تايم: مباراة حافلة بنجوم الكرة العالميين في جدة فشلت في تبييض وجه السعودية

علق جوزيف هينكس في مجلة “تايم” على جهود السعودية ترميم سمعتها التي تضررت بعد جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي.

وتحت عنوان “لعبة كروية حافلة بالنجوم هي آخر محاولة للسعودية لتبيض سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان عبر الرياضة. ولم تنجح”. وجاء في التقرير أن رأسية من اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو أعطت الفوز لفريقه يوفنتوس ضد منتخب إي سي ميلان في مباراة “كأس السوبر الإيطالي” (سوبركوبا إيتاليانو)، ولكن تردد الفريقين ونجومه اللاعبين الحديث عن سجل المملكة في انتهاكات حقوق الإنسان أدت لاتهام الناديين بالتواطؤ في عملية “تبييض رياضي للدولة الخليجية”.

ولعب الفريقان في السعودية أمام 62 ألف مشجع في ستاد الملك عبدالله بجدة حيث حفلت منطقة المشجعين بنماذج لجداول وجسور البندقية وظهر نجوم الكرة قبل المباراة لالتقاط الصور في الزي السعودي التقليدي ولوحات عليها صور ملك السعودية وولي عهده.

تردد الفريقين ونجومهم العالميين الحديث عن سجل المملكة في انتهاكات حقوق الإنسان أدت لاتهام الناديين بالتواطؤ في عملية “تبييض رياضي للرياض”

وفي إيطاليا اتهم اتحاد الصحافيين في شبكة راي، اتحاد الكرة الإيطالي بالمساعدة على تلميع صورة الرياض وقوانينها التي تفصل بين الجنسين وتغطية الفظائع المرتكبة في اليمن والقمع ضد المعارضين بمن فيهم صحافي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي الذي قتل في قنصلية بلاده العام الماضي. إلا أن اتحاد الصحافيين في شبكة التلفزة الحكومية اعتبر الإتفاق مع السعودية لاستقبال مباريات السوبر كوبا على مدى خمسة أعوام مقابل 8 ملايين دولار للمباراة “ثمن الصمت على القنابل التي تذبح المدنيين اليمنيين منذ أربعة أعوام وعلى تجنيد الأطفال للقتال هناك وعلى جريمة مقتل جمال خاشقجي”.

وجاء في البيان الذي صدر قبل المباراة بأيام إن الحاضرين فيها هم من الذكور وأشار إلى اعتقال الناشطات الحقوقيات وجاء فيه أن المشاركين في المباراة “يقومون بركل حقوق الإنسان”. وتضيف المجلة أن اتفاق سيري إي مع الرياض لم يثر أي احتجاج عندما وقع في حزيران (يونيو) الماضي. وتم لعب المباراة الإفتتاحية – المتوقعة في منتصف العطلة الشتوية- في الولايات المتحدة والصين وقطر وليبيا.

وتم تأكيد مكانها المؤقت في السعودية في الوقت الذي أشرف الحاكم الفعلي محمد بن سلمان وسمح للمرأة بقيادة السيارة وبعد عام من السماح لها بمشاهدة مباريات كرة القدم في الملاعب. ولكن مقتل خاشقجي في اسطنبول العام الماضي والذي يعتقد أعضاء مجلس الشيوخ أن ولي العهد أمر به وضع نهاية للجهود التي حاول من خلالها محمد بن سلمان تقديم نفسه كمصلح. وزاد هروب الفتاة رهف محمد القنون هذا الشهر إلى تدقيق في نظام الولاية والذي يحد من قدرة المرأة على اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بحياتهن. وبالإضافة لانتقادات اتحاد صحافي الشبكة الرسمية “راي” والنقابات الأخرى أدت مباراة يوم الأربعاء لانتقاد من منظمات حقوق الإنسان والسياسيين والذين ناشدوا يوفنتوس وإي سي ميلان إلغاء المباراة.

ونقل الكاتب عن لينا الخطيب من “تشاتام هاوس” قولها: “أصبحت المناسبات الرياضية الدولية وسيلة للدبلوماسية العامة في دول الخليج ولتعزيز موقعها الدولي وحرف الأنظار عن الخلافات السياسية وانتهاكات حقوق الإنسان” مضيفة أن “هذه الإستراتيجية أحيانا ما ارتدت عكسا وركزت الإهتمام على موضوعات تريد هذه الدول سحبها تحت البساط”.

ويشير الكاتب إلى فشل اتحاد الكرة الدولي “فيفا” في التعامل مع قطر التي اتهمتها منظمة “هيومان رايتس ووتش” بعدد من الوفيات غير المفسرة بين العاملين في بناء الملاعب لاستقبال مباريات المونديال عام 2022.

ويقول الباحث نيكولاس ماغيهان إن المنظمات الرياضية “جائعة للمال من دول الخليج السعيدة لتقديمه في كل مجال مع أنهم ليسوا حلفاء في استخدام المناسبات الرياضية بطريقة إيجابية وللإصلاح”. وهذا شجب للمنظمات التي تتحدث وبشكل دائم عن التزامها باللعبة المتساوية وشمل الجميع. ولكن ماغيهان، يقول إن نجوم الكرة “هم من أقوى اللاعبين” لإحداث التغيير.

في إيطاليا اتهم اتحاد الصحافيين في شبكة “راي” الحكومية، اتحاد الكرة الإيطالي بالمساعدة على تلميع صورة الرياض وقوانينها التي تفصل بين الجنسين وتغطية الفظائع المرتكبة في اليمن والقمع ضد المعارضين و قتل جمال خاشقجي

وفي بيان قال مدير الدوري الإيطالي “سيري إي” غايينتو ميتششي إن الدوري يعمل للتأكد من حضور النساء المباريات في كل مناطق ومقاعد الملعب.

ويرى المحللون أن تجاهل نجوم الكرة النقد يظهر الطريقة التي تحاول فيها السعودية الصمود أمام الضغوط العامة معتمدة على التجارة الدولية والمصالح السياسية التي تتغلب على حقوق الإنسان. وقال ميتششي “كرة القدم هي جزء من النظام الثقافي والاقتصادي الإيطالي ولا يمكن أن يكون لها منطق مختلف عن البلد الذي تنتمي إليه خاصة في مجال في العلاقات الدولية”. وأضاف “تعتبر السعودية من أكبر الشركاء الاقتصاديين في الشرق الأوسط وهذا بسبب الشركات الإيطالية المتعددة والصادرات إلى هناك، وعدد كبير من المواطنين العاملين هناك ولم تتم عرقلة اي من هذه العلاقات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *