ترامب يعترف برئيس البرلمان في فنزويلا “رئيسا مؤقتا” للبلاد

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إنه يعترف بشكل رسمي بإعلان خوان غوايدو، رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.

كما هنأ لويس ألماغرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية ومقرها واشنطن، الأربعاء، غوايدو، قائلا “تهانينا لخوان غوايدو، رئيس فنزويلا بالنيابة. نمنحه اعترافنا الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد”.

وكان مصدران مطلعان قالا، في وقت سابق من الأربعاء، إن ترامب قد يعترف بزعيم المعارضة في فنزويلا خوان غوايدو رئيسا شرعيا للبلاد.

وأبلغ المصدران رويترز بأنه في ظل احتجاجات الشوارع في فنزويلا، تستعد إدارة ترامب لإعلان دعمها الرسمي لغوايدو.

وأدى غوايدو قسما أعلن فيه نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، اليوم. وقال إنه مستعد لتولي الرئاسة بشكل مؤقت بدعم من القوات المسلحة للدعوة إلى الانتخابات.

وخرج مواطنو فنزويلا إلى الشوارع بدعوة من غوايدو، اليوم الأربعاء، في مظاهرات تطالب باستقالة رئيس البلاد نيكولاس مادورو، وتولي الجمعية الوطنية، التي تهيمن عليها المعارضة، مقاليد السلطة في البلاد.

ورددت مجموعة من المتظاهرين الذين احتشدوا في العاصمة كاراكاس “وستسقط.. ستسقط.. هذه الحكومة ستسقط”.

ودعا الحزب الاشتراكي بقيادة مادور إلى تنظيم مظاهرات موالية للحكومة في نفس الوقت.

وتأتي المظاهرات في الذكرى السنوية للإطاحة بالديكتاتور ماركوس بيريز خيمينيز في عام 1958.

وفي خضم الجلسة البرلمانية، أمس الثلاثاء، قال غوايدو “نحن على موعد تاريخي مع بلادنا، مع مستقبل أولادنا”.

وكان غوايدو دعا في 11 يناير/ كانون الثاني، غداة تولي مادورو مهامه لولاية ثانية مثيرة للجدل، إلى “تحرك كبير في كل أنحاء فنزويلا”.

ورد ديوسدادو كابيلو، رئيس الجمعية التأسيسية القوية، المؤلفة من مؤيدين للنظام، بالقول إن “الانتقال الوحيد في فنزويلا هو الانتقال نحو الاشتراكية”. ودعا أيضا أنصار الحكومة إلى التظاهر بأعداد كبيرة في مختلف أنحاء البلاد.

ويُجرى تنظيم هذه التظاهرات في أجواء متوترة، بعد يومين على التمرد الوجيز لـ27 عسكريا في ثكنة شمال كراكاس، من خلال توجيه دعوات إلى العصيان.

وفي إشارته الأولى إلى هذا الحدث، بعد أكثر من 24 ساعة على توقيف العسكريين المتمردين، أعلن مادورو، الثلاثاء أن الجيش “قدم أدلة لا تحصى على انضباطه وتماسكه واستعداده لمواجهة أي تهديد من اعداء الوطن”.

وفي كلمة بثتها الإذاعة والتلفزيون، اتهم الادارة الأمريكية عبر نائب الرئيس مايك بنس بأنها أمرت “بانقلاب فاشي”. وردا على ذلك، طلب من وزير الخارجية خورخي اريازا البدء “بإعادة نظر شاملة للعلاقات” الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

“دعم” أمريكي للمعارضين
في الوقت نفسه، أبدت واشنطن تضامنها مع تظاهرة المعارضة. وأعرب بنس في شريط فيديو بث على تويتر، عن “الدعم الراسخ للولايات المتحدة، في وقت ترفع أنت شعب فنزويلا، الصوت للمطالبة بالحرية”.

وقال وزير الاتصال خورخي رودريغيز أن بنس أمر الجنود المتمردين بتسليم ناشطين معارضين أسلحة حتى يطلقوا النار، وهم يرتدون الثياب العسكرية، على الجموع خلال تظاهرة المعارضين لإسقاط الحكومة.

وقالت نائبة الرئيس ديلسي رودريغيز “عودوا إلى بلادكم أيها الأمريكيون، لن نسمح لكم بالتدخل في شؤون الوطن”، متهمة الولايات المتحدة بالدعوة “إلى انقلاب”.

وفي سياق تمرد العسكريين، سجل نحو ثلاثين تحرك شغب وقطع طرق ونهب مخازن وصدامات مع قوى الأمن في أحياء شعبية بالعاصمة وضواحيها، كما ذكرت منظمة “اوبسرفاتوريو دو كونفليكتيفيداد سوسيال” غير الحكومية.

وقد حصل هذا التمرد الذي تمكن الجيش خلاله من وضع يده على أسلحة، ثم التحصن في ثكنة في حي كوتيزا، فيما استمرت المعارضة في دعوة الجيش الذي يُعتبر الداعم الأول لمادورو، الى قطع علاقاته بالنظام.

عرض بالعفو
ووعد البرلمان بـ”العفو” عن عناصر الجيش الذين يرفضون الاعتراف بالولاية الجديدة لرئيس الدولة.

وقد وافق النواب، الثلاثاء، على هذا العرض، متحدين قرار المحكمة العليا التي يتهمها منتقدوها بأنها مرتبطة بالنظام الذي أعلن بطلان كل قراراتهم.

وأكد غوايدو “لا يستطيعون أن يعلنوا رغبة الشعب في التغيير غير دستورية”، موضحا أن تمرد الإثنين هو الدليل على استياء متزايد في صفوف الجيش.

وقالت الخبيرة في الشؤون العسكرية سيباستيانا باريز، إن العفو “قد نبه السلطة” و”يفتح بابا للجنود الذين ضاقوا ذرعا بما يحدث داخل” الجيش.

وستكون تحركات الأربعاء، في بلد يزداد اختناقا بسبب الأزمة الاقتصادية، العودة الأولى إلى الشارع بعد التظاهرات العنيفة التي أودت بحياة 125 شخصًا في 2017.

وتحتج المعارضة على الولاية الجديدة لرئيس الدولة، وتتهم النظام بأنه مارس ضغوطا على الناخبين خلال انتخابات 20 مايو/ أيار، وتشير إلى امتناع قوي عن التصويت.

ولا تعترف بهذه الانتخابات أيضا الولايات المتحدة وعدد من دول أمريكا اللاتينية والاتحاد الأوروبي، الذي يأمل في إنشاء مجموعة اتصال دولية في فبراير/ شباط لمحاولة إيجاد مخرج من الأزمة، كما قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني.

وستعقد منظمة الدول الأمريكية التي يعتبر عدد كبير من أعضائها الولاية الثانية لمادورو غير شرعية، جلسة استثنائية، الخميس، لمناقشة “الأحداث الأخيرة في فنزويلا”. (وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *