الرياضة.. ميدان لمواجهة التطبيع مع الصهاينة

في زمن الهرولة نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، لا تزال في الأمة بعض المواقف التي تخرق هذا الظلام وتسير عكس التيار، وميدان الرياضة خير مثال على هذا الرفض للانبطاح أمام تلك الهرولة الوقحة نحو علاقات مع كيان الاحتلال، دون أن يتم الاكتراث لنيل وسام هنا أو الفوز بلقب عالمي هناك، على حساب القضية المركزية للأمة.

ففي أحدث موقف لماليزيا ضد التطبيع، منعت الأخيرة لاعبين “إسرائيليين” من المشاركة في بطولة العالم للسباحة لذوي الاحتياجات الخاصة، التي ينتظر أن تنظم هناك في يوليو/تموز المقبل، كما فرضت حظرا على مشاركة الإسرائيليين في أي نشاط تستضيفه.

وقال رئيس الوزراء مهاتير محمد إن السباحين الإسرائيليين لن يسمح لهم بالمشاركة في مسابقة ستجري في وقت لاحق من هذا العام في ولاية ساراواك الشرقية والتي ستحدد المتأهلين للمشاركة في بطولة طوكيو 2020 للألعاب البارالمبية.

ورغم مناشدة من اللجنة البارالمبية العالمية لإيجاد حل لهذا الخلاف، جدد وزير الخارجية الماليزي التأكيد على معارضة ماليزيا لمشاركة إسرائيل في أي فعالية تجرى على أرض بلاده.

هذا الموقف دفع اللجنة الأولمبية الدولية لذوي الحاجات الخاصة، الأحد، إلى تجريد ماليزيا من حق استضافة بطولة العالم للسباحة 2019، وذكرت اللجنة في بيان أنه تم اتخاذ القرار “بعد عدم الحصول على الضمانات الضرورية من وزارة الداخلية في ماليزيا لمشاركة السباحين الإسرائيليين في البطولة بدون أي تمييز وبشكل آمن”.

وقال أندرو بارسونز رئيس اللجنة “عندما يستثني بلد مضيف رياضيين من بلد معين لأسباب سياسية، لا يكون أمامنا أي بديل سوى البحث عن بلد مستضيف آخر للبطولة”.

بدوره، غرّد المتحدث بما يسمى “الخارجية الاسرائيلية”، ايمانويل نهشون، على تويتر “هذا نصر للقيم على الكراهية والتعصب، وتأييد واضح للحرية والمساواة. نشكر اللجنة البارالمبية على قرارها الجريء”.

وهذه ليست المرة الاولى التي تتخذ فيها ماليزيا هكذا مواقف مشرّفة، فقد سبق ومنعت كوالالمبور رياضيين إسرائيليين من المشاركة في فعاليات رياضية. وفي 2015 انسحب رياضيان إسرائيليان من مسابقة متزلجين في لانكاوي بعد أن رفضت ماليزيا منحهما تأشيرة دخول، كما رفضت استضافة مؤتمر للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 2017 بسبب مشاركة وفد إسرائيلي.

العنجري يرفض مواجهة لاعب إسرائيلي في رياضة الجوجيتسو

وفي الاطار ذاته، قرر لاعب رياضة الجوجيتسو، الكويتي عبد الله العنجري، الانسحاب من بطولة العالم للعبة الفنون القتالية اليابانية المقامة في ولاية لوس أنجلوس، رفضا لنتائج القرعة، التي وضعته بمواجهة لاعب إسرائيلي.

وقال “العنجري” في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “أعلن انسحابي بسبب وضعي بالقرعة مع لاعب اسرائيلي”.

وأضاف اللاعب الكويتي: إن “دولة فلسطين المحتلة وشعبها أهم من التألق في بطولة عالمية”، مشدداً على أن انسحابه جاء إكراماً لفلسطين.

ولفت إلى أن موقفه يتوافق تماماً مع سياسة بلاده، قائلاً: “لا اعتراف ولا إقرار بإسرائيل ولا تطبيع معها؛ فالتطبيع في عرفنا هو جريمة عظيمة”.

وكان العنجري تمكن من التتويج بالميدالية الذهبية في بطولة الاتحاد الدولي للجوجيتسو المقامة في ولاية تكساس الأميركية في فئة تحت الـ88 كيلو، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، كما وحصل قبلها على الميدالية الذهبية في بطولة “الجوجيتسو” بواشنطن في آب/أغسطس من العام الفائت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *