تصاعد الأزمة بين المغرب والسعودية… والرباط تستدعي سفيرها «للتشاور»

كشف تبادل المغرب والسعودية الضربات على حلبة الإعلام ووسائل الاتصال الرسمية وشبه الرسمية مرور العلاقات بأسوأ ازمة بينهما.

ونشرت القناة المغربية الرسمية الثانية على حسابها في «تويتر» خبراً حول آخر التحقيقات حول مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وذلك في إطار الحرب الإعلامية المكشوفة والتي باتت تحت الحزام، بعد بث قناة «العربية» السعودية تحقيقا حول نزاع الصحراء اعتبره المغرب انحيازا لجبهة البوليساريو التي تسعى لفصل الصحراء الغربية عن المغرب وإقامة دولة مستقلة عليها.

وأعادت وسائل الإعلام المغربية هجمة قناة «العربية» على المغرب كرد على ظهور وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في برنامج «بلا حدود» على شاشة قناة «الجزيرة» القطرية التي تعتبرها الرياض «عدوا»، إضافة لما أعلنه بوريطة في الحوار من مواقف لا تحمل أي تأييد او دعم لسياسات الرياض.
واحتجاجا على بث قناة «العربية» لتقريرها استدعت الرباط للتشاور سفيرها لدى الرياض مصطفى المنصوري. وتحدث مسؤولون حكوميون مغاربة عن اعتماد المغرب موقفا جديدا تجاه التحالف العربي بقيادة السعودية، الذي يشن حربا على اليمن منذ 2015.
ووصفت القناة المغربية الثانية اختطاف ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بـ»الجريمة الوحشية». وقالت إن الأدلة كلها تثبت تورط النظام السعودي. وكتبت على حسابها الرسمي في «تويتر»: «الأدلة التي تم تجميعها عقب زيارة المبعوثة الأممية الخاصة بالتعذيب خارج القانون، تؤكد مقتل خاشقجي بشكل وحشي على يد مسؤولين في النظام السعودي».
وتمر العلاقات المغربية السعودية بأزمة صامتة منذ عدة سنوات، لكن الطرفين تحاشيا التصعيد او الحديث عن هذه العلاقات. وتظهر المواقف المغربية من مختلف القضايا التي تهم السعودية، عدم ارتياح الرباط لسياسات العربية السعودية الداخلية والإقليمية والدولية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في المملكة.
ونأت الرباط بنفسها عن الحرب السعودية الإماراتية على اليمن، وأوحت بامتعاضها من اعتقال أمراء ورجال أعمال سعوديين، وتبنت موقفا محايدا وغير منحاز تجاه قرار السعودية بقيادة تحالف لفرض الحصار على قطر، والتعبير عن عدم الاستعداد لاستقبال ولي العهد السعودي حين قام بجولة عربية في الخريف الماضي.
وإضافة إلى «لعب» الرياض ورقة النزاع الصحراوي وتبني إعلامها أخيرا موقفا مناهضا للمغرب ووحدته الترابية، لم ينس المغاربة الموقف السعودي بعدم تأييد ملف ترشيح المغرب لمونديال 2026 ، بل ذهبت بعيدا بعدم الاكتفاء بدعم الملف الأمريكي، بل بحشد المؤيدين لهذا الملف .
وتستبعد الأوساط السياسية في العاصمة المغربية عودة الوئام إلى العلاقات بين الرباط والرياض بعد أن تحاشى مسؤولو البلدين طوال الفترة السابقة اللقاء أو الاتصال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *