نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالاً لمّعت فيه صورة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ورأت فيه أن الأخير يعتبر في واشنطن وفي”تل أبيب” إحدى الشخصيات الأكثر تأثيرًا في المنطقة، آسفة لأنه ابن زايد لا يحظى باهتمام معظم الإسرائيليين”، وأضافت”خلافا للسيسي، أبو مازن، والملك عبد الله، فإن ولي عرش الإمارات العربية المتحدة لا يعتبر زعيما يسعى إلى الحفاظ على الوضع الراهن، بل يعتبر مسؤولا يعمل على إحداث تغييرات”.
وتابعت الصحيفة في المقال الذي كتبته المتخصصة في الشؤون العربية ورئيسة تحرير موقع “المصدر” شيمريت مئير: “الإمارات العربية المتحدة هي دولة صغيرة ذات اقتصاد كبير، رغم هذا فإن تأثير ابن زايد يتعدى حدود أبو ظبي أو دبي. فقد جعل من الإمارات الغنية بالنفط في الصحراء العربية نموذجا عربيا جديدا يتضمن: اعتدالا دينيا، معارضة التطرف، سياسة خارجية “نشطة وجريئة”، والأهم أنه يتضمن الأموال والمصالح التجارية، وحقيقة أنه يعمل كالأخ الأكبر والمرشد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تزيد من مكانته وتأثيره. يعتبر ابن زايد معاديا للتوجه الإيراني، الحرب الضروس والفاشلة في اليمن والحرب الباردة والفاشلة أيضا مع قطر، فيما يتعلق بالعلاقات مع “إسرائيل” ويهود الولايات المتحدة، يسير السعوديون في الطريق التي يضعها ابن زايد، الذي لديه علاقات متواصلة مع إسرائيليين كثيرين”، وفق قولها.
وأضافت الصحيفة أن “أبو ظبي هي مركز مصالح تجارية عالمي، ويعيش فيها مهاجرون وعمَّال أجانب من 200 دولة بينهم مسيحيون كُثر، وهي أشبه بـنيويورك في شبه الجزيرة العربية”.
“يديعوت” توقّفت عند زيارة بابا الفاتيكان للإمارات قبل أيام، فقالت “ابن زايد استضاف هذا الأسبوع البابا، الذي حظي باستقبال باهر، تضمن تغطية إعلامية ملفتة في الغرب، وتعزيزا لمكانة ابن زايد بصفته أمير التسامح، في منطقتنا التي تتعرض فيها الأقلية للمطاردة، ولم يبق فيها مسيحيون كثيرون، تجدر الإشارة إلى أن التقاء عشرات الأشخاص في حفل جماهيري واسع يرأسه البابا، في دولة إسلامية، جدير بالتقدير”، حسب تعبيرها.
وقالت مثير إن “الإمارات العربية المتحدة في عصر ابن زايد ليست موقعا استثنائيا من الازدهار والتنوع فحسب، بل هي أشبه بمختبر تُفحص فيه الأهداف والعمليات، ربما هي الموقع الوحيد في الشرق الأوسط، فيما عدا “إسرائيل”، الذي يختار الأشخاص الهجرة إليه من دول الغرب أيضا.. فيها فرص عمل، ماركات عريقة لا يمكن إحصاؤها، ومتحف اللوفر وجوجنهايم في أبوظبي”.
وفي ختام المقال، نوهت الصحيفة إلى ما أسمته “العلاقات الدافئة بين “إسرائيل” والإمارات العربية المتحدة في التسعينات”، وقالت “في السنوات الأخيرة تطورت وتعززت جدا دون الأخذ بعين الاعتبار القضية الفلسطينية، وذلك استنادا إلى المصالح التجارية والعداء المشترك لإيران، كما شكلت العلاقات مع ترامب والعامل المشترك في واشنطن سبب دعم إضافي لتعزيز العلاقات”.
الصحيفة زعمت أن القضية الفلسطينية “مصدر عبء لدى العرب”، لافتة نقلا عن صهيوني أميركي كانت له علاقات مع ابن زايد أن الأخير يسعى لعلاقات “هادفة” مع “اسرائيل”، على الرغم من التحفظ بشأن القضية الفلسطينية.