إسرائيل وسياسة نهب أراضي الفلسطينيين في الضفة

هل مسموح لليهود الذين يحافظون على الوصايا إطلاق النار في يوم السبت المقدس. بالطبع نعم. فهذه هي الوصية الـ 11. ومن المفضل أيضاً إطلاق النار على الظهر والقتل المتعمد، عندما يتعلق الأمر بشخص عربي يشوش وصية «قم بسرقة أرضهم كي تعيش في فيلا». هكذا تم قتل حمدي النعسان من قرية المغير. المتهمون بالقتل جاءوا من إحدى البؤر الاستيطانية التي ولدتها مستوطنة شيلو في العشرين سنة الأخيرة. من المهم معرفة كيف ستبرر الشرطة في هذه المرة عدم عثورها على المتهم بالقتل. أو كيف ستشرح المدعية العامة تغيير التهمة من القتل المتعمد إلى القتل، وبعد ذلك إلى دوس على أزهار برية.
في شهري أيلول وتشرين الثاني اشتكى المحامي إلياس خوري لدى المستشار القانوني العسكري في يهودا والسامرة بأن مستوطني شيلو يطردون بتهديد السلاح سكان قرية قريوت من أراضيهم، ويسيطرون عليها بعد ذلك. المستشار القانوني قال له إن المستوطنين في شيلو ليسوا من مسؤوليته. والشرطة من ناحيتها لم تكن مستعدة للتحقيق في هذا الأمر. مع ذلك، تجول المستشار القانوني العسكري في الموقع وتولد لديه الانطباع بأن ثمة فلاحة في أراض واسعة تتجاوز المنطقة التي خصصت للمستوطنة.
هذا الأمر لم يكن في نهاية السنة الماضية، بل في العام 1981. وهو أحد الأمثلة التي طرحتها يهوديت كيرف التي كانت في حينه نائبة المستشار القانوني للحكومة، في تقرير لها في أيار 1982، حول عجز المؤسسة إزاء أعمال عنف الجنود والمستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. لذلك، دعكم من الهراء، توقفوا عن التعامل مع القتل المتعمد في المغير كبرق أصابنا فجأة، وعدم القيام بالتحقيق الفوري الضروري ـ وكأن ذلك أمر شاذ. بعد أربعين سنة يمكن القول دون تردد «عجز متعمد سمح لعنف المستوطنين بالتوسع وإظهار شجاعة أكبر.

الوصية الـ(11): «اسرق أرضهم لتعيش في فيلا»..

المستوطنون مجرد أداة، محبوبة وغالية، في أيدي حكومات إسرائيل والمؤسسات التي توطن الدولة والمقاولين ومن يحبون النبيذ وجبن الأغنام. الأرض التي يصعب سلبها من خلال قوانين إسرائيل ـ التي هي فخر إنتاج أفضل القانونين لدينا ـ يسلبونها من خلال النار المقدسة والعنيفة والألاعيب للمستوطنين. كل الحقائق كانت موجودة أمام الجمهور الإسرائيلي منذ أربعين سنة. وهو لم يهتم بذلك لأنه يستمتع منه أو سيستمتع إلى الأبد من ثمار العنف. لو كان الجمهور يعنى بالأمر لكان آلاف، وليس العشرات، سينضمون إلى «تعايش» و«مقاتلون من أجل السلام»، للدفاع عن الأراضي التي يسلبها رجال الكاوبوي.
بالمناسبة، «مقاتلون من أجل السلام»، في 2011 انضم عدد منهم لقطف الزيتون الأول في قرية جالود، في قطعة أرض منع عنف المستوطنين بمساعدة الجيش خلال عقب وصولهم إليها. مجهولون (بالتأكيد مجهولون) جاءوا من بؤرة ايش كوديش الاستيطانية بمرافقة الجنود وهاجموا من يقطفون الزيتون. أيضاً إسرائيلية النشطاء لم تنجح في أن تؤدي إلى العثور على المشبوهين، هذا ناهيك عن تقديمهم للمحاكمة.
قرية قريوت هي الحدود الشمالية الغربية لعدد من القرى الفلسطينية في شمال رام الله. وقرية المغير في جنوب شرق هذه القرى. مشهد طبيعي مرتب من الجبال والسهول والتلال والوديان يسر الناظر من خلال المحاصيل وكروم الزيتون والأشجار المثمرة، وثمة مراع ومناطق استجمام. اجتهاد الإدارة المدنية وعنف المستوطنين وأوامر منطقة عسكرية مغلقة أمام الفلسطينيين حولت هذه المنطقة الجميلة إلى «غوش شيلو»: الفضاء إسرائيلي وفي داخله محميات للهنود الحمر، التي لم ننجح في التخلص منها. هدف العنف في الوقت الحالي، سواء الأوامر التي تنفذها الإدارة المدنية أو المستوطنين (حرق وقطع الأشجار بالأساس)، عفواً المجهولين، هو هدف واحد: تجميع الهنود الحمر بقدر المستطاع في المنطقة المبنية الخاصة لهم وأن يتم أخذ كل ما تبقى منهم. فليعمل الفلسطينيون في البناء في المستوطنات، لأن زيتهم غير مربح.

عميره هاس
هآرتس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *