لبنان: غياب شبه كامل للرؤساء في القمة العربية للتنمية

في ظل صدمة لبنانية كبرى من غياب القادة العرب، افتتحت في بيروت أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، في دورتها الرابعة، باجتماع مغلق للجنة الوزارية المعنية بالمتابعة والإعداد للقمة في فندق فينيسيا، بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومندوبي الدول المشاركة. ثم انعقد اجتماع مشترك لوزراء الخارجية والوزراء المعنيين بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة في فندق فينيسيا، استهل بجلسة علنية تضمنت كلمات لكل من رئيس وفد السعودية، رئيسة الدورة الثالثة للقمة، ولرئيس الوفد اللبناني رئيس الدورة الحالية، ثم كلمة أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، قبل أن تتحول الجلسة الى مغلقة لاعتماد جدول الأعمال ومناقشته ومراجعة مسودة إعلان بيروت.

وكان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، حسام زكي، تحدث عن جدول أعمال القمة الاقتصادية الذي يشمل 27 بنداً إجرائياً وموضوعياً تهم العمل التنموي في الدول العربية، ومنها بند يتعلق بالأمن الغذائي وتوفيره للمناطق التي تستورده من خارج العالم العربي.

باسيل يطالب بعودة سوريا للجامعة… وتبادل اتهامات حول انخفاض مستوى التمثيل

واعتبر زكي أن «الموضوع غير مطروح على جدول أعمال القمة وعودة سوريا تحتاج إلى التوافق وعناصر هذا التوافق غير متوفرة بعد».
وكان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل فور تسلّمه رئاسة الدورة الرابعة الحالية لوزراء الخارجية العرب، من وزير الدولة لشؤون الدول الأفريقية في السعودية، أحمد بن عبد العزيز القطان، شدّد على أهمية عودة سوريا ألى الجامعة العربية، وقال «سوريا يجب أن تعود إلينا لنوقف الخسارةَ عن أنفسنا، قبل أن نوقفها عنها. سوريا يجب أن تكون في حضننا بدل أن نرميها في أحضان الإرهاب».
ودعا الوزير باسيل العرب إلى احتضان لبنان بقوله «احتضنوه ولا تتركوه، فهو لم يطعن يوماً احداً منكم ولم يعتد يوماً على أي مواطن عربي». ثم ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة أشار فيها إلى «أن التحديات الهائلة التي تواجه المنطقة تفرض علينا بلورة رؤى جديدة».
وكان اللبنانيون أصيبوا بصدمة جراء غياب القادة العرب عن القمة، وسلسلة الاعتذارات من الأمراء والرؤساء عن عدم الحضور، واقتصار المشاركة على رئيسي موريتانيا والصومال. وتراشق اللبنانيون على مواقع التواصل الاتهامات حول من يتحمّل مسؤولية المستوى المتدني الذي وصلت إليه القمة، فحمّل البعض الرئيس نبيه بري ومناصري حركة أمل المسؤولية بعد تهديد الوفد الليبي، فيما آخرون من مناصري 8 آذار اختاروا تحميل الولايات المتحدة والسعودية مسؤولية خفض مستوى التمثيل، في إطار تشديد الضغوط على لبنان، ورفع مستوى المواجهة ضد كل من إيران وحزب الله.
تزامناً، غرّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط، عبر حسابه على «تويتر» بالقول: «‏بالرغم من تعطيل القمة من قبل القوى الظلامية ستبقى بيروت عاصمة الأمل والثقافة والفرح والتحدي والتنوع»، قبل أن يحذف في وقت لاحق الجزء الأول من تغريدته بعدما فُهم أنه أصاب ايضاً الرئيس بري الذي سيغيب عن المشاركة في أعمال القمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *