هل نحن على شفا مواجهة عسكرية مع إيران

وقفت إسرائيل وإيران أمس على شفا مواجهة جبهوية، في أعقاب الهجوم الذي نسب إلى سلاح الجو في سوريا وإطلاق الصاروخ إلى هضبة الجولان رداً على ذلك.
إن الهجوم الذي نسب إلى إسرائيل والذي كان موجهاً ظاهراً ضد تثبيت الوجود والتعاظم الإيراني في سوريا، نفذ بشكل شاذ في ساعات النهار. والتوقيت كفيل بأن يشهد على قيمة الهدف، لأنه من المعقول الافتراض بأن إسرائيل ما كانت لتختار الهجوم في مثل هذه الساعة ـ حين يكون احتمال وقوع إصابات أعلى بكثير ـ لو لم يكن الهدف يبرر ذلك. كما أن حقيقة أن الهجوم تم بينما رئيس الوزراء ووزير الدفاع نتنياهو متغيباً عن البلاد، كفيلة بأن تشهد بأن كان هناك إلحاح عال لتنفيذه. بعد بضع دقائق من الهجوم أطلق صاروخ للمدى المتوسط نحو هضبة الجولان. فاعترض منظومة القبة الحديدية الصاروخ، ولكن بعد فترة زمنية قصيرة من الهجوم وحتى إطلاق الصاروخ تشهد على أن من أطلق الصاروخ انتظر الفرصة للعمل. ولما كانت تكتفي، على عادتها بإطلاق صواريخ أرض ـ جو نحو الطائرات التي نفذت الهجوم (في محاولة لاعتراض الصواريخ)، معقول أن تكون جهة أخرى هي التي أطلقت هذا الصاروخ.
في شباط من العام الماضي، أطلقت إيران طائرة مسيرة تم اعتراضها بعد بضع دقائق من تسللها إلى الأراضي الإسرائيلية في هضبة الجولان. فردت إسرائيل بهجوم على عدة أهداف إيرانية في سوريا، وفي القتال الذي نشأ نجحت بطاريات الدفاع الجوي السورية في إسقاط طائرة اف 16 إسرائيلية. في أعقاب جولة القتال هذه صعدت إسرائيل حجم هجماتها على الأهداف الإيرانية في سوريا، رغم علمها بأن إيران تبحث عن الثأر ـ الذي جاء في أيار من السنة الماضية مع إطلاق أكثر من 30 صاروخاً نحو هضبة الجولان. سقطت معظم الصواريخ في الأراضي السورية وتم اعتراض أربعة منها دون أن تقع إصابات أو يُلحق ضرر في الجانب الإسرائيلي؛ فرد سلاح الجو بهجوم واسع على عشرات الأهداف الإيرانية في سوريا وفي ضربة واسعة لبطاريات الدفاع الجوي للجيش السوري.
منذ جولة القتال هذه (التي أسماها الجيش الإسرائيلي «بيت الأوراق» امتنعت إيران عن العمل المباشر ضد إسرائيل. وعلى أي حال، فور إسقاط طائرة اليوشن الروسية في شهر أيلول، تقلص النشاط الإسرائيلي في سوريا، ولكنه تصاعد مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة، فيما رافقه هذه المرة خطاب تهديدي من جانب إسرائيل، وجد تعبيره في تصريحات صريحة من نتنياهو ومن رئيس الأركان المنصرف غادي آيزنكوت اللذين بشكل استثنائي أخذا المسؤولية عن الأعمال الهجومية ضد إيران في سوريا.
يبدو أنهم في إيران قرروا بأن حان الوقت للتوقف عن السلبية، والرد. ومع ذلك، يفترض من تجربة الماضي أن تعلم إيران بأن إسرائيل لم تدرج على التجلد على إطلاق الصواريخ إلى نطاقها، ومن هنا معقول أن تكون الجولة القتالية لم تنته بعد وأن إسرائيل ستجد السبيل للرد، وبطريقة تعطي صداها جيدًا.
من أدار هذه المعركة هو رئيس الأركان الوافد أفيف كوخافي الذي كان هجوم أمس هو الأول في ولايته. في الطريق إلى معركة الرأس بالرأس مع قاسم سليماني، سيكون كوخافي مطالباً بأن يتأكد بأن إسرائيل لا تدوس على الأقدام، وبالأساس على أقدام روسيا.
لقد احتاجت موسكو أشهراً اكي تهدأ من إسقاط الطائرة في أيلول، ومؤخراً فقط تحققت تفاهمات واسعة بين الجيش الإسرائيلي والجيش الروسي (الذي أجرى وفد من ضباطه الأسبوع الماضي سلسلة من المداولات في هيئة الأركان)، من الواجب الحفاظ عليها كمصلحة استراتيجية أعلى.
إن هذه المناوشات الإسرائيلية ـ الإيرانية من غير المتوقع أن تخرج، في هذه اللحظة على الأقل، عن الحدود المعروفة. ومع ذلك، في الجيش الإسرائيلي لن يأخذوا على أي حال مخاطرات وسيحافظون على حالة تأهب عالية في الفترة القريبة خوفاً من رد إيراني يمكنه أن يأتي أيضاً من قبل حزب الله أو بواسطة جهات مختلفة في هضبة الجولان. المعنى هو أن التوتر في الشمال سيرافقنا في المستقبل المنظور أيضاً، ولن يكون فقط في مركز ولاية كوخافي، بل في مركز حملة الانتخابات القريبة القادمة أيضاً.

يوآف ليمور
إسرائيل اليوم 21/1/201

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *