دبلوماسي: قرار ترامب بحظر السفر من بعض الدول العربية يعكس عمق الشعور بالقبلية الأمريكية

أكد مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية أنه ما يزال مصدوماً من صمود القرار التنفيذي للرئيس دونالد ترامب بحظر السفر من بعض الدول العربية والاسلامية إلى الولايات المتحدة مشيرا إلى مشاعر الغضب التي انتابت العديد من الموظفين في الخارج بسبب اضطرارهم لتنفيذ الأمر.

لقد فهم ترامب على الرغم من كل عيوبه، عمق “القبلية الأمريكية”، أفضل بكثير من أولئك الذين عارضوه.

وأوضح كريستوفر ريتشاردسون، الذي كان يعمل في القنصلية الأمريكية في أسبانيا، أن الآلاف من موظفي الوزارة شاركوا في كتابة مذكرة ضد الأمر التنفيذي، الذي كان مليئا بالأخطاء الإملائية وأخطاء الحقائق والقانون، جاء فيها أن مثل هذه السياسة تتعارض مع القيم الأمريكية الأساسية المتمثلة في عدم التمييز والترحيب الحار بالزوار الأجانب والمهاجرين.
ولم يكن هؤلاء لوحدهم في المعارضة، إذ تم رفع الدعاوى القضائية، وتدخل العديد من القضاة على المستوى الإتحادي، وهرع الآلاف من الأمريكيين إلى المطارات لدعم المسافرين، ووفقا لما قاله ريتشارد دسون، فقد بدا أن مثل هذا الغضب الواسع النطاق يمكن أن يؤدي فقط إلى نهاية سريعة للسياسة الشاذة وغير المنطقية، وكانت هناك توقعات بان القرار لن يصمد، ولكن القرار لا يزال يعمل بعد مرور أكثر من سنتين ولا يزال يُفسد حياة الناس.
وقال أنه توقع أن يطلب الكونغرس من ترامب التراجع عن القانون وإجراء تحقيقات ولكن ذلك لم يحصل ، وأضاف ” بصفتي ضابطاً قنصليًا ودبلوماسياً، تم تدريبه وغرسه في السياسة التاريخ الأمريكي، فقد قمت بفرض ضوابط وتوازنات، لقد فهم ترامب على الرغم من كل عيوبه، عمق “القبلية الأمريكية”، أفضل بكثير من أولئك الذين عارضوه.
وقد أدى نجاح ترامب في فرض هذا القرار على الاستمرار في اتخاذ إجراءات جذرية أخرى للحد من الدخول القانوني إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك فصل العائلات على الحدود، وإلغاء إجراءات اللجوء المعمول بها، وإغلاق الحكومة في محاولة للحصول على تمويل للجدار.
وعبر الدبلوماسي عن امتعاضه من انتقال حالة الغضب في وزارة الخارجية من القرار إلى حالة من القبول وصلت إلى حد الدفاع عن هذه السياسة السخيفة و المتجذرة في التمييز
وقد أدت سياسة ترامب إلى استقالة هذا الدبلوماسي، الذي أوضح أن الخيار الوحيد كان بالنسبة له التخلي عن وزارة الخارجية ومحاولة تعزيز التغيير، وقال ريشادرسون إنه كتب إفادة خطية في قضية” ترامب ضد ولاية هاواي” قبل أن تذهب إلى المحكمة العليا جاء فيها أن عملية الحظر كانت عبارة عن خدعة.
وذكر القاضي ستيفن براير هذه الشهادة الخطية في رأي مخالف في قضية ” ترامب ضد هاواي” ولكنه يكن كافياً لإلغاء الحظر، وفي النهاية أقرت المحكمة العليا أن تصريحات ترامب الانتخابية المتعددة التي تدعو إلى حظر السفر من بعض الدول لا علاقة لها بالسياسة التي أقرها خلال أيام من تنصيبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *