق اختراق حقيقي في ملف المصالحة لذلك من المستبعد أن تنجح روسيا أو غيرها بتحقيق التقارب المطلوب.

واشار الى ان التدخل الروسي، جاء عقب فشلها بالدخول على ملف المفاوضات بعقد لقاء ثلاثي بين الرئيس الفلسطيني والاسرائيلي والروسي، لذك تحاول ان تجد لها مكانا ودورا في الملف الفلسطني من خلال الصعيد الداخلي “المصالحة”.

وأوضح أن الدعوة المصرية لعقد لقاءات بين الفصائل الفلسطينية منفصلة عن الدعوة الروسية، حيث تتواجد حركتي الجهاد الاسلامي وحماس في مصر لبحث شأن التهدئة، بينما بقية الفصائل موجودة للمشاركة في اجتماع البرلمان العربي الذي سيعقد بالقاهرة، لذلك تحاول مصر على هامش ذلك عقد لقاءات باعتبار ان الجميع موجود بالقاهرة.

وقال استاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، عماد غياظة، في حديث مع “القدس العربي”: إن لا يمكن التعويل على اللقاء باحداث اختراق، الا اذا كان هناك ضوء اخضر اسرائيلي لروسيا، من خلال عقد صفقة اسرائيلية روسية تتيح لروسيا التحرك باحداث تقارب في الملف الفلسطيني والتهدئة، يقابلها صفقة ما حول سوريا”.

واضاف ان التحرك الروسي ياتي لملأ الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، لذلك أرجأت روسيا زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية لموسكو إرضاءا للرئيس محمود عباس الذي قطع علاقته مع الولايات المتحدة الامريكية لتعزيز دورها، اضافة الى ان القيادة الفلسطينية تمكست في هذه الدعوة للتلويح امام الولايات المتحدة بان البديل الروسي موجود.

وأوضح انه لا يوجد بديل عن الدور المصري في هذا الملف، لكن الدعوة الروسية حركة الملف مصريا وعربيا، لذلك قد تستفيد مصر من هذا الدعوة الروسية لتجديد اللقاءات بين الحركتين “فتح” و”حماس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *