استمرت في جمهورية مالي أمس هزات الخطاب الذي ألقاه الإمام والداعية الكبير محمد ديكو، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في مالي، أمام عشرات الآلاف من مسلمي مالي الذين تنادوا لدعوته، وأعلن فيه رفضه لسياسات الحكومة.
فقد تحدى الشيخ محمد ديكو لأول مرة حكومة مالي، معلنا رفضه «لتدريس الثقافة الجنسية للأطفال في المدارس»، داعيا في الوقت نفسه لإعادة تأسيس حقيقية لجمهورية مالي المسلمة تستند إلى قيمها الدينية والاجتماعية».
خلفية الحراك التحضير لتطبيع العلاقات بين مالي وإسرائيل
وتشهد الساحة المالية الإسلامية حاليا حراكا وانتفاضة ذات خلفيات متعددة بينها الإعلان عن زيارة قريبة مرفوضة شعبيا، سيقوم بها رئيس الحكومة المالية لإسرائيل، قافيا أثر الرئيس التشادي الذي طبع علاقات بلاده مع الدولة العبرية.
وسدد الإمام محمد ديكو نيران هجومه على رئيس وزراء مالي سومايلو بوباي مايغا قائلا «نرفض قانون إدراج الثقافة الجنسية في المدارس، كما يريد ويسعى له رئيس الحكومة سومايلو الذي لا هم له سوى تغيير الأعراف، فهو الذي سن جميع القوانين السيئة التي عرفتها مالي».
وتراجعت حكومة مالي الشهر الماضي، بعد انتفاضة إسلامية ومسيحية مضادة، عن سن قانون ينص على «إدراج الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية لمدارس مالي».
وهاجم الإمام محمد ديكو فرنسا ووصفها «بالقوة الاستعمارية والامبريالية الغاشمة المنغرسة التي ترفض أن تترك لنا وطننا وحريتنا، وقال «لن نقبل بأن تحكمنا فرنسا أمس ثم نراها تحكمنا اليوم ثم تبقى مهيمنة على رؤوسنا للأبد».
وأضاف «إذا بقيت فرنسا بهذه الهيمنة فإن الرفض الذي نعلنه اليوم قد يتحول إلى فوضى»، مشيرا إلى الاحتجاجات التي شهدتها من قبل مدن مالية بينها العاصمة، وطالب فيها المتظاهرون بمغادرة القوات الفرنسية المحتلة لأراضي مالي والتي اعتبر المحتجون وجودها نمطا من الاستعمار الجديد.
وبهذه الانتفاضة الإسلامية الجديدة وسط العاصمة باماكو، يصبح نظام إبراهيم كيتا الذي تسيره فرنسا، بين فكي كماشة، حيث أنه يواجه انتفاضة الطوارق في الشمال، كما يواجه نشاط المجموعات الجهادية المسلحة.