“نيويورك تايمز”: تقرير للاستخبارات الاميركية يناقض مواقف ترامب الدولية

رجح تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” أن لا تتخلّى كوريا الشمالية عن “مخزونها النووي” ولن تتخذ إيران الخطوات المطلوبة لانتاج قنبلة، مشيرا إلى ان التقييمات هذه تتناقض بشكل مباشر مع مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيال كل كوريا الشمالية وإيران.

الصحيفة تناولت التقرير الاستخباراتي الاميركي الجديد لهذا العام حول ما يسمى بـ”التهديدات العالمية”، ولفتت إلى “التهديد الالكتروني المتزايد من قبل روسيا والصين”، موضحا ان العلاقات بين موسكو وبيكن هي اقوى من اي وقت مضى منذ منتصف الخمسينيات.

وأضافت الصحيفة ان التقييم الاستخباراتي الاميركي اعتبر ان سياسة اميركا التجارية والاحادية التي تعد من اهم سمات نهج ترامب تحت مسمى “اميركا اولاً”، أدت إلى توتير العلاقات مع حلفاء واشنطن التقليديين ودفعت “بشركائها اجانب” إلى البحث عن “علاقات جديدة”.

وذكرت تصريح لمدير الاستخبارات الوطنية الاميركية دان كوتس أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الاميركي، الذي توجه للمشرعين الاميركيين قائلا إن تنظيم “داعش” سيستمر “باذكاء العنف” في سوريا”. ولفتت الصحيفة إلى ان التقرير الاستخباراتي ايد هذا الكلام، وجاء فيه ان هناك آلاف المقاتلين التابعين لـ”داعش” في سوريا و العراق، اضافة إلى 12 شبكة تابعة للتنظيم حول العالم.

ولفتت الصحيفة إلى ان ما ورد في التقرير يتناقض مع كلام ترامب، مذكرة بما قاله الاخير الشهر الفائت عن تحقيق “الانتصار ضد داعش” وسحب القوات الاميركية من سوريا.

وفي الملف الكوري الشمالي، أشارت الصحيفة إلى توقعات بان يلتقي ترامب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون الشهر المقبل لعقد جولة جديدة من المفاوضات بهدف “التخلص من الأسلحة النووية” لدى كوريا الشمالية، وذكّرت بما قاله ترامب عقب اجتماعه الاخير مع كيم الذي عقد العام الماضي في سينغافورة ان ” لم يعد هناك اي تهديد نووي من كوريا الشمالية”.

الصحيفة قالت إن “كوتس ناقض هذا التقييم وأكد ان قادة كوريا الشمالية يرون ان الاسلحة النووية ضرورية من أجل بقاء النظام”. وتضمن التقييم الاستخباراتي كلام مماثل : “كوريا الشمالية ستعمل على الاحتفاظ بقدراتها في مجال اسلحة الدمار الشامل ومن المستبعد ان تتخلى بيونغ يانغ بالكامل عن اسلحتها النووية وقدراتها على انتاج هذه الاسلحة”.

كما لفتت الصحيفة إلى ما قالته مديرة الـ “CIA” جينا هاسبل امام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الاميركي ان “بيونغ يانغ ملتزمة بانتاج صاروخ نووي بعيد المدى يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة”.

أما في الملف الإيراني، فقد نقلت الصحيفة عن كوتس ادعاءه ان “طهران دعمت بشكل مستمر الارهاب في أوروبا والشرق الاوسط، واشارت إلى انه “ناقض احد أهم مواقف ترامب حول قيام ايران “بانتهاك روح” الاتفاق النووي”، وقالت إن “كوتش اكد ان طهران واصلت الالتزام بهذا الاتفاق حتى بعد ان اعلن ترامب انسحابه في شهر أيار/مايو الماضي”.

وتابعت ان “الجزء الأكبر من الجلسة امام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الاميركي ركز على “التهديدات الالكترونية” من روسيا والصين بشكل خاص”، مشيرة إلى ان التقييم الاستخباراتي حذر من ان الصين باتت قادرة على تنفيذ هجمات الكترونية “فاعلة” ضد البنية التحتية الاميركية، كما تمتلك بكين القدرة على قطع أنابيب نقل الغاز.

ولفتت الصحيفة إلى ما ورد في التقييم الاستخباراتي الاميركي ان روسيا تعمل على بناء قدرات في مجال الحرب الالكترونية تمكنها من الحاق أضرار بالبنية التحتية المدنية والعسكرية بالولايات المتحدة “في وقت الازمة”.

وقالت ان التقييم الاستخباراتي الاميركي يرسم مشهدا يختلف بشكل كبير عن مواقف ترامب، مشيرة إلى ان التقييم الاستخباراتي لم يتضمن اي اشارة تدعم بناء جدار على الحدود مع المكسيك، ولم يذكر المكسيك إلا بعد ان تطرق الى عدد كبير من الملفات الاخرى. ولمحت الصحيفة إلى تناقض التقرير مع مواقف ترامب، مذكرة ان الاخير صرح ان الجدار مع المكسيك من اهم القضايا في مجال الامن القومي الاميركي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *